أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إسرائيل تخرق اتفاق باريس الاقتصادي وتخنق السلطة الفلسطينية ماليًا














المزيد.....

إسرائيل تخرق اتفاق باريس الاقتصادي وتخنق السلطة الفلسطينية ماليًا


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 13:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تشهد العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية تصعيدًا خطيرًا في المشهد الاقتصادي، بعد تلويح إسرائيل بوقف التعاملات المصرفية مع البنوك الفلسطينية وتكدس عملة الشيقل في البنوك ، واقتطاع أجزاء كبيرة من أموال المقاصة، في خطوة تمثل حربًا مالية ممنهجة ضد السلطة الوطنية الفلسطينية، وخرقًا صارخًا لاتفاق باريس الاقتصادي لعام 1994، أحد الأعمدة القانونية لاتفاق أوسلو.
أزمة متصاعدة في ظل أدوات اقتصادية بيد الاحتلال
لم تكتفِ إسرائيل بحجز عائدات الضرائب التي تجبيها نيابة عن السلطة الفلسطينية، بل صعّدت مؤخرًا بتهديدها وقف الترخيص للبنوك الفلسطينية عبر البنوك الإسرائيلية، ما يعني عمليًا شلّ المنظومة المالية الفلسطينية، وتهديد حياة ملايين الفلسطينيين الذين يعتمدون على الرواتب والخدمات الحكومية. هذا التصعيد المالي يتجاوز كونه إجراءً إداريًا ليصل إلى مستوى العقاب الجماعي المحرّم دوليًا.
اتفاق باريس الاقتصادي: وثيقة ملزمة أم مجرد ورقة سياسية؟
اتفاق باريس، الموقّع في باريس بتاريخ 29 نيسان/أبريل 1994، كجزء من ترتيبات اتفاق أوسلو، نظم العلاقة الاقتصادية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وألزم إسرائيل بما يلي:
1. تحويل أموال الضرائب والمقاصة شهريًا دون تأخير أو اقتطاع؛
2. ضمان حرية عمل البنوك الفلسطينية وربطها بالنظام المالي الإسرائيلي؛
3. عدم استخدام المعابر والضرائب كأداة ضغط سياسي
4. احترام استقلالية الاقتصاد الفلسطيني وتسهيل تنميته.
ما تمارسه إسرائيل اليوم يعد خرقًا واضحًا لهذه البنود، ويقوض الاتفاقات الثنائية التي شارك المجتمع الدولي في رعايتها وضمانها.
وهناك أبعاد قانونية لملاحقة اسرائيل لمخالفتها لاتفاقيات دولية
تُعدّ الإجراءات الإسرائيلية وفق القانون الدولي انتهاكًا لالتزاماتها كقوة احتلال بموجب القوانين والمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، التي تمنع فرض العقوبات الجماعية أو التلاعب بمقومات العيش لشعب تحت الاحتلال. كما تنتهك:
العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية؛
مبدأ حسن النية في تنفيذ المعاهدات الدولية؛
ميثاق الأمم المتحدة بشأن السيادة المالية للدول
المطلوب فلسطينيًا: اشتباك سياسي وقانوني فوري من قبل الحكومة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير بصفتها الموقعه على الاتفاقيات وطرف اصيل فيها وفي ظل هذا الخرق الفاضح، تصبح المسؤولية على القيادة الفلسطينية مضاعفة، وتفرض ما يلي:
1. مواجهة الاحتلال سياسيًا ودبلوماسيًا عبر استدعاء الأطراف الراعية لاتفاق أوسلو، وخاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتحميلهم مسؤولية فشل تطبيق الاتفاق.
2. التحرك القانوني الدولي، بتقديم شكاوى رسمية لمحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية حول الانتهاكات الاقتصادية.
3. إعادة فتح اتفاق باريس الاقتصادي للمراجعة والتعديل، خصوصًا أنه وُقّع كاتفاق مرحلي لمدة 5 سنوات، وتحول بمرور الزمن إلى أداة سيطرة اقتصادية إسرائيلية.
مطلوب استراتيجية اقتصادية وطنية بديلة
بالتوازي مع المواجهة القانونية، فإن الواقع يفرض على الحكومة الفلسطينية وضع خطة وطنية اقتصادية للخروج من نفق التبعية للاقتصاد الإسرائيلي، من خلال:
تعزيز الإنتاج المحلي (زراعي، صناعي، تكنولوجي)؛
تنويع الشراكات التجارية والمالية مع العالم العربي والإسلامي؛
إنشاء صندوق وطني للطوارئ والصمود الاقتصادي بإشراف مهني شفاف. وهذا يتطلب ضرورة تفعيل صندوق الضمان الاجتماعي
ووفق كل ذلك واستنادا لما ذكر فإن كسر الحصار الاقتصادي يبدأ من الداخل
ما تواجهه السلطة الفلسطينية ليس مجرد ضائقة مالية، بل حرب شاملة على المشروع الوطني الفلسطيني. هذه المعركة، التي تخوضها إسرائيل بأدوات اقتصادية هذه المرة، تتطلب أن تقابل بارادة سياسية فلسطينية حازمة، واشتباك قانوني مؤسسي، وخطة اقتصادية استراتيجية، تضمن الصمود والمحاسبة، وترفع الصوت الفلسطيني عاليًا في المحافل الدولية.
📎 مرفقات: مقتطفات من اتفاق باريس الاقتصادي (1994)
المادة 2 – الضرائب والمقاصة
> "تقوم إسرائيل بتحويل الضرائب والرسوم التي يتم جمعها على الواردات الفلسطينية إلى السلطة شهريًا، دون تأخير أو اقتطاع."
المادة 3 – الترتيبات المصرفية
> "يسمح للبنوك الفلسطينية بفتح حسابات لدى البنوك الإسرائيلية والعمل معها كمراسلين ماليين، وتتم المعاملات بحرية دون تدخل سياسي."
المادة 4 – العملة
> "يحق للفلسطينيين استخدام الشيكل أو إصدار عملة خاصة لاحقًا، وتلتزم إسرائيل بتسهيل التحويلات دون فرض عراقيل."
تحريرا في ٢٢/٦/٢٠٢٥



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو يدفع نحو الحرب الدينية ؟؟؟ زيارة حائط البراق وتطمينا ...
- ما هو المطلوب من السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير اثر ...
- أزمة تكدّس الشيقل تكشف هشاشة السياسات المالية الفلسطينية: ال ...
- تفعيل شبكة الأمان العربية لدعم الشعب الفلسطيني
- «الجائع لا يعرف الحكمة»… غزة بين نار العدوان وسلاح التجويع
- رهان نتنياهو على مجاهدي خلق واغتيال القادة الإيرانيين: مشروع ...
- -تأجيل مؤتمر نيويورك: ضياع الفرصة أم إعادة تشكيل الدبلوماسية ...
- تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل على المنطقة والقضية الفلسطي ...
- قطع العلاقات البنكية بين إسرائيل والفلسطينيين: قنبلة اقتصادي ...
- تصريحات السفير الأمريكي خرق دبلوماسي واستفزاز سياسي
- هل تنجح الحشود الشعبية والمؤسسات الدولية في فك الحصار عن معب ...
- رسالة مفتوحة إلى الحكومة الفلسطينية: أين هي متطلبات الثبات و ...
- أمريكا تستخدم الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزه
- في ذكرى النكسة: العدوان الإسرائيلي مستمر ومخططات الضم والتهج ...
- تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل: تجاهل للتاريخ وخروج عن ...
- الضربة الأوكرانية في العمق الروسي: التداعيات على أمن أوروبا ...
- إسرائيل تمنع زيارة وفد عربي إسلامي إلى رام الله: ماهية التدا ...
- مؤتمر نيويورك بشأن فلسطين في حزيران المقبل هل يحقق الأهداف ؟
- إسرائيل تُحوّل المساعدات الإنسانية إلى ساحة إبادة جماعية
- واشنطن ترفع مستوى الضغط ؟؟؟؟


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إسرائيل تخرق اتفاق باريس الاقتصادي وتخنق السلطة الفلسطينية ماليًا