أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إلى الشعب اليهودي في إسرائيل














المزيد.....

من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إلى الشعب اليهودي في إسرائيل


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 12:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المحامي علي ابوحبله
عرفت أوروبا في العصور الوسطى حروبًا طويلة الأمد لم تُنتج سوى الخراب والدمار، من بينها حرب المئة عام (1337–1453) بين إنجلترا وفرنسا، التي اندلعت بسبب نزاع على العرش الفرنسي وتضارب المصالح الإقطاعية. ورغم ما تحقق خلالها من انتصارات متقطعة لهذا الطرف أو ذاك، انتهت الحرب بتعزيز الهوية الوطنية الفرنسية، وتطور التكتيكات العسكرية، لكن بثمن بشري واقتصادي باهظ دفعه الشعبان.
كذلك كانت الحروب الصليبية (1095–1291) سلسلة من الحملات العسكرية التي رُفعت تحت شعارات دينية، لكنها في حقيقتها انقلبت إلى صراع مصالح ونفوذ اقتصادي وسياسي. وبعد قرنين من الدماء، انتهت بالفشل الذريع، وبقيت عبرة تاريخية على أن الحروب التي تُخاض تحت شعارات دينية زائفة لا تحقق أهدافها، بل تورّث الخراب واللعنات على أصحابها.
الدرس التاريخي
هذه النماذج التاريخية تبيّن أن الحروب الممتدة، حين تُبرر بخطابات دينية أو عرقية، لا يمكنها أن تنجح في محو شعب أو القضاء على هويته، بل تؤدي إلى ترسيخ مقاومته وتعزيز هويته الوطنية. والأهم أن التاريخ لا يغفر للقادة الذين يدفعون شعوبهم إلى مغامرات دموية باسم "الحق الإلهي" أو "التفويض المقدس".
رسالة إلى الشعب اليهودي في إسرائيل
أيها الشعب اليهودي،
إن ما يقوم به قادتكم اليوم من دفعكم نحو حرب دينية ضد الشعب الفلسطيني، لا يختلف في جوهره عن الحروب الصليبية أو حرب المئة عام. نتنياهو، وسموتريتش، وبن غفير، وغيرهم من غلاة اليمين المتطرف، يستغلون النصوص الدينية لتبرير حرب إبادة في غزة والضفة الغربية، بينما حقيقتها حرب سياسية بامتياز هدفها البقاء في السلطة وتوسيع الاستيطان على حساب دماء الأبرياء.
إن الأكاذيب التي تُروَّج حول الفلسطينيين – بأنهم "أغيار" أو "عماليق" – ليست سوى تزييف للتاريخ والدين. فالفلسطينيون ليسوا عماليق، بل شعب من شعوب هذه الأرض، آمن بالأنبياء الذين تؤمنون بهم، وتعايش مع الأمم منذ آلاف السنين. إن حرب الإبادة التي تشاهدونها اليوم في غزة والمخيمات الفلسطينية ليست حربكم، بل حرب قادتكم، وستكون لعنة تلاحقكم كما لاحقت الصليبيين في التاريخ.
المرجعية القانونية والدولية
القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة واضحة ولا لبس فيها:
القرار 181 (1947): الخاص بالتقسيم، نصّ على إقامة دولتين على أرض فلسطين، يعيشان جنبًا إلى جنب.
القرار 194 (1948): أكد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم.
القرار 242 (1967) والقرار 338 (1973): شددا على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 وحل النزاع بالطرق السلمية.
القرار 2334 (2016): اعتبر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويشكل عقبة أمام السلام.
هذه القرارات مجتمعة تؤكد أن المجتمع الدولي يرى في السلام العادل القائم على إنهاء الاحتلال وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
ونختم بين لعنة التاريخ وأمل المستقبل
من حرب المئة عام في أوروبا إلى الحروب الصليبية في الشرق، وصولًا إلى الحرب الإسرائيلية على غزة اليوم: العبرة واحدة، وهي أن الحروب التي تُخاض بدافع الهيمنة والتوسع لا تحقق أهدافها، وأنها تنتهي بلعنات سياسية ودينية تطارد شعوبها.
أيها الشعب اليهودي،
برهنوا للعالم أنكم قادرون على أن تقولوا "لا" لقادتكم المتطرفين، وأنكم لستم أسرى لأوهام الحرب. اضغطوا من أجل وقف العدوان، وكونوا أنتم القوة التي تفتح بابًا للسلام. فالطريق الوحيد للنجاة، لكم ولنا معًا، هو الإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، حتى نتمكن جميعًا – يهودًا ومسلمين ومسيحيين – من العيش المشترك بسلام، وكرامة، وحقوق متساوية، بعيدًا عن لعنة التاريخ.
✦ العبرة واضحة: السلام العادل وحده هو ما يضمن مستقبل الشعوب، بينما الحروب الدينية لا تخلّف سوى الموت والعار.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة الجمعية العامة:
- العام الدراسي بين مطرقة الأزمة المالية وسندان حقوق المعلمين: ...
- واشنطن تمنع الرئيس عباس من حضور الأمم المتحدة ؟؟؟؟
- من أزمة الرواتب إلى معركة الاعتراف بالدولة: هل يفشل الفلسطين ...
- غسيل الأموال والانتهاكات الإسرائيلية: كيف يُستغل الاقتصاد ال ...
- غزة بين المجاعة والاستهداف الممنهج... شريعة الغاب بصمت العال ...
- اقتحام رام الله: أهداف استراتيجية ودلالات سياسية قبل إعلان ف ...
- إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة ل ...
- الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة ...
- الغوغائية والتحريض الشعبوي : بين النظرية الكلاسيكية والخطاب ...
- نتنياهو و-إسرائيل الكبرى-: من خطاب النبوءة إلى مشروع التوسع… ...
- طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإس ...
- غزة تدخل المجاعة: مسؤولية المجتمع الدولي وواجب القانون
- خطاب النوايا الأوروبي: أزمة مالية متفاقمة ومصادرة القرار الس ...
- معاداة السامية بين التوظيف السياسي والمغالطات القانونية
- المجلس التأسيسي الفلسطيني والدستور المؤقت: من الشرعية الوطني ...
- تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطل ...
- ✦ أهمية إعداد وصياغة دستور دولة فلسطين المستقلة وعاصم ...
- الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى
- قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل ...


المزيد.....




- مصر: بدء تحصيل الإيجار القديم بالأسعار الجديدة.. ومحامي: -ال ...
- -انبهرت من التقدم-.. نجيب ساويرس يشعل تفاعلا بحديثه عن تركيا ...
- أمطار غزيرة تسبب فيضانات مفاجئة في شمال تايلاند وتحذيرات من ...
- أسطول الصمود يغادر برشلونة في محاولة لكسر الحصار على غزة
- خطة ترامب: غزة تحت وصاية أمريكية ل10 سنوات والمال مقابل الرح ...
- لبوة العدالة: الدكتورة ناليدي باندور ضد إسرائيل
- قمة منظمة شنغهاي.. نحو بديل عن الريادة الغربية للعالم؟
- وزارة الصحة: مقتل 98 فلسطينيا على الأقل بنيران إسرائيلية في ...
- صفقات تاريخية في الدوري الإنكليزي: إيزاك إلى ليفربول ودونارو ...
- 11 شهيدا من صحفيي الجزيرة في حرب إسرائيل على رواة الحقيقة


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إلى الشعب اليهودي في إسرائيل