أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطلبات التوافق الوطني














المزيد.....

تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطلبات التوافق الوطني


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 18:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي أبو حبلة
تشكيل لجنة لصياغة دستور لدولة فلسطين بموجب مرسوم رئاسي يُعد خطوة مهمة في المسار السياسي الفلسطيني، فهي ليست مجرد إجراء قانوني، وإنما فعل سياسي واستراتيجي يفتح الباب أمام إعادة صياغة مشروع الدولة الفلسطينية في أبعاده الوطنية والإقليمية والدولية. فالدستور يمثل في جوهره عقدًا اجتماعيًا جامعًا، ومن خلاله يوجّه الشعب الفلسطيني رسالة للعالم بأنه يمتلك مقومات الدولة ويستحق اعترافًا كاملًا بعضوية الأمم المتحدة. غير أن نجاح هذه الخطوة يظل رهينًا بمدى القدرة على تحويلها إلى عملية تشاركية تُعبّر عن مختلف مكونات الشعب الفلسطيني ولا تقتصر على طرف أو مؤسسة بعينها.
على المستوى الوطني، يمكن أن يشكّل الدستور رافعة للانتقال من مرحلة السلطة المحدودة باتفاقيات أوسلو إلى مرحلة الدولة ذات السيادة الكاملة، وأن يضع إطارًا واضحًا لتنظيم العلاقة بين السلطات بما يعزز الشرعية الوطنية ويكرّس سيادة القانون. لكنه في المقابل قد يتحول إلى مصدر توتر إذا جاء بمعزل عن التوافق الوطني أو في ظل استمرار الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ أن غياب الشراكة السياسية الحقيقية يقلل من فرص أن يحظى الدستور بقبول شعبي جامع.
من الناحية القانونية والدستورية، يثير صدور دستور بمرسوم رئاسي تساؤلات حول مدى تمثيله للإرادة الشعبية، خاصة وأن التجارب المقارنة أظهرت أن الدساتير الناجحة كانت ثمرة عمليات حوار ومشاركة واسعة. ففي جنوب أفريقيا جاء الدستور نتيجة مفاوضات أنهت نظام الفصل العنصري ووفرت أساسًا لبناء الدولة على قاعدة المساواة والعدالة، وفي كوسوفو كان الدستور أداة لإقناع المجتمع الدولي بقدرة الدولة الناشئة على ممارسة الحكم الرشيد، أما في تيمور الشرقية فقد شكل التوازن بين الإرادة الوطنية والاعتبارات الدولية مدخلًا لتعزيز الشرعية في الداخل والخارج. هذه التجارب تؤكد أن أي دستور فلسطيني يحتاج إلى عملية توافقية شاملة كي يتحول إلى وثيقة مؤسسة للدولة بدلًا من أن يُنظر إليه كخطوة أحادية.
إقليميًا ودوليًا، فإن إقرار دستور فلسطيني يتبنى مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان يمكن أن يشكل أداة دبلوماسية قوية لدعم الاعتراف الدولي بفلسطين. غير أن إسرائيل قد ترى في هذه الخطوة تهديدًا لمشروعها السياسي وتسعى إلى عرقلتها، فيما ستختلف مواقف دول الإقليم بين داعم يعتبر الدستور عنصر استقرار، وآخر يخشى أن يُستخدم لتعزيز نفوذ طرف سياسي على حساب الآخرين. أما القوى الكبرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فستراقب بعناية مدى التزام النص الدستوري بالمعايير الديمقراطية وخطاب حل الدولتين، ما يتطلب من اللجنة الدستورية الفلسطينية دقة ومرونة في الصياغة بما يوازن بين الثوابت الوطنية والاعتبارات الدولية.
إن التحدي الجوهري أمام القيادة الفلسطينية هو أن تتحول عملية صياغة الدستور إلى مسار جامع يكرّس مبدأ الشراكة الوطنية، ويضع أسسًا لنظام سياسي ديمقراطي قادر على استيعاب التعددية الفلسطينية، بحيث يصبح الدستور وثيقة تحرر وطني وأداة لتعزيز الصمود الداخلي والانفتاح على العالم. ومن هنا، فإن أي مرسوم بتشكيل لجنة الدستور ينبغي أن يُستكمل بحوار وطني شامل يضمن المشاركة الواسعة لكل القوى والفعاليات، كي تتحول هذه الخطوة إلى ركيزة لبناء الدولة الفلسطينية وتعزيز حضورها القانوني والسياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ✦ أهمية إعداد وصياغة دستور دولة فلسطين المستقلة وعاصم ...
- الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى
- قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل ...
- -الحق يحتاج إلى قوة-: مشروع E1 وتصفية حل الدولتين
- تصاعد الضغوط الأوروبية على إسرائيل: احتجاجات داخلية ومطالبات ...
- تصريحات وزيرة الخارجية الفلسطينية بين ثوابت الموقف الوطني وو ...
- تعيين حاكم لقطاع غزة خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية: قرا ...
- غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية
- منظمة التحرير الفلسطينية: نحو إصلاح شامل وتجديد الشرعيات على ...
- إلى حكومة نتنياهو وائتلاف اليمين المتطرف: عودوا إلى التاريخ ...
- عن -النصر المطلق-: إسرائيل بين أزمة القيادة واستنزاف الواقع
- متطلبات الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ...
- خطة احتلال غزة في ظل إدارة ترامب: الأبعاد، التداعيات، وخطر ا ...
- -إسرائيل الكبرى-... مشروع استيطاني توسعي يهدد دول الجوار تحت ...
- بوابة العبور للوحدة وتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات والمخاطر ...
- زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي لمستوطنة -أريئيل-: شرعنة للا ...
- المؤتمر الثامن لحركة فتح: بوابة العبور للوحدة وتوحيد الصفوف ...
- -بالروح بالدم نفديك يا غزة-... بين رمزية التظاهر وتغييب الحق ...
- 3 آب – يوم وطني وعالمي لنصرة غزة والأسرى: دعوة للعدالة وحماي ...
- رسالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس محمود عباس


المزيد.....




- فاجأ مالكتها.. دب يفتح أبواب سيارة متوقفة ويحاول اقتحامها
- لماذا تصر روسيا على ضم منطقة الدونباس مهما كان الثمن؟
- الأسوأ منذ 80 عاما.. أزمة مياه غير مسبوقة تضرب بيروت
- إسرائيل تشترط الافراج عن جميع الرهائن بعد قبول حماس مقترح ال ...
- فيديو متداول لتشكيل جماهير إسبانيا -خارطة فلسطين-.. ما حقيقت ...
- -لنبدأ العمل الخامسة فجراً-، مقترح من برلمانية يشعل جدلاً في ...
- نحو 1200 طن.. قبرص ترسل مساعدات إلى غزة عن طريق البحر لتوزيع ...
- ترامب: الرئيس الروسي قد لا يرغب بإبرام صفقة.. وماكرون يقترح ...
- هجوم الدهس بماغدبورغ .. ألمانيا تحاكم طبيبا سعوديا بتهم القت ...
- كيف كانت اللحظات الأخيرة قبل استشهاد أنس الشريف وزملائه؟


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطلبات التوافق الوطني