أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان: صراع الأجنحة، المخاطر المتفاقمة، ومتطلبات الحكمة والتريث














المزيد.....

سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان: صراع الأجنحة، المخاطر المتفاقمة، ومتطلبات الحكمة والتريث


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 11:25
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إعداد: المحامي علي أبوهبله – محلل سياسي وقانوني
يشكّل ملف السلاح في المخيمات الفلسطينية بلبنان تحديًا أمنيًا وسياسيًا بالغ التعقيد، حيث تتشابك فيه العوامل الداخلية الفلسطينية مع اعتبارات لبنانية وإقليمية ودولية.
التطورات الأخيرة، بما في ذلك إقالة السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، وإحالة عدد من ضباط منظمة التحرير الفلسطينية للتقاعد القسري، ساهمت في توسيع الهوة داخل الساحة الفلسطينية في لبنان، وأثارت مخاوف من تصاعد صراع الأجنحة والفصائل، ما قد يؤدي إلى انفجار أمني واسع في واحدة من أكثر الساحات الفلسطينية حساسية.
في المقابل، هناك مؤشرات على مساعٍ إسرائيلية وأمريكية لاستغلال هذه الحالة لإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية سياسية للاجئين، وتغذية الصراعات الداخلية وصولًا إلى "فلسطنة" الصراع في المخيمات، بما يخدم مشاريع تصفية قضية اللاجئين. من هنا، تبرز الحاجة إلى الحكمة والتريث في معالجة هذا الملف الخطير، مع مراعاة التوقيت والحساسية الميدانية.
أولًا: خلفية تاريخية للمشكلة
تأسس الوضع الخاص للمخيمات الفلسطينية في لبنان منذ اتفاق القاهرة (1969)، الذي أتاح للفصائل الفلسطينية إدارة المخيمات ذاتيًا وحمل السلاح داخلها، قبل أن يتم إلغاؤه عام 1987.
عقب الخروج الفلسطيني من بيروت في 1982، بقي السلاح داخل المخيمات موزعًا بين فصائل منظمة التحرير، وفصائل إسلامية كـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وجماعات متشددة استغلت ضعف الدولة اللبنانية للتمركز هناك.
تحوّل هذا السلاح لاحقًا إلى عامل توازن هش، لكنه أيضًا مثّل تهديدًا متكررًا للسلم الأهلي اللبناني وأداة لتصفية الحسابات الداخلية
ثانيًا: العوامل التي تزيد تعقيد الوضع
1. قرارات القيادة الفلسطينية الأخيرة
أحدثت التطورات الأخيرة في القيادة الفلسطينية حالة من القلق في الساحة اللبنانية، وخاصة:
إقالة السفير أشرف دبور، الذي لعب دورًا محوريًا في التوازن بين الفصائل الفلسطينية والدولة اللبنانية.
إحالة ضباط وقيادات ميدانية إلى التقاعد القسري، ما أثار ردود فعل غاضبة داخل قواعد الفصائل، وخلق فراغًا قياديًا ميدانيًا، انعكس مباشرة على الوضع الأمني الهش داخل المخيمات.
2. صراع الأجنحة داخل منظمة التحرير الفلسطينية
تصاعد التنافس الداخلي بين أجنحة حركة فتح، وتراجع دور منظمة التحرير كمرجعية موحدة للاجئين، انعكس سلبًا على قدرة اللجنة الأمنية المشتركة في ضبط الوضع الميداني. هذا الانقسام يزيد من هشاشة المشهد الأمني، ويفتح الباب أمام تدخلات خارجية.
3. التدخلات الإقليمية والدولية
بات واضحًا أن أطرافًا إقليمية ودولية تسعى لتوظيف المخيمات الفلسطينية في لبنان كأدوات صراع. وفي هذا السياق، تسعى إسرائيل ومعها الولايات المتحدة لاستغلال حالة الانقسام الفلسطيني من أجل:
إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية سياسية للاجئين.
تغذية الصراع الداخلي للوصول إلى "فلسطنة" الأزمة، بحيث يبدو وكأنه خلاف داخلي فلسطيني وليس نتيجة تدخلات خارجية، وهو ما يخدم مشاريع تصفية قضية اللاجئين وفرض حلول التوطين أو التهجير.
ثالثًا: المخاطر المحتملة
✅ على الساحة اللبنانية: تفجر الاشتباكات قد يهدد السلم الأهلي، ويوفر ذريعة لقوى لبنانية للمطالبة بإجراءات قاسية ضد اللاجئين الفلسطينيين.
✅ على اللاجئين الفلسطينيين: استمرار سقوط الضحايا المدنيين، وتزايد الضغط الاجتماعي والاقتصادي على المخيمات، ما يهدد بتفريغها تدريجيًا.
✅ على القضية الفلسطينية: أي انفجار أمني قد يُستغل لتبرير مشاريع التوطين أو التهجير، ويُضعف منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية سياسية.
✅ استغلال إسرائيلي – أمريكي محتمل: هناك خطر واضح من محاولات لتغذية الصراع داخل المخيمات، بما يؤدي إلى “فلسطنة” الأزمة وتصويرها كصراع داخلي بحت، بينما تتخفى التدخلات الخارجية، بهدف دفع الأطراف الفلسطينية إلى مزيد من الانقسام وإخراج المخيمات من المعادلة السياسية لحق العودة.
رابعًا: التوصيات
✅ على المستوى الفلسطيني
تجميد أي قرارات جديدة قد تزيد الانقسام لحين تحقيق توافق وطني.
إعادة بناء وحدة القيادة الفلسطينية في لبنان عبر حوار عاجل بين كافة الفصائل.
✅ على المستوى اللبناني – الفلسطيني
تفعيل الحوار المشترك لوضع آلية لإدارة الأمن في المخيمات تراعي حقوق اللاجئين وتحفظ السلم الأهلي.
✅ على المستوى العربي والدولي
تحرك عربي استباقي عبر الجامعة العربية لمنع التدخلات الخارجية، ودعم إنساني وتنموي للمخيمات لتقليل هشاشتها.
✅ الحذر من الفخ الإسرائيلي – الأمريكي
ضرورة وعي الأطراف الفلسطينية واللبنانية لمحاولات استدراجهم إلى صراع داخلي يخدم أجندات خارجية، وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى انفجار الوضع.
وعليه ووفق كل ذلك إن جمع السلاح في المخيمات الفلسطينية بلبنان يبقى هدفًا مشروعًا لتعزيز الأمن وحماية اللاجئين، لكنه في الظروف الحالية المليئة بالتوترات الداخلية والإقليمية قد يتحول إلى قنبلة موقوتة إذا لم يُعالج بحكمة ورويّة. المطلوب هو مقاربة شاملة ومتدرجة تقوم على التوافق الوطني، وتجنب الانزلاق إلى سيناريوهات كارثية قد تخدم فقط مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
✍🏻 إعداد: المحامي علي أبوهبله
محلل سياسي وقانوني
تحريرا في 18/7/2025



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السويداء… كابوس سوري في قلب مخطط لتفتيت المنطقة: أين العرب؟
- إلى: فخامة الرئيس دونالد جيه. ترمب
- قلب الطاولة على مشروع الاحتلال دفاعًا عن الحقوق والسيادة
- نوبل للسلام للشجاعة: فرانشيسكا ألبانيز وفضح نفاق المجتمع الد ...
- 📰 دعوة لتحرك عربي عاجل وحوار وطني سوري قبل سقوط سوري ...
- سوريا أمام مفترق طرق: مخاطر التطرف والتفتيت تهدد استقرار الش ...
- أزمة معبر الكرامة: الاحتلال الإسرائيلي يحوّل المعبر إلى أداة ...
- سياسة البنوك الفلسطينية وتداعياتها على التجار والحركة التجار ...
- إسرائيل كقوة احتلال: المسؤولية القانونية عن الحرب على غزة وا ...
- تصريحات أولمرت : اعتراف من قلب المؤسسة الإسرائيلية بجرائم ال ...
- أزمة مالية خانقة تتطلب مقاربة شاملة ودورًا دوليًا فاعلًا
- دولة رئيس الوزراء الأردني الأكرم حفظه الله،
- نتنياهو في واشنطن: إخفاق سياسي يعيد سيناريوهات الماضي وخيارا ...
- الضمان الاجتماعي… حراك أسقط القانون وأضعف الدولة: أين هم الي ...
- “إسرائيل تصادر أموال الفلسطينيين… والقانون الدولي يجرمها”
- قلق فلسطيني من خطر حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
- رسالة مفتوحة إلى القيادة الفلسطينية
- إلى أين يتجه المشهد الفلسطيني بعد تصريحات ترامب ونتنياهو؟
- ما هي دلالات وتوقيت زيارة المنسق الأمريكي إلى مخيم نور شمس و ...
- “إمارة الخليل وميليشيات الاحتلال.. هل يسقط الفلسطينيون في فخ ...


المزيد.....




- غرق أكثر من 35 شخصًا في انقلاب مميت لقارب سياحي بفيتنام
- رئيس أوكرانيا يوجه دعوة لروسيا لعقد اجتماع ويعلق
- سوريا.. ما هو وضع وقف إطلاق النار في السويداء؟
- هدنة غزة: لماذا تختلف هذه الجولة من المفاوضات عن سابقاتها؟
- بعد غيبوبة استمرت 20 عاماً.. وفاة -الأمير النائم- السعودي
- برلين تعد باستقبال أفغان من باكستان بشروط وتغلق الباب أمام ط ...
- طواف فرنسا: الهولندي ثيمين آرينسمان بطلا للمرحلة 14 وإيفينيب ...
- كاتب إسرائيلي: لا لتعامل إسرائيل الأحمق مع سوريا
- 900 شهيد جراء الجوع بينهم 71 طفلا في غزة والاحتلال يواصل الم ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يحرق منازل بمخيم نور شمس


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان: صراع الأجنحة، المخاطر المتفاقمة، ومتطلبات الحكمة والتريث