أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - السعودية وباكستان... ميثاق دفاع مشترك يعيد رسم خرائط القوة














المزيد.....

السعودية وباكستان... ميثاق دفاع مشترك يعيد رسم خرائط القوة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 13:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المحامي علي أبو حبلة
توقيع السعودية وباكستان ميثاق الدفاع المشترك، كما نقلت وكالة رويترز، لا يمكن النظر إليه كمجرد اتفاق ثنائي عابر، بل هو خطوة استراتيجية تعيد رسم خرائط القوة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وتفتح الباب أمام تحالفات جديدة تنهي مرحلة التفرد الأمريكي – الإسرائيلي. الميثاق الذي ينص على أن أي عدوان على إحدى الدولتين يُعد عدوانًا على الأخرى، جاء في لحظة إقليمية بالغة الحساسية بعد العدوان الإسرائيلي على قطر، وما كشفه من هشاشة المنظومة الأمنية التقليدية في المنطقة.
السعودية وباكستان... التقاء الضرورات وتكامل الأدوار
السعودية، بثقلها السياسي والاقتصادي والديني، وجدت نفسها بحاجة إلى مظلة ردع تتجاوز حدود التفوق التقليدي، فيما باكستان، الدولة الإسلامية النووية الوحيدة، تملك ما يمنح هذا الردع قوته ومصداقيته. الالتقاء بين الرياض وإسلام آباد يعكس قراءة عميقة لمعادلات القوة؛ السعودية توفر الغطاء السياسي والدعم المالي والبعد العربي – الإسلامي، فيما توفر باكستان الخبرة العسكرية والقدرة النووية، ليشكلا معًا محورًا جديدًا في معادلة الأمن الإقليمي.
الرؤية الاستراتيجية لمحمد بن سلمان
لا يمكن إغفال أن هذه الخطوة تحمل بصمات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أثبت أنه يتعامل مع المتغيرات الدولية بجرأة تتجاوز القوالب التقليدية. الرؤية السعودية الجديدة لا تقتصر على إصلاحات اقتصادية واجتماعية داخلية، بل تمتد إلى صياغة سياسة خارجية أكثر استقلالية عن الهيمنة الأمريكية، وأكثر قدرة على بناء تحالفات متوازنة. توقيع الميثاق مع باكستان يمثل خطوة متقدمة وواعية في مشروع إعادة تموضع السعودية كلاعب إقليمي مركزي قادر على صناعة التوازنات بدلًا من الاكتفاء برد الفعل.
المقارنة التاريخية... دروس الماضي وحاضر مختلف
الميثاق الدفاعي يعيد إلى الأذهان محاولات سابقة لبناء منظومات أمنية جماعية. ففي الخمسينيات حاول الغرب إنشاء "منظمة الدفاع عن الشرق الأوسط" (MEDO) لاحتواء الاتحاد السوفيتي، لكنها فشلت بسبب افتقارها للشرعية الإقليمية واعتمادها على النفوذ الأجنبي. وعلى النقيض، نجح حلف وارسو الذي أنشأه الاتحاد السوفيتي عام 1955 في أن يكون مظلة ردع فعّالة لأنه تأسس على إدراك جماعي بضرورة مواجهة التهديد الغربي.
اليوم، يبدو أن ميثاق السعودية وباكستان يتجاوز إخفاقات الماضي لأنه ينطلق من إرادة إقليمية مستقلة، ويستند إلى قوة نووية قائمة بالفعل، ويملك قاعدة سياسية واقتصادية ودينية تمنحه بعدًا استراتيجيًا يتجاوز حدود الجغرافيا.
الصين كفاعل صاعد
لا يقل أهمية أن الميثاق يفتح الباب أمام دور صيني غير مباشر في معادلة الردع الجديدة. فالعلاقة الاستراتيجية بين الصين وباكستان، والشراكة المتنامية بين الصين والسعودية، تجعل بكين شريكًا غير معلن في هذه المعادلة، الأمر الذي يضع الولايات المتحدة وإسرائيل أمام تحدٍّ حقيقي لمعادلة التفرد والسيطرة.
خلاصة
الميثاق الدفاعي بين السعودية وباكستان ليس مجرد اتفاقية عسكرية، بل إعلان عن بداية مرحلة جديدة في التوازنات الإقليمية والدولية. إنه خطوة جريئة وواعية من القيادة السعودية، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، لتجاوز القيود التقليدية وبناء منظومة ردع مستقلة تعيد للعالم العربي والإسلامي موقعه كقوة فاعلة في رسم السياسات الدولية. وإذا ما انضمت دول أخرى إلى هذا الميثاق، فإننا قد نكون أمام نواة لتحالف دفاعي إسلامي – آسيوي قادر على كسر احتكار القوة، ووضع حد لمرحلة الهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل بين إسبرطة القوة وأثينا الحضارة: مأزق العزلة ونبوءة ...
- نتنياهو بين العزلة الدولية وتداعيات الحرب على غزة: مأزق استر ...
- مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… ...
- قسوة الفطرة والخذلان العربي: قراءة في فكر بكر أبو بكر
- ترامب ونتنياهو: تحالف المصالح بين الاستثمار والسيطرة… ومسرحي ...
- قمة الدوحة بين اختبار الردع وتحدي -إسرائيل الكبرى-: هل تكفي ...
- رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمنظمات الحقو ...
- الجرائم الإلكترونية والتداعيات على المجتمع الفلسطيني: مقاربة ...
- من بيرل هاربر إلى الدوحة: التفاوض تحت النار وإعادة إنتاج مأز ...
- العدوان الإسرائيلي على الدوحة: تهديد للأمن القومي العربي واخ ...
- قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية؟؟ تحول استراتيج ...
- عملية القدس بين الحسابات الضيقة وخيار السلام الفلسطيني
- غزة بين النزوح القسري وصمت العالم
- الضم الإسرائيلي بين تهديد اتفاقيات أبراهام والإطار القانوني ...
- سياسة الأرض المحروقة: غزة بين التدمير والإبادة الجماعية
- التعليم وحقوق المعلمين: رسالة صمود ومسؤولية وطنية مشتركة
- جولة حسين الشيخ العربية: تعزيز الموقف الفلسطيني وسط تحديات د ...
- هبة عشائر الخليل تفشل مخطط التقسيم وخلفياته الاستعمارية
- التحول الكبير: ترامب يعترف بتراجع النفوذ الإسرائيلي في واشنط ...
- لماذا يجب على العالم تشكيل لجنة تحقيق دولية عاجلة


المزيد.....




- وسط تصاعد الاحتجاجات النقابية.. ميناء رافينا الإيطالي يرفض د ...
- فرنسا تحذّر إسرائيل من ضم الضفة الغربية وتكشف عن عشر دول ستع ...
- قاعدة باغرام: ماذا نعرف عن أكبر قاعدة جوية في أفغانستان يسعى ...
- نجل زين الدين زيدان يختار -الجنسية الرياضية الجزائرية- بدل ا ...
- -استفزاز جديد-.. الناتو يعترض مقاتلات روسية اخترقت أجواء إست ...
- ليلى شهيد عن الاعتراف بدولة فلسطينية: لا معنى لأي كلام دون و ...
- ليلى شهيد عن الاعتراف بدولة فلسطينية: لا معنى لأي كلام دون و ...
- نعيم قاسم يدعو السعودية -لفتح صفحة جديدة- وإنشاء جبهة ضد إسر ...
- هل تشعل صواريخ -باراك إم إكس- الإسرائيلية في قبرص مواجهة مفت ...
- الإليزيه يكشف عن 10 دول ستعترف بفلسطين الاثنين


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - السعودية وباكستان... ميثاق دفاع مشترك يعيد رسم خرائط القوة