أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - غزة… وصمة عار في جبين الإنسانية المفقودة














المزيد.....

غزة… وصمة عار في جبين الإنسانية المفقودة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 14:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبوحبلة
منذ أكثر من عشرين عامًا، يعيش أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة تحت حصار خانق، حُرموا فيه من أبسط مقومات الحياة. المياه ملوثة أو مقطوعة، الدواء شحيح، الغذاء ممنوع أو مقنن بقرارات تعسفية، والكهرباء لا تكاد تصل ساعات محدودة في اليوم. أطفال غزة يتضورون جوعًا، ومرضى السرطان والفشل الكلوي يموتون بصمت، فيما آلة الحرب الإسرائيلية تواصل جرائمها اليومية بلا رادع، تحت مرأى ومسمع عالم يدّعي التحضر والإنسانية.
أرقام تكشف عمق المأساة
في الأشهر الأخيرة، تحولت غزة إلى محرقة بشرية معاصرة:
61,200 شهيدًا فلسطينيًا منذ بداية الحرب، بينهم نحو 59,220 في غزة وحدها، ويشكل الأطفال والنساء ما يقرب من 80% من الضحايا.
وفاة أكثر من 70 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية الحاد، فيما يواجه نحو 60,000 طفل خطر المجاعة الفعلية.
ارتفع معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون الخامسة من 5.5 % في مارس إلى 10.2 % في يونيو، ما ينذر بكارثة إنسانية ممتدة الأثر.
تقول التقارير إن 5,800 حالة سوء تغذية سجلت لدى الأطفال في يونيو وحده، بينهم أكثر من 1,000 حالة شديدة. حتى الأمهات الحوامل لم يسلمْن من الجوع، إذ توفي بعضهن نتيجة الهزال وسوء التغذية، وبلغ وزن الواحدة منهن أقل من 40 كجم في الشهر السادس من الحمل.
وفيما توقفت 90 % من محطات تحلية المياه وشبكات الصرف الصحي، تفشّت أمراض قاتلة مثل الإسهال المائي الحاد الذي يشكل الآن 44 % من الأمراض المسجلة، مع تسجيل 484 حالة التهاب سحايا في يونيو وحده.
قوانين انتقائية وعالم متواطئ
في الوقت الذي يُحرم فيه أهل غزة من حقهم في الحياة الكريمة، تتجرأ عصابات النهب الدولية على المطالبة بـ"الحماية" وتعلن استعدادها لإدارة معبر رفح وكأنها وصية على دماء الغزيين. هذا السلوك يمثل استخفافًا بالقانون الدولي الإنساني وابتزازًا سياسيًا وأخلاقيًا لشعب أعزل يُذبح ببطء.
للأسف، هناك من القيادات الفلسطينية من يبدو منفصلًا عن الواقع، عاجزًا عن إدراك حجم الكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة. وبينما تتعرض غزة لإبادة جماعية موصوفة، يكتفي كثيرون بالبيانات والتصريحات، وكأنها تغطي عجزهم بدلًا من أن تعبّر عن إرادة سياسية حقيقية لوقف المجزرة.
المجتمع الدولي الذي يتفنن في استخدام قوانين مثل "معاداة السامية" لحماية إسرائيل من النقد، يقف عاجزًا – أو متواطئًا – أمام جريمة القرن الحادي والعشرين. أليس ما يجري في غزة هو معاداة للسلمية والإنسانية؟ لماذا لا يُطبق قانون "معاداة السامية" على هذه الجريمة النكراء بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة؟
أين الفزعة العربية؟ أين النخوة الإسلامية؟
لقد سقطت كل الأقنعة، فلا الفزعة العربية تحركت، ولا النخوة الإسلامية انتفضت، ولا الضمير العالمي استيقظ من سباته العميق. غزة اليوم تختصر مأساة إنسانية وسياسية وأخلاقية تعكس انهيار المنظومة الدولية التي انحازت بالكامل إلى جانب الجلاد ضد الضحية.
جريمة مكتملة الأركان
إن ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان وفقًا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، واتفاقيات جنيف التي تكفل حماية المدنيين وقت الحرب. السكوت الدولي يمثل مشاركة ضمنية في هذه الجريمة، ويضع الحكومات والدول أمام مسؤوليات قانونية وأخلاقية، لن يسقطها تقادم الزمن.
نداء إلى الضمير العالمي
غزة لا تحتاج اليوم إلى بيانات الشجب والإدانة، بل إلى تحرك عاجل يوقف شلال الدم، ويكسر الحصار، ويعيد للإنسانية بعضًا من اعتبارها المفقود. إن التاريخ لن يرحم، وسيبقى يسجل أن القرن الحادي والعشرين شهد جريمة كبرى في غزة، بينما وقف العالم متفرجًا.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات تصريحات السفير الأميركي: بين المخاوف الأميركية وانفلا ...
- سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان: صراع الأجنحة، المخاطر الم ...
- السويداء… كابوس سوري في قلب مخطط لتفتيت المنطقة: أين العرب؟
- إلى: فخامة الرئيس دونالد جيه. ترمب
- قلب الطاولة على مشروع الاحتلال دفاعًا عن الحقوق والسيادة
- نوبل للسلام للشجاعة: فرانشيسكا ألبانيز وفضح نفاق المجتمع الد ...
- 📰 دعوة لتحرك عربي عاجل وحوار وطني سوري قبل سقوط سوري ...
- سوريا أمام مفترق طرق: مخاطر التطرف والتفتيت تهدد استقرار الش ...
- أزمة معبر الكرامة: الاحتلال الإسرائيلي يحوّل المعبر إلى أداة ...
- سياسة البنوك الفلسطينية وتداعياتها على التجار والحركة التجار ...
- إسرائيل كقوة احتلال: المسؤولية القانونية عن الحرب على غزة وا ...
- تصريحات أولمرت : اعتراف من قلب المؤسسة الإسرائيلية بجرائم ال ...
- أزمة مالية خانقة تتطلب مقاربة شاملة ودورًا دوليًا فاعلًا
- دولة رئيس الوزراء الأردني الأكرم حفظه الله،
- نتنياهو في واشنطن: إخفاق سياسي يعيد سيناريوهات الماضي وخيارا ...
- الضمان الاجتماعي… حراك أسقط القانون وأضعف الدولة: أين هم الي ...
- “إسرائيل تصادر أموال الفلسطينيين… والقانون الدولي يجرمها”
- قلق فلسطيني من خطر حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
- رسالة مفتوحة إلى القيادة الفلسطينية
- إلى أين يتجه المشهد الفلسطيني بعد تصريحات ترامب ونتنياهو؟


المزيد.....




- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا بتدابير غير مسبوقة لمعاقبة من يحتجز ...
- الألبوم الثاني خلال أقل من شهرين.. جاستن بيبر يطلق -Swag II- ...
- للمساعدة في إنهاء الحرب بأوكرانيا.. ترامب يحث أوروبا على وقف ...
- حماس تصفه بـ-مسار الموت-.. الجيش الإسرائيلي يدعو الفلسطينيين ...
- بصيص أمل لفهم الاضطراب ثنائي القطب: اكتشاف جديد يربط بين ال ...
- هونغ كونغ تستضيف أول مهرجان لمنطاد الهواء الساخن
- الجيش الإسرائيلي يطالب سكان مدينة غزة بالانتقال جنوبا
- ترامب يرسل 10 طائرات حربية إلى بورتوريكو ويحذر فنزويلا من مغ ...
- الجيش الإسرائيلي يدعو سكان مدينة غزة للانتقال جنوبا تحسبا لت ...
- الجيش الإسرائيلي يحث سكان مدينة غزة على إخلائها والانتقال إل ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - غزة… وصمة عار في جبين الإنسانية المفقودة