أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… والتاريخ يعيد نفسه














المزيد.....

مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… والتاريخ يعيد نفسه


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 13:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المحامي علي أبو حبلة
جاءت القمة العربية-الإسلامية الاستثنائية في الدوحة كردّ مباشر على العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، وهو عدوان يمس سيادة دولة عربية عضو في الأمم المتحدة، ويقوّض السلم والأمن الدوليين. ورغم أن مشروع البيان الختامي تتضمن لغة مشبعة بالإدانة، ووصف الهجوم بأنه جريمة حرب وخرق للقانون الدولي، إلا أنه لم يخرج عن السقف الأمريكي الذي بات يقيد العمل العربي المشترك ويمنع تبلور استراتيجية مواجهة حقيقية مع إسرائيل.
الخطاب تحت المظلة الأمريكية
مشروع البيان حسب ما تم تداوله جاء ليعيد التأكيد على المرجعيات التقليدية: ميثاق الأمم المتحدة، مبادئ القانون الدولي، مبادرة السلام العربية. لكنه في الجانب العملي لم يتجاوز حدود الاستنكار والدعوة إلى التضامن، دون قرارات رادعة مثل تعليق العلاقات الدبلوماسية، أو استخدام أوراق الضغط الاقتصادية والسياسية. بل إن الإشارة المتكررة إلى الدور الأمريكي في الوساطة، وضعت البيان برمته تحت سقف واشنطن، وكأن القمة العربية-الإسلامية تفتقر إلى إرادة التحرك المستقل.
الفجوة بين الموقف من غزة والمواقف من دول عربية أخرى
أكثر ما يلفت الانتباه أن القمة في الدوحة، ورغم إجماعها على توصيف الحصار والتجويع في غزة كجريمة حرب، لم تتجرأ على اتخاذ خطوة عملية لفك الحصار أو حتى إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها. هذه المفارقة تزداد وضوحًا حين نقارنها بتاريخ المواقف العربية تجاه دول عربية أخرى:
في حصار بيروت عام 1982، تُرك الفلسطينيون محاصرين لشهور دون إمداد عربي فعلي، بينما كانت العواصم العربية تصدر بيانات تضامن لم تغيّر من الواقع شيئًا.
في حصار العراق 1990 عقب غزو الكويت، سارعت الدول العربية إلى تأييد العقوبات الدولية المشددة، وقطعت العلاقات الاقتصادية، بل وصل الأمر إلى منح الشرعية لتدخل عسكري دولي دمّر العراق تحت مسمى "عاصفة الصحراء".
في الأزمة السورية 2011، جرى سحب السفراء من دمشق وتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية في سابقة خطيرة لتفكيك التضامن العربي.
في الحرب على اليمن 2015، انقسم العرب بين مؤيد ورافض، بينما لم تتردد بعض الدول في قطع العلاقات أو فرض عزلة سياسية.
في ليبيا 2011، قدّم النظام العربي غطاءً سياسيًا لتدخل حلف الناتو الذي قصف ليبيا وأسقط نظامها، وهو ما كرّس سابقة التدخل الأجنبي المباشر في قلب المنطقة.
أما في احتلال العراق 2003، فقد وقف معظم النظام العربي موقف المتفرج، بل وفرّ البعض غطاءً سياسيًا ضمنيًا للاجتياح الأمريكي.
ازدواجية المعايير العربية
المفارقة المؤلمة أن النظام العربي كان أكثر جرأة في اتخاذ قرارات حاسمة ضد دول عربية، وصلت حدّ قطع العلاقات وسحب السفراء وتأييد التدخل العسكري الدولي، بينما يقف عاجزًا أمام إسرائيل، مكتفيًا بالبيانات المكررة. العدوان على قطر، كما الحرب والحصار على غزة، لم يستدعِ حتى الآن أي إجراءات سياسية أو اقتصادية بحجم التحدي، ما يثبت أن القرار العربي مرتهن للخارج، وأن الأولوية ليست لحماية الأمن القومي العربي بقدر ما هي لتجنب الصدام مع الإرادة الأمريكية.
غزة في قلب التناقض
الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عامًا يختصر هذه الحالة. فقد أثبتت القمم العربية والإسلامية المتكررة أنها عاجزة عن اتخاذ قرار واحد عملي لفك الحصار أو فرض ممرات آمنة لإدخال المساعدات. وإذا كانت القمة في الدوحة قد وصفت الحصار بأنه جريمة حرب، فإن العجز عن رفعه يؤكد أن البيانات تبقى حبراً على ورق طالما لم تُترجم إلى فعل جماعي مستقل.
خاتمة
بيان قمة الدوحة يعكس استمرار الأزمة البنيوية في النظام العربي-الإسلامي: خطاب مرتفع لا يتجاوز السقف الأمريكي، وإرادة مشلولة أمام إسرائيل، وحزم مفرط تجاه دول عربية. التاريخ يعيد نفسه، والنتيجة واحدة: إضعاف التضامن العربي، وتعزيز قناعة إسرائيل بأن العرب عاجزون عن تجاوز الدور الأمريكي، وأن غزة ستبقى تحت الحصار ما لم يخرج النظام العربي من عباءة واشنطن ويبلور إرادة سيادية مستقلة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسوة الفطرة والخذلان العربي: قراءة في فكر بكر أبو بكر
- ترامب ونتنياهو: تحالف المصالح بين الاستثمار والسيطرة… ومسرحي ...
- قمة الدوحة بين اختبار الردع وتحدي -إسرائيل الكبرى-: هل تكفي ...
- رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمنظمات الحقو ...
- الجرائم الإلكترونية والتداعيات على المجتمع الفلسطيني: مقاربة ...
- من بيرل هاربر إلى الدوحة: التفاوض تحت النار وإعادة إنتاج مأز ...
- العدوان الإسرائيلي على الدوحة: تهديد للأمن القومي العربي واخ ...
- قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية؟؟ تحول استراتيج ...
- عملية القدس بين الحسابات الضيقة وخيار السلام الفلسطيني
- غزة بين النزوح القسري وصمت العالم
- الضم الإسرائيلي بين تهديد اتفاقيات أبراهام والإطار القانوني ...
- سياسة الأرض المحروقة: غزة بين التدمير والإبادة الجماعية
- التعليم وحقوق المعلمين: رسالة صمود ومسؤولية وطنية مشتركة
- جولة حسين الشيخ العربية: تعزيز الموقف الفلسطيني وسط تحديات د ...
- هبة عشائر الخليل تفشل مخطط التقسيم وخلفياته الاستعمارية
- التحول الكبير: ترامب يعترف بتراجع النفوذ الإسرائيلي في واشنط ...
- لماذا يجب على العالم تشكيل لجنة تحقيق دولية عاجلة
- مقابلة الرئيس محمود عباس : بين الخطاب الدبلوماسي والمتغيرات ...
- ماذا يدور في الغرف المغلقة؟
- من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إل ...


المزيد.....




- ترامب يوضح كيف علم بخبر شن إسرائيل ضربة ضد قيادات -حماس- في ...
- أوين كوبر يصنع التاريخ بكونه أصغر فائز بجائزة -إيمي-.. الأبر ...
- ترامب يحذر -حماس- من -استخدام الرهائن كدروع بشرية-.. ونتنياه ...
- ميرتس يؤكد التزامه بمكافحة كافة أشكال معاداة السامية في ألما ...
- الجزيرة 360.. عام من التنوع والرؤية المختلفة
- مادورو يتهم واشنطن بإعداد -عدوان عسكري- ضد فنزويلا
- روبيو قبيل زيارته الدوحة: نأمل أن تواصل قطر دورها البناء في ...
- أمير قطر يستضيف اجتماعا سداسيا لبحث قضايا إقليمية
- محكمة هندية عليا تعلّق أحكام قانون يصادر أوقاف المسلمين
- بولندا تسقط مسيّرة حلقت فوق مواقع حكومية حساسة وتعتقل بيلارو ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… والتاريخ يعيد نفسه