أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - التعليم وحقوق المعلمين: رسالة صمود ومسؤولية وطنية مشتركة














المزيد.....

التعليم وحقوق المعلمين: رسالة صمود ومسؤولية وطنية مشتركة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 22:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


التعليم ركيزة البقاء والصمود
بقلم المحامي علي ابوحبله
يعيش الشعب الفلسطيني مرحلة عصيبة، حيث الضائقة المالية وتراجع القدرة الاقتصادية والاجتماعية أرهقت مختلف فئات المجتمع، وفي مقدمتها المعلمون والمعلمات والموظفون العموميون. ورغم هذا الواقع القاسي، فإن التعليم يبقى واجبًا وطنيًا وأولوية لا يمكن التنازل عنها، لأنه السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال وسياساته الرامية إلى طمس الهوية الفلسطينية وتفكيك المجتمع.
لقد أثبت التاريخ أن الاستثمار في التعليم هو الذي حمى الأجيال بعد نكبة عام 1948، حيث خرج جيل متعلم صمد، وحافظ على الذاكرة الوطنية، وكان عنوانًا لمفخرة الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده. واليوم، لا بد من تجديد هذا العهد عبر الإصرار على استمرار العملية التعليمية، مهما بلغت التحديات.
المعلمون… حماة الوطن وسياج الوعي
المعلمون والمعلمات هم العمود الفقري للعملية التربوية، وجهادهم اليوم في ساحات التعليم لا يقل شأنًا عن أي فعل وطني مقاوم. إنهم حماة الوطن وسياجه الحامي، ومربّو الأجيال الذين يصنعون وعي الطالب، ويحصّنونه بالعلم والمعرفة والقيم الوطنية. إن صمودهم في مواجهة الإجحاف المادي، واستمرارهم في أداء رسالتهم رغم الظروف الصعبة، هو فعل تضحية من أجل الوطن كله، ويستوجب الاحترام والتقدير والدعم الملموس من جميع مكونات المجتمع الفلسطيني.
واجب التضامن والتكافل المجتمعي
إن مسؤولية استمرار التعليم ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم أو المعلمين وحدهم، بل هي واجب وطني جماعي. ومن هنا تبرز الحاجة إلى تكاتف كل مؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والأطر النقابية، والهيئات الرسمية والأهلية، في مبادرة تضامنية لحماية العملية التعليمية من الانهيار.
ويأتي هنا دور القطاع المصرفي الفلسطيني الذي يقع على عاتقه واجب وطني وأخلاقي يتجاوز حسابات الربح والخسارة. فالمطلوب أن تبادر البنوك إلى إنشاء صندوق وطني لدعم الطلبة المحتاجين تحت إشرافها المباشر، وأن تخصص 2% من صافي أرباحها السنوية لهذا الغرض، بما يضمن أن لا يُحرم أي طالب أو طالبة من حقه في التعليم بسبب الضائقة الاقتصادية. إن هذه المبادرة ستعكس حسًا وطنيًا عاليًا، وستجسد الدور المجتمعي للبنوك في دعم الصمود الفلسطيني.
نحو عقد اجتماعي جديد للتعليم
إن الدعوة إلى استمرار العملية التعليمية رغم الأزمات، هي في جوهرها دعوة إلى عقد اجتماعي جديد يؤكد أن التعليم ليس رفاهية بل حق أساسي وركيزة وطنية. وعلى الحكومة أن تسعى لإيجاد حلول خلاقة لضمان الحد الأدنى من الحقوق للمعلمين والموظفين، وعلى المجتمع بمختلف قطاعاته أن يتحمل مسؤوليته في حماية المدرسة الفلسطينية باعتبارها مؤسسة سيادية، لا تقل أهمية عن أي مؤسسة وطنية أخرى.
خاتمة
إن انطلاق العام الدراسي الجديد في ظل هذا الواقع الصعب هو فعل وطني بامتياز، ورسالة أمل وصمود يتشاركها المعلمون والطلبة والأهالي معًا. ومعادلة البقاء تتطلب أن نتكاتف جميعًا – حكومةً وشعبًا وقطاعًا خاصًا – من أجل دعم التعليم وحماية المعلمين ورعاية الطلبة المحتاجين. فالتعليم هو جسر عبورنا نحو الحرية والاستقلال، وهو سلاحنا الأقوى في معركة الصمود والبقاء.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة حسين الشيخ العربية: تعزيز الموقف الفلسطيني وسط تحديات د ...
- هبة عشائر الخليل تفشل مخطط التقسيم وخلفياته الاستعمارية
- التحول الكبير: ترامب يعترف بتراجع النفوذ الإسرائيلي في واشنط ...
- لماذا يجب على العالم تشكيل لجنة تحقيق دولية عاجلة
- مقابلة الرئيس محمود عباس : بين الخطاب الدبلوماسي والمتغيرات ...
- ماذا يدور في الغرف المغلقة؟
- من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إل ...
- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة الجمعية العامة:
- العام الدراسي بين مطرقة الأزمة المالية وسندان حقوق المعلمين: ...
- واشنطن تمنع الرئيس عباس من حضور الأمم المتحدة ؟؟؟؟
- من أزمة الرواتب إلى معركة الاعتراف بالدولة: هل يفشل الفلسطين ...
- غسيل الأموال والانتهاكات الإسرائيلية: كيف يُستغل الاقتصاد ال ...
- غزة بين المجاعة والاستهداف الممنهج... شريعة الغاب بصمت العال ...
- اقتحام رام الله: أهداف استراتيجية ودلالات سياسية قبل إعلان ف ...
- إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة ل ...
- الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة ...
- الغوغائية والتحريض الشعبوي : بين النظرية الكلاسيكية والخطاب ...
- نتنياهو و-إسرائيل الكبرى-: من خطاب النبوءة إلى مشروع التوسع… ...
- طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإس ...
- غزة تدخل المجاعة: مسؤولية المجتمع الدولي وواجب القانون


المزيد.....




- هجوم مدينة غزة يُثير احتجاجات إسرائيلية واسعة النطاق بشأن ال ...
- محللون: ترامب يحاول تحقيق أهداف إسرائيل وحديثه عن المفاوضات ...
- -مسار الأحداث- يناقش مستقبل الحرب في ظل حديث ترامب عن مفاوضا ...
- الاحتلال يدمر 90% من مباني قطاع غزة
- نهشته حتى الموت.. سمكة قرش تقتل رجلًا قبالة شاطئ سيدني في أو ...
- إسرائيل تستعد لخطوة كبرى تجاه إيران
- الحرب على غزة مباشر.. استمرار القصف بالقطاع وأغلبية وزراء ال ...
- مصر.. تحقيق عاجل بعد فيديو -مسيء- في ذكرى المولد النبوي
- دخول أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الإماراتية إلى غزة
- -سرايا الجواد-.. فصيل جديد يتبنى هجمات في الساحل السوري


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - التعليم وحقوق المعلمين: رسالة صمود ومسؤولية وطنية مشتركة