أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - ماذا يدور في الغرف المغلقة؟














المزيد.....

ماذا يدور في الغرف المغلقة؟


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 12:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


دعوات أمريكية لشخصيات فلسطينية: بين الوصاية المرفوضة والإرادة الشعبية
بقلم المحامي علي ابوحبله
تشهد الساحة الفلسطينية في الآونة الأخيرة حراكًا مريبًا يتمثل في دعوات أمريكية لشخصيات فلسطينية لاجتماعات مغلقة، في محاولة لاستكشاف توجهات هذه الشخصيات وتهيئتها للعب دور في ترتيبات المرحلة المقبلة. هذا الحراك يأتي في سياق متغيرات إقليمية ودولية، ووسط حديث متصاعد عن "مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس"، وعن إمكانية إعادة تشكيل النظام السياسي الفلسطيني بما يتماشى مع الرؤية الأمريكية–الإسرائيلية.
محاولة لإنتاج قيادة على المقاس
الولايات المتحدة تدرك أن السلطة الفلسطينية تواجه أزمة مشروعية متفاقمة نتيجة غياب الانتخابات وتآكل الثقة الشعبية. ومن هنا تسعى واشنطن، عبر هذه اللقاءات، إلى إعادة إنتاج القيادة الفلسطينية وفق شروط محددة، تضمن استمرار التنسيق الأمني، واحتواء فصائل المقاومة، وتوفير الغطاء اللازم لخططها السياسية والأمنية. هذا المشروع، في جوهره، ليس سوى محاولة لفرض وصاية جديدة على الفلسطينيين، على غرار ما جرى في تجارب عربية سابقة أثبتت فشلها.
منظمة التحرير – الممثل الشرعي والوحيد
الفلسطينيون يؤكدون أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن أي محاولة للالتفاف على هذا التمثيل أو خلق بدائل وهمية ستفشل كما فشلت كل المشاريع السابقة. التغيير الحقيقي لا يُصاغ في الغرف المغلقة ولا بقرارات خارجية، بل ينطلق من القاعدة الشرعية الشعبية عبر صناديق الاقتراع.
التحذير من الإملاءات الأمريكية والانجرار وراءها
إن خطورة هذه اللقاءات تكمن في محاولات العبث بوحدة الشعب الفلسطيني من خلال الإملاءات الأمريكية، وإغراء بعض الأطراف أو المنظمات المدنية بالانخراط في مشاريع مشبوهة مقابل ضمان استمرار الدعم المالي. هنا يجب التنبيه بوضوح إلى أن منظمات المجتمع المدني (NGOs) مدعوة للتمسك بدورها الوطني الحقيقي، لا أن تتحول إلى أدوات في خدمة أجندات خارجية تحت ذريعة التنمية أو الاستقرار.
رفض مشاريع التقسيم والفصل
الأخطر في المشروع الأمريكي–الإسرائيلي هو السعي إلى تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات أو "إمارات" محلية، وفصل غزة عن الضفة الغربية بشكل نهائي، بما يكرس واقعًا استعماريًا جديدًا تحت شعار "الإدارة المحلية" أو "الحكم الذاتي المحدود". هذه المخططات ليست سوى نسخة معدّلة من "صفقة القرن"، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتجريد الشعب من حقه في دولة مستقلة ذات سيادة.
الخلاصة – الطريق يبدأ من الشعب
المطلوب اليوم هو إجماع فلسطيني على إقرار الدستور الفلسطيني وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تضمن تجديد الشرعية لمؤسسات الحكم وتكريس وحدة التمثيل الفلسطيني.
إن أي محاولة لتعيين أوصياء على الفلسطينيين، أو فرض حلول من الخارج، مرفوضة جملة وتفصيلًا. فالشرعية تُستمد من الشعب الفلسطيني وحده، عبر وحدته الوطنية ومقاومته وصموده، لا من الغرف المغلقة ولا من الدعم المشروط.
خاتمة – المرجعية القانونية الدولية
إن أي مسار سياسي عادل للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يُبنى على الإملاءات الخارجية، بل يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية التي أرست حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، ومن أبرزها:
القرار 181 (1947) الذي أقر مبدأ تقسيم فلسطين وأسس لحق الفلسطينيين في دولة مستقلة.
القرار 242 (1967) والقرار 338 (1973) اللذان رسخا مبدأ الانسحاب من الأراضي المحتلة مقابل السلام، وأكدا عدم جواز الاستيلاء على أراضٍ بالقوة.
القرار 2334 (2016) الذي اعتبر الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي ويقوّض حل الدولتين.
وبناءً على هذه المرجعيات، فإن أي حل سياسي لا يعترف بحق الفلسطينيين في الاستقلال الوطني الكامل وحقهم غير القابل للتصرف في تقرير مصيرهم، لن يكون سوى استمرار لمسلسل الهيمنة والتجزئة. الطريق الواضح هو الالتزام بالقانون الدولي، وتوحيد الصف الفلسطيني، ورفض كل محاولات فرض الوصاية أو تقسيم الأرض والشعب.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إل ...
- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة الجمعية العامة:
- العام الدراسي بين مطرقة الأزمة المالية وسندان حقوق المعلمين: ...
- واشنطن تمنع الرئيس عباس من حضور الأمم المتحدة ؟؟؟؟
- من أزمة الرواتب إلى معركة الاعتراف بالدولة: هل يفشل الفلسطين ...
- غسيل الأموال والانتهاكات الإسرائيلية: كيف يُستغل الاقتصاد ال ...
- غزة بين المجاعة والاستهداف الممنهج... شريعة الغاب بصمت العال ...
- اقتحام رام الله: أهداف استراتيجية ودلالات سياسية قبل إعلان ف ...
- إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة ل ...
- الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة ...
- الغوغائية والتحريض الشعبوي : بين النظرية الكلاسيكية والخطاب ...
- نتنياهو و-إسرائيل الكبرى-: من خطاب النبوءة إلى مشروع التوسع… ...
- طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإس ...
- غزة تدخل المجاعة: مسؤولية المجتمع الدولي وواجب القانون
- خطاب النوايا الأوروبي: أزمة مالية متفاقمة ومصادرة القرار الس ...
- معاداة السامية بين التوظيف السياسي والمغالطات القانونية
- المجلس التأسيسي الفلسطيني والدستور المؤقت: من الشرعية الوطني ...
- تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطل ...
- ✦ أهمية إعداد وصياغة دستور دولة فلسطين المستقلة وعاصم ...
- الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى


المزيد.....




- مصر: بدء تحصيل الإيجار القديم بالأسعار الجديدة.. ومحامي: -ال ...
- -انبهرت من التقدم-.. نجيب ساويرس يشعل تفاعلا بحديثه عن تركيا ...
- أمطار غزيرة تسبب فيضانات مفاجئة في شمال تايلاند وتحذيرات من ...
- أسطول الصمود يغادر برشلونة في محاولة لكسر الحصار على غزة
- خطة ترامب: غزة تحت وصاية أمريكية ل10 سنوات والمال مقابل الرح ...
- لبوة العدالة: الدكتورة ناليدي باندور ضد إسرائيل
- قمة منظمة شنغهاي.. نحو بديل عن الريادة الغربية للعالم؟
- وزارة الصحة: مقتل 98 فلسطينيا على الأقل بنيران إسرائيلية في ...
- صفقات تاريخية في الدوري الإنكليزي: إيزاك إلى ليفربول ودونارو ...
- 11 شهيدا من صحفيي الجزيرة في حرب إسرائيل على رواة الحقيقة


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - ماذا يدور في الغرف المغلقة؟