أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى














المزيد.....

الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 14:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي أبو حبلة
لم يعد المشهد الإسرائيلي الداخلي قادراً على التعايش مع حرب الاستنزاف المفتوحة على قطاع غزة. ففي 17 آب/أغسطس 2025، دخلت إسرائيل مرحلة نوعية جديدة من الاحتجاج، بعد أن نفذت القوى الشعبية والقطاعات النقابية إضراباً شاملاً، هو الأوسع منذ اندلاع المواجهة مع غزة قبل نحو عامين.
هذا الإضراب، الذي انطلق من معاناة عائلات الأسرى، تجاوز حدوده الاجتماعية والإنسانية ليصبح أداة ضغط سياسية واستراتيجية على الحكومة، بعد أن شلّ المواصلات والقطارات وعطّل عمل المؤسسات والمصانع والجامعات في مختلف المدن، وأعاد إنتاج مشهد انقسام داخلي يتجاوز مجرد الخلاف حول إدارة الحرب، ليصل إلى جوهر الأزمة البنيوية التي تعصف بـ"الدولة العبرية".
رغم محاولات نتنياهو وحكومته تصوير الإضراب باعتباره "خدمة للأعداء"، فإن الواقع يكشف العكس: فالتظاهرات والإضرابات المتكررة لم تعد تعبيراً عن موقف معارض فحسب، بل هي مؤشر على تحولات عميقة في الرأي العام الإسرائيلي الذي بدأ يرى في استمرار الحرب تهديداً وجودياً داخلياً لا يقل خطورة عن التحدي العسكري الخارجي.
أبعاد الحراك وأهميته
1. شرخ داخلي متفاقم: الحراك يعمّق الهوة بين الشارع والائتلاف الحاكم، ويعري فشل الحكومة في إدارة ملفات الأمن والسياسة والاقتصاد.
2. انعكاس اقتصادي ضاغط: الخسائر بمليارات الشواكل نتيجة الشلل في المواصلات والإنتاج تزيد من هشاشة الاقتصاد، وتضعف قدرة الحكومة على الاستمرار في حرب طويلة الأمد.
3. تحدٍ للشرعية السياسية: مشاركة عشرات الآلاف من مختلف القطاعات، بما فيها شخصيات أمنية وسياسية ودينية، تجعل من الاحتجاجات معركة حول مستقبل القيادة نفسها، لا مجرد جدل حول صفقة تبادل.
4. ضغط خارجي متنامٍ: الحراك يواكب ضغوطاً أمريكية ودولية متزايدة لإنهاء الحرب، إذ بات استمرارها عبئاً على أجندة واشنطن العالمية في ظل أولويات أوكرانيا والصين.
البعد الاستراتيجي
تكمن خطورة ما يجري داخل إسرائيل في أنه يؤشر إلى انتقال أزمة الأسرى والحرب على غزة من كونها قضية تفاوضية مع حركة حماس، إلى معضلة وجودية داخل إسرائيل ذاتها. فالمجتمع الإسرائيلي المنقسم لم يعد قادراً على التوحد خلف حكومة نتنياهو، التي فشلت في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، ودفعت الدولة إلى عزلة دولية وأزمة داخلية خانقة.
إن إدخال "الخيام" إلى رفح ومحاولات إعادة تهجير الفلسطينيين إلى الجنوب، لم تعد مجرد سياسات عسكرية، بل تكشف عن مأزق سياسي يفاقم الضغط الداخلي والخارجي على الحكومة الإسرائيلية. وهذا ما يفسر لجوء نتنياهو إلى خطاب المماطلة والتسويف بالحديث عن "صفقة شاملة"، في حين يدرك الشارع أن الاستمرار في الحرب لم يعد يجلب سوى الفشل والكلفة الباهظة.
نحو معادلة جديدة
نجاح الإضراب الأخير والمظاهرة الكبرى في "ميدان الرهائن" بمشاركة أكثر من 150 ألف متظاهر، يؤكد أن الداخل الإسرائيلي بات لاعباً مركزياً في معادلة الحرب، وأن الحراك الشعبي أصبح ركناً ضاغطاً لا يقل أهمية عن المقاومة في غزة أو المواقف الدولية.
إن مستقبل إسرائيل، في ضوء هذا الحراك، يقترب من مفترق طرق حاسم: فإما أن تنصاع الحكومة لمطلب إنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل، أو أن تواجه خطر تفكك داخلي وانهيار شرعيتها، بما قد يفتح الباب أمام سقوط الائتلاف الحاكم، ويعيد رسم الخريطة السياسية في إسرائيل.
✦ ويمكن القول إن الحراك الإسرائيلي لم يعد مجرد تضامن مع عائلات الأسرى، بل أصبح تعبيراً عن أزمة عميقة تهدد بقاء الدولة العبرية بشكلها الحالي. إن معادلة القوة اليوم لم تعد تحكمها الدبابات وحدها، بل الشارع الإسرائيلي الغاضب، والاقتصاد المنهك، والعزلة الدولية المتنامية. وهذه العناصر مجتمعة تفتح نافذة حقيقية لوقف الحرب، وإنهاء الإبادة، والتأسيس لمرحلة سياسية جديدة في المنطقة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل ...
- -الحق يحتاج إلى قوة-: مشروع E1 وتصفية حل الدولتين
- تصاعد الضغوط الأوروبية على إسرائيل: احتجاجات داخلية ومطالبات ...
- تصريحات وزيرة الخارجية الفلسطينية بين ثوابت الموقف الوطني وو ...
- تعيين حاكم لقطاع غزة خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية: قرا ...
- غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية
- منظمة التحرير الفلسطينية: نحو إصلاح شامل وتجديد الشرعيات على ...
- إلى حكومة نتنياهو وائتلاف اليمين المتطرف: عودوا إلى التاريخ ...
- عن -النصر المطلق-: إسرائيل بين أزمة القيادة واستنزاف الواقع
- متطلبات الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ...
- خطة احتلال غزة في ظل إدارة ترامب: الأبعاد، التداعيات، وخطر ا ...
- -إسرائيل الكبرى-... مشروع استيطاني توسعي يهدد دول الجوار تحت ...
- بوابة العبور للوحدة وتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات والمخاطر ...
- زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي لمستوطنة -أريئيل-: شرعنة للا ...
- المؤتمر الثامن لحركة فتح: بوابة العبور للوحدة وتوحيد الصفوف ...
- -بالروح بالدم نفديك يا غزة-... بين رمزية التظاهر وتغييب الحق ...
- 3 آب – يوم وطني وعالمي لنصرة غزة والأسرى: دعوة للعدالة وحماي ...
- رسالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس محمود عباس
- إعلان نيويورك: هندسة أمنية جديدة أم شرعنة للاحتلال؟
- المشاركة الفلسطينية في قمة حركات التحرر – تثبيت للهوية النضا ...


المزيد.....




- قيمتها 25 مليون دولار.. شرطة دبي تكشف تفاصيل إحباط تهريب ماس ...
- حماس تعلن موافقتها على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة
- ترامب يلتقي زيلينكسي في واشنطن وسط دعم من قادة أوروبيين
- مأساة وادي الحراش: حداد في الجزائر على ضحايا الحافلة والسلطا ...
- إسرائيل أمام اختبار ملاقاة الخطوة الأولى للبنان
- حماس تعلن قبولها المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة دون ...
- عودة بشارات: إبادة غزة أيقظت العالم بعد 80 عاما من التضليل
- 4 مراحل لاجتياح غزة.. خطة إسرائيل للسيطرة على المدينة ومحيطه ...
- من غازي عنتاب إلى إسطنبول.. طهاة أجانب يكتشفون أسرار المائدة ...
- شاهد.. كمين محكم للمقاومة ورسالة مزدوجة لقائد قسامي


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى