أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي














المزيد.....

طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 15:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي ابوحبله
لا تزال مدينة طولكرم تعيش حالة من الركود الاقتصادي والتجاري بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على الحصار والإغلاق والتضييق، وهو ما انعكس على الأوضاع الاجتماعية والنفسية والاقتصادية لأهالي المدينة. وفي مواجهة هذا الواقع، بادرت محافظة طولكرم وبلدية طولكرم والغرفة التجارية الصناعية الزراعية، بالتعاون مع مؤسسات أهلية واجتماعية، إلى إطلاق حملات تهدف إلى تشجيع أهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 على زيارة المدينة والتسوق فيها. وقد شكّلت هذه المبادرات محاولة حقيقية لدعم صمود التجار والمواطنين وتعزيز الحركة التجارية.
إلا أن هذه الجهود، على أهميتها، لا يمكن فصلها عن الواقع الأمني والسياسي المعقد. فالمشهد في طولكرم ليس مجرد ركود اقتصادي، بل هو نتيجة مباشرة لسياسة ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال، حيث تتواصل عمليات الاقتحام وهدم المنازل والبنية التحتية في مخيمي طولكرم ونور شمس، ويترافق ذلك مع الإصرار على التواجد العسكري الإسرائيلي المكثف، الذي يُجسّد عبر إغلاق شارع طولكرم–نابلس الرئيسي وفرض طرق بديلة، في محاولة واضحة لفرض واقع جديد يكرّس السيطرة الإسرائيلية على الأرض ويُعيد هندسة الجغرافيا الفلسطينية بما يخدم المشروع الاستيطاني.
وقد عكست تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير خلال زيارته الأخيرة للمدينة (يوم الجمعة) هذا التوجه بشكل صريح، إذ جاءت تصريحاته لتؤكد أن الاحتلال يتحرك وفق مخطط استراتيجي مدروس يستهدف إبقاء طولكرم ومخيماتها تحت السيطرة المباشرة، في إطار سياسة "العصا والجزرة" التي تدمج بين التضييق الأمني والتسهيلات الاقتصادية الجزئية.
البعد القانوني والسياسي
إن هذه السياسات الإسرائيلية تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر العقاب الجماعي وتدمير الممتلكات في الأراضي المحتلة. كما أن استمرار الاحتلال في السيطرة على طولكرم ومخيماتها، وفرض قيود على حركة السكان، يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 242 (1967) وقرار 2334 (2016)، اللذين يؤكدان عدم شرعية الاستيطان ووجوب إنهاء الاحتلال.
البعد الاقتصادي والاجتماعي
رغم مساهمة المحافظة والبلدية والغرفة التجارية والمؤسسات الأهلية في إطلاق مبادرات لإنعاش الاقتصاد المحلي، فإن هذه الجهود تصطدم بحقائق ميدانية قاسية:
تدمير البنية التحتية بفعل الاقتحامات المتكررة في مخيمي طولكرم ونور شمس.
إغلاق الشوارع الحيوية مثل طريق طولكرم–نابلس، ما يعطل الحركة التجارية ويزيد من كلفة النقل والوقت.
ارتفاع نسب البطالة والفقر نتيجة غياب الاستقرار واستمرار الحصار.
تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة على السكان، وخاصة في المخيمات التي تعاني من استهداف ممنهج.
كل ذلك يجعل أي انفراج اقتصادي عبر زيارات موسمية أو حملات تسوق قصير الأمد، ولا يمكن أن يشكل بديلًا عن الحل الجذري المتمثل في رفع الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من إدارة مواردهم بحرية.
الحذر من الإفراط في التفاؤل
إن الدعاية التي رافقت الحملة الاقتصادية الأخيرة يجب أن تُقرأ في إطارها الصحيح. فالاحتلال يستخدم مثل هذه الانفراجات المحدودة كأداة لإدارة الصراع وتخفيف الضغوط الدولية، وليس كخطوة نحو إنهائه. ومن هنا تأتي ضرورة التنسيق بين المحافظة والبلدية والغرفة التجارية والمؤسسات الأهلية لتوظيف هذه المبادرات في خدمة تعزيز الصمود الوطني، لا الانجرار وراء أوهام قد تُفسَّر كقبول ضمني بالاحتلال.
الخلاصة
الانفراج الحقيقي لطولكرم ومخيماتها ولسائر المدن الفلسطينية لن يتحقق عبر التسهيلات الشكلية أو الحملات الموسمية، بل عبر:
1. إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وانسحابه الكامل من طولكرم ومخيماتها وسائر الضفة الغربية وقطاع غزة.
2. تأمين بيئة مستقرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بعيدًا عن الإغلاق والهدم والاقتحامات.
3. تفعيل عملية سلام عادلة تستند إلى الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وبذلك فقط يمكن لطولكرم، بما فيها مخيم طولكرم ونور شمس، أن تنهض من جديد، ويُبنى اقتصادها على أسس تنموية صلبة، ويستعيد أهلها حقهم في الحياة الكريمة والحرية.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تدخل المجاعة: مسؤولية المجتمع الدولي وواجب القانون
- خطاب النوايا الأوروبي: أزمة مالية متفاقمة ومصادرة القرار الس ...
- معاداة السامية بين التوظيف السياسي والمغالطات القانونية
- المجلس التأسيسي الفلسطيني والدستور المؤقت: من الشرعية الوطني ...
- تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطل ...
- ✦ أهمية إعداد وصياغة دستور دولة فلسطين المستقلة وعاصم ...
- الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى
- قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل ...
- -الحق يحتاج إلى قوة-: مشروع E1 وتصفية حل الدولتين
- تصاعد الضغوط الأوروبية على إسرائيل: احتجاجات داخلية ومطالبات ...
- تصريحات وزيرة الخارجية الفلسطينية بين ثوابت الموقف الوطني وو ...
- تعيين حاكم لقطاع غزة خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية: قرا ...
- غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية
- منظمة التحرير الفلسطينية: نحو إصلاح شامل وتجديد الشرعيات على ...
- إلى حكومة نتنياهو وائتلاف اليمين المتطرف: عودوا إلى التاريخ ...
- عن -النصر المطلق-: إسرائيل بين أزمة القيادة واستنزاف الواقع
- متطلبات الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ...
- خطة احتلال غزة في ظل إدارة ترامب: الأبعاد، التداعيات، وخطر ا ...
- -إسرائيل الكبرى-... مشروع استيطاني توسعي يهدد دول الجوار تحت ...
- بوابة العبور للوحدة وتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات والمخاطر ...


المزيد.....




- خامنئي يؤكد رفض إيران -الإذعان- للولايات المتحدة داعيا إلى ت ...
- إسرائيل تقصف مدينة غزة وسكانها يستعدون لهجوم وشيك.. إليكم آخ ...
- غرق 3 شقيقات صغيرات وإنقاذ العشرات من قارب يقل مهاجرين لإيطا ...
- كارثة إنشائية بالصين.. مقتل 12 عاملا جراء سقوط جسر ضخم فوق ا ...
- كاتب إسرائيلي يحذر من تداعيات -تسونامي الاستيطان الصامت- بال ...
- كاتس يتوعدها.. تعرف على مخيمات الضفة الغربية
- أوكرانيا تعلن استعادة قرى في دونتسك وروسيا تحدد شروطها للسلا ...
- قمّة ألاسكا: صراع وتحالفات جديدة من أجل إعادة اقتسام العالم ...
- فلترفع الامبريالية الأمريكية يدها عن فنزويلا وشعبها
- سائق شاحنة ينعطف بطريقة مخالفة ويتسبب بحادث مميت.. شاهد لحظة ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي