أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - دلالات تصريحات السفير الأميركي: بين المخاوف الأميركية وانفلات المستوطنين في الضفة الغربية














المزيد.....

دلالات تصريحات السفير الأميركي: بين المخاوف الأميركية وانفلات المستوطنين في الضفة الغربية


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 13:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي أبوحبله
في مشهد لافت لا يخلو من الدلالات السياسية العميقة، قام السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكابي، بزيارة قرية الطيبة شرق رام الله في الضفة الغربية المحتلة، عقب الاعتداء الذي طال كنيسة القديس جاورجيوس التاريخية على يد مستوطنين إسرائيليين. وأكد هاكابي خلال زيارته ضرورة محاسبة من ارتكبوا هذا الفعل، محذرًا من الاكتفاء بتوبيخهم، ومطالبًا بأن “يدفع الناس الثمن إذا دمّروا ما هو مقدّس ويخص الله”.
هذه التصريحات، التي تبدو استثنائية من مسؤول أميركي إنجيلي معروف بولائه لإسرائيل، تحمل أبعادًا سياسية وأمنية تتجاوز حدود التضامن الرمزي، وتكشف عن تحولات نسبية في مقاربة واشنطن تجاه انفلات المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.
أولًا: قلق أميركي متنامٍ من انفلات المستوطنين
تأتي تصريحات هاكابي في ظل تصعيد غير مسبوق لاعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، بما في ذلك دور العبادة الإسلامية والمسيحية. هذا التصعيد، الذي يجري تحت حماية جيش الاحتلال، أثار مخاوف متزايدة لدى الأوساط الأميركية من أن يؤدي إلى انفجار شامل في الضفة الغربية، وهو ما قد ينسف أي جهود أميركية لإبقاء الوضع تحت السيطرة في إطار الأولويات الإقليمية للإدارة الأميركية.
القلق الأميركي هنا لا ينفصل عن الإدراك بأن المستوطنين المتطرفين باتوا يشكلون “دولة داخل الدولة”، ويهددون حتى المصالح الإسرائيلية كما تراها واشنطن، ناهيك عن صورة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي.
ثانيًا: الحفاظ على صورة أميركا أمام العالم المسيحي
زيارة هاكابي وتصريحاته جاءت في أعقاب اعتداء طال كنيسة بيزنطية تعود للقرن الخامس الميلادي في بلدة ذات أغلبية مسيحية. واشنطن، التي تواجه انتقادات متنامية بسبب انحيازها السافر لإسرائيل، تجد نفسها مضطرة لتقديم صورة مختلفة أمام قواعدها الدينية المسيحية في الغرب، لا سيما الكنائس التي تربطها علاقات قوية بالمجتمعات المسيحية الفلسطينية.
من هنا، فإن تصريحات السفير تحمل بعدًا رمزيًا يسعى إلى إظهار حرص أميركي على حماية المقدسات، حتى وإن لم تترافق مع خطوات عملية على الأرض.
ثالثًا: ضغوط على حكومة نتنياهو أم امتصاص للانتقادات؟
رغم لهجتها الصارمة نسبيًا، تبقى تصريحات هاكابي في إطار التحذير الناعم لحكومة نتنياهو بضرورة ضبط المستوطنين. لكنها في الوقت ذاته تكشف عن حدود السياسة الأميركية التي لا تزال عاجزة عن الانتقال من مرحلة الأقوال إلى الأفعال، إذ لا توجد مؤشرات على نية واشنطن فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات حقيقية ضد إسرائيل في حال استمرار هذه الاعتداءات.
هنا يبدو الموقف الأميركي وكأنه محاولة لامتصاص الغضب الدولي دون الاصطدام باللوبيات المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة.
رابعًا: بين الرمزية والواقع الميداني
في الميدان، يستمر المستوطنون في اعتداءاتهم اليومية على القرى الفلسطينية، بينما يوفر جيش الاحتلال الغطاء والحماية لهم. ومع غياب أي محاسبة قضائية إسرائيلية، بات الفلسطينيون أمام واقع يشير إلى سياسة رسمية لتفريغ مناطق واسعة من سكانها الأصليين عبر الترهيب الممنهج.
تصريحات السفير الأميركي، وإن بدت لافتة، إلا أنها تظل عاجزة عن تغيير هذه المعادلة ما لم تترافق مع ضغط سياسي واقتصادي جاد على حكومة الاحتلال.
تصريحات السفير الأميركي مايك هاكابي تعكس قلقًا أميركيًا شكليًا أكثر من كونه تحولًا استراتيجيًا في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل. فهي موجهة بالدرجة الأولى للحفاظ على صورة واشنطن أمام العالم المسيحي واحتواء انتقادات الداخل الأميركي، لكنها تكشف أيضًا عن وعي متزايد بخطورة انفلات المستوطنين على استقرار الضفة الغربية.
في النهاية، سيبقى الرهان على قدرة الفلسطينيين على تدويل ملف اعتداءات المستوطنين وكشف تواطؤ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بما يحوّل هذه الجرائم من “حوادث فردية” كما تحاول إسرائيل تصويرها إلى سياسة ممنهجة ذات أبعاد عنصرية واستيطانية تستدعي محاسبة على المستوى الدولي.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان: صراع الأجنحة، المخاطر الم ...
- السويداء… كابوس سوري في قلب مخطط لتفتيت المنطقة: أين العرب؟
- إلى: فخامة الرئيس دونالد جيه. ترمب
- قلب الطاولة على مشروع الاحتلال دفاعًا عن الحقوق والسيادة
- نوبل للسلام للشجاعة: فرانشيسكا ألبانيز وفضح نفاق المجتمع الد ...
- 📰 دعوة لتحرك عربي عاجل وحوار وطني سوري قبل سقوط سوري ...
- سوريا أمام مفترق طرق: مخاطر التطرف والتفتيت تهدد استقرار الش ...
- أزمة معبر الكرامة: الاحتلال الإسرائيلي يحوّل المعبر إلى أداة ...
- سياسة البنوك الفلسطينية وتداعياتها على التجار والحركة التجار ...
- إسرائيل كقوة احتلال: المسؤولية القانونية عن الحرب على غزة وا ...
- تصريحات أولمرت : اعتراف من قلب المؤسسة الإسرائيلية بجرائم ال ...
- أزمة مالية خانقة تتطلب مقاربة شاملة ودورًا دوليًا فاعلًا
- دولة رئيس الوزراء الأردني الأكرم حفظه الله،
- نتنياهو في واشنطن: إخفاق سياسي يعيد سيناريوهات الماضي وخيارا ...
- الضمان الاجتماعي… حراك أسقط القانون وأضعف الدولة: أين هم الي ...
- “إسرائيل تصادر أموال الفلسطينيين… والقانون الدولي يجرمها”
- قلق فلسطيني من خطر حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
- رسالة مفتوحة إلى القيادة الفلسطينية
- إلى أين يتجه المشهد الفلسطيني بعد تصريحات ترامب ونتنياهو؟
- ما هي دلالات وتوقيت زيارة المنسق الأمريكي إلى مخيم نور شمس و ...


المزيد.....




- تحطم طائرة عسكرية في مدرسة ببنغلاديش
- خبيرة تغذية جزائرية تتهم شركة غذائية باستخدام مواد مسرطنة وم ...
- عطل تقني يتسبّب بتوقّف رحلات -ألاسكا إيرلاينز- لثلاث ساعات ...
- أردوغان يتّهم إسرائيل بعرقلة -مشروع الإستقرار- في سوريا: -لن ...
- البرهان يجدد رفض التدخلات الخارجية ويؤكد: قادرون على دحر -مل ...
- زمن الكريبتو في أمريكا.. سياسات ترامب خلقت 15 ألف مليونير جد ...
- روسيا تستبعد إجراء محادثات قريبة مع أوكرانيا وبارو يقول أن ف ...
- بين أنتيغون وإيدن في مهرجان أفينيون... الفرنسية العراقية تما ...
- محلل إسرائيلي: حماس لن ترفع الراية البيضاء وجيشنا يهدم ولا ي ...
- لماذا حصر عدد قتلى الكوارث أمر صعب على الصحفيين؟


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - دلالات تصريحات السفير الأميركي: بين المخاوف الأميركية وانفلات المستوطنين في الضفة الغربية