أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية؟؟ تحول استراتيجي في القضية الفلسطينية














المزيد.....

قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية؟؟ تحول استراتيجي في القضية الفلسطينية


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 12:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي أبو حبلة
مقدمة
شكّل القرار الصادر عن الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية (IAGS) بتاريخ 31 آب/أغسطس 2025، حدثًا بالغ الأهمية في مسار القضية الفلسطينية. فالقرار أعلن بشكل لا لبس فيه أن سياسات إسرائيل وأفعالها في غزة تُشكّل إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقًا للتعريفات الواردة في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
هذا القرار التاريخي لا يمثل مجرد إدانة جديدة لإسرائيل، بل هو تحول استراتيجي ينقل توصيف الجرائم من الخطاب السياسي إلى الإطار القانوني المُلزم، بما يفرض مسؤوليات مباشرة على المجتمع الدولي، ويضع إسرائيل في خانة الدول التي خرقت الاتفاقيات الدولية على غرار أنظمة الاستعمار والفصل العنصري.
أولاً: البعد القانوني للقرار
أبرز ما في القرار هو التأكيد على انطباق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية، التي تنص على أن الجريمة تتحقق متى ثبت ارتكاب أعمال تهدف إلى تدمير جماعة قومية أو دينية أو إثنية، كليًا أو جزئيًا.
وما جرى في غزة بحسب التقرير يحقق هذا التعريف عبر:
القتل العمد للمدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء؛
فرض ظروف معيشية قاتلة عبر التجويع، وقطع المياه والوقود، وتدمير البنية التحتية الصحية؛
التهجير القسري للسكان؛
العنف الجنسي والإنجابي كسلاح في النزاع؛
وهذه الأفعال لا تُصنف فقط كجرائم حرب، بل تدخل في صميم مفهوم الإبادة الجماعية الذي يجرّمه القانون الدولي بأشد العقوبات.
ثانياً: الأبعاد السياسية والدبلوماسية
إن دلالات هذا القرار تتجاوز البعد القانوني لتُحدث ارتدادًا سياسيًا ودبلوماسيًا واسع النطاق:
أولًا، هو يُقوّض ادعاءات إسرائيل بأنها تمارس "الدفاع عن النفس"، ويُظهر أن حربها على غزة ليست نزاعًا عسكريًا، بل مخطط ممنهج للإبادة والتطهير العرقي.
ثانيًا، يضع الدول الغربية الداعمة لإسرائيل في موقف حرج، إذ يفضح تناقض خطابها حول حقوق الإنسان مع استمرارها في تزويد إسرائيل بالسلاح.
ثالثًا، يوفر القرار أرضية قانونية صلبة لحملات المقاطعة وفرض العقوبات (BDS)، ويُعزز التحركات الشعبية والدولية لمحاسبة إسرائيل.
رابعًا، يُعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية حقوقية وإنسانية كبرى، لا مجرد نزاع سياسي أو تفاوضي.
ثالثاً: الاستحقاقات الدولية
بموجب هذا القرار، فإن المجتمع الدولي أمام مسؤوليات لا يمكن التنصل منها:
1. الامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة.
2. تفعيل دور المحكمة الجنائية الدولية وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين، بما يشمل تسليم كل من صدرت بحقهم مذكرات توقيف.
3. وقف تصدير السلاح لإسرائيل، انسجامًا مع الالتزامات الدولية في إطار معاهدة تجارة الأسلحة.
4. تفعيل مبدأ "مسؤولية الحماية" (R2P) لحماية المدنيين في غزة من استمرار جرائم الإبادة.
رابعاً: البعد الاستراتيجي
من الناحية الاستراتيجية، يحمل القرار أبعادًا عميقة:
هو سابقة قانونية وأكاديمية من شأنها أن تعزز عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.
يُقارن العديد من المراقبين هذا التطور بمسار جنوب أفريقيا ضد نظام الأبارتهايد، حيث بدأت الضغوط الدولية بقرارات مشابهة وانتهت بعقوبات شاملة وانهيار النظام العنصري.
يعيد القرار تشكيل ميزان الشرعية الدولية، إذ يضع إسرائيل في مصاف الدول التي مارست أبشع الجرائم الإنسانية، ما يُضعف قدرتها على تبرير سياساتها العدوانية أمام الرأي العام العالمي.
يفتح الباب أمام عدالة انتقالية مستقبلية في فلسطين، تقوم على الاعتراف بالحقوق الوطنية والإنسانية للفلسطينيين، وتوفير الضمانات لعدم تكرار الجرائم.
خامساً: نحو مرحلة جديدة في القضية الفلسطينية
إن قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية لا يمكن فصله عن المسار المتصاعد للمساءلة الدولية، بدءًا من تحركات جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، مرورًا بتزايد الأصوات البرلمانية والشعبية في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، وصولًا إلى هذا التوصيف الأكاديمي الحاسم.
وعليه، يمكن القول إننا أمام مرحلة جديدة من الصراع، لم تعد القضية الفلسطينية حبيسة المساومات السياسية، بل أصبحت قضية قانونية وإنسانية عالمية، يُنظر إليها على أنها واحدة من أخطر الأزمات الحقوقية في القرن الحادي والعشرين.
ووفق ما ذكر أعلاه يمثل قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية نقطة تحول استراتيجية، فهو لم يترك مجالًا للجدل حول طبيعة ما يجري في غزة. إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو إبادة جماعية مكتملة الأركان، ومسؤولية المجتمع الدولي باتت اليوم أوضح من أي وقت مضى: إما التحرك لوقف الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، أو المشاركة في جريمة الصمت والتواطؤ.
إن هذا القرار يُعيد الاعتبار لميزان العدالة الدولية ومعاناة الضحايا، ويُعزز كفاح الشعب الفلسطيني نحو الحرية والكرامة، ويُشكّل خطوة متقدمة نحو بناء مسار عدالة دولية يُنصف فلسطين والفلسطينيين.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية القدس بين الحسابات الضيقة وخيار السلام الفلسطيني
- غزة بين النزوح القسري وصمت العالم
- الضم الإسرائيلي بين تهديد اتفاقيات أبراهام والإطار القانوني ...
- سياسة الأرض المحروقة: غزة بين التدمير والإبادة الجماعية
- التعليم وحقوق المعلمين: رسالة صمود ومسؤولية وطنية مشتركة
- جولة حسين الشيخ العربية: تعزيز الموقف الفلسطيني وسط تحديات د ...
- هبة عشائر الخليل تفشل مخطط التقسيم وخلفياته الاستعمارية
- التحول الكبير: ترامب يعترف بتراجع النفوذ الإسرائيلي في واشنط ...
- لماذا يجب على العالم تشكيل لجنة تحقيق دولية عاجلة
- مقابلة الرئيس محمود عباس : بين الخطاب الدبلوماسي والمتغيرات ...
- ماذا يدور في الغرف المغلقة؟
- من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إل ...
- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة الجمعية العامة:
- العام الدراسي بين مطرقة الأزمة المالية وسندان حقوق المعلمين: ...
- واشنطن تمنع الرئيس عباس من حضور الأمم المتحدة ؟؟؟؟
- من أزمة الرواتب إلى معركة الاعتراف بالدولة: هل يفشل الفلسطين ...
- غسيل الأموال والانتهاكات الإسرائيلية: كيف يُستغل الاقتصاد ال ...
- غزة بين المجاعة والاستهداف الممنهج... شريعة الغاب بصمت العال ...
- اقتحام رام الله: أهداف استراتيجية ودلالات سياسية قبل إعلان ف ...
- إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة ل ...


المزيد.....




- صرخت تستنجد دون جدوى.. شاهد كلبا ينقض على مسنّة ثم تتفاجأ بر ...
- لماذا أعلنت مجموعة من القوى الغربية الكبرى عن خططها للاعتراف ...
- إبراهيم متولي: وقائع ظلم استثنائي لمحامٍ حقوقي بحث عن ولده ...
- قطر تؤكد أنها لن تتهاون مع السلوك الإسرائيلي -المتهور-
- نساء فنلندا يبدين استعدادهن للدفاع عن بلادهن في مواجهة التهد ...
- مظاهرات في مدن إسبانية كبرى لتوضيح إجراءات الحكومة ضد إسرائي ...
- تبعات صعبة تعيشها الصحافة والصحفيون جراء الحرب في السودان
- شاهد.. رانجنيك مدرب النمسا يخرج من الملعب بدراجة
- انهارت أمام الصحافيين فجأة.. وزيرة سويدية تفقد الوعي في أول ...
- -آيفون 17- بدون شرائح فيزيائية في دول الخليج


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية؟؟ تحول استراتيجي في القضية الفلسطينية