أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - رواية قصيرة تربوية وتحفيزية تحت عنوان المسؤولية أمانة — حافظ عليها فإنها عنوان الأحرار














المزيد.....

رواية قصيرة تربوية وتحفيزية تحت عنوان المسؤولية أمانة — حافظ عليها فإنها عنوان الأحرار


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 14:28
المحور: قضايا ثقافية
    


رواية قصيرة تربوية وتحفيزية تحت عنوان
المسؤولية أمانة — حافظ عليها فإنها عنوان الأحرار
المحامي علي ابوحبله
الفصل الأول: ثقل العهد
في صباح هادئ من أيام الخريف، وقف يوسف على شرفة مكتبه الجديد، يتأمل المدينة من حوله. للتو تسلّم منصبًا حساسًا، منصبًا يمنحه النفوذ والقدرة على اتخاذ القرارات، لكنه شعر بثقل غير معتاد على قلبه.
“الأمانة ليست مجرد منصب يُتسلَّم، بل عهد يُحاسب عليه الإنسان أمام خالقه وشعبه”، ترددت الكلمات في ذهنه.
لم يكن يوسف يسعى للمال أو الجاه، بل للعدل. علم أن كل شعرة من شؤون الناس وُكِّلت إليه أمانة عظيمة. فكر في المسؤولين الذين سبقوه، وكم من منهم رفع يده عن العدل لأجل مصالح شخصية. شعر أن هذا المنصب امتحان، أكثر من كونه شرفًا.
الفصل الثاني: امتحان الضمير
جلس يوسف على مكتبه، يراجع الملفات والقضايا. أمامه قرارات قد تسرّ أحدًا وتظلم آخر، وكلها تتطلب حكمة ووعيًا أخلاقيًا.
تذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، وشعر بثقل المسؤولية. فهم أن الخيانة والغش ليست جرائم فردية فقط، بل تدمّر ثقة المجتمع وتترك آثارًا لا تُمحى.
في ذلك اليوم، قدم إليه موظف طلبًا يحتوي على تجاوزات في توزيع المساعدات. يوسف كان يعلم أن من يتغاضى عن ظلم صغير، سيجد نفسه يومًا أمام ظلم أكبر. قرر أن يتخذ القرار الصائب، مهما كان ثمنه الشخصي.
الفصل الثالث: دروس من السلف
تذكر يوسف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان يراجع نفسه حتى في الممات: هل ظلمت أحدًا؟ هل تركت محتاجًا بلا قضاء؟.
وفي موقف واقعي من العصر الحديث، قرأ عن قصة رئيس وزراء سابق في بلاده رفض الاستفادة من أموال عامة رغم ضغوط حزبه. كانت حياته مثالًا للعدل والأمانة، وترك بصمة في النفوس.
أدرك يوسف أن المنصب ليس وسامًا، بل اختبارًا يوميًا. المال والجاه فانون، لكن أثر العمل الصالح يبقى في ذاكرة الناس.
الفصل الرابع: العهد بين الله والناس
كتب يوسف في دفتره الصغير أربع قواعد ذهبية يتذكرها كل يوم:
1. الأمانة عهد بينه وبين الله ثم بينه وبين الناس.
2. تطبيق العدل والمساواة ليس خيارًا بل فريضة.
3. الدنيا زائلة ومن يقبض بالظلم يفقد كل شيء.
4. الرعية مسؤولة أيضًا — بالنصح والصدق والمحاسبة بالقول والعمل.
كل قرار أصبح اختبارًا للإيمان والأمانة. وكل كلمة توقّع عليها كانت شهادة أمام الله والناس
الفصل الخامس: مصابيح العدالة
في إحدى القرى، وقف يوسف أمام مجموعة من القضاة المحليين، مستمعًا لمشاكلهم وطلبات التوظيف والتعليم. رأى بوضوح كيف أن مسؤولًا فاسدًا سابقًا أهدر موارد القرية، وتذكر قول النبي: “ألا لا دين لمن لا أمانة له”.
قرر يوسف أن يكون منصبه مصباحًا يُضيء عدلاً وحقًا، لا صنمًا يلمع ثم يخبو. كل فعل، كل كلمة، أصبح اختبارًا للضمير قبل القانون.
الفصل السادس: مواقف تاريخية
تأمل يوسف في قصص المسؤولين الذين خدموا شعوبهم بصدق:
عمر بن عبد العزيز: الذي خاف الله في منصبه ورفع الظلم عن الرعية.
مهاتما غاندي: الذي رفض الفساد وتضامن مع الفقراء، رغم أنه كان زعيمًا سياسيًا كبيرًا.
أحد الوزراء المعاصرين: الذي رفض تخصيص قطعة أرض لعائلته رغم ضغوط سياسية قوية.
كل هذه المواقف علمته أن الأمانة ليست مجرد منصب، بل اختبار للضمير والإيمان.
الفصل السابع: دروس في المحاسبة
علم يوسف أن المسؤولية ليست على عاتق المسؤول وحده، بل على الشعب أيضًا. الرعية مسؤولة بالنصح والصدق والمحاسبة بالقول والعمل.
في أحد الاجتماعات، اعترض أحد المواطنين على سوء توزيع خدمات البلدية. يوسف استمع له، وقرر إعادة النظر في الإجراءات، ليكون الحكم بالعدل وليس بالمحاباة.
الفصل الثامن: نهاية الطريق وبداية الأثر
بعد سنوات من الخدمة، جلس يوسف في مكتبه يتأمل ما أنجزه. لم يكد المال أو الجاه يلمع في حياته، لكنه رأى البصمات التي تركها في نفوس الناس.
ابتسم وقال لنفسه: “لو دامت لغيرك ما وصلت إليك”.
كانت حياته دليلًا حيًا على أن الأمانة عهد مقدس، ومن أدرك ثواب الله في أداء الأمانة فقد ربح الدنيا والآخرة.
المقصود من الرواية
الحكمة الأخلاقية والدينية.
مواقف واقعية لمسؤولين معروفين.
سرد قصصي جذاب يشد القارئ.
دروس عملية في العدالة والأمانة والمحاسبة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح في السلطة الفلسطينية: من استحقاقات الداخل إلى متطلبا ...
- رواية: بركة الرضا
- قراءة في طرح الفريق جبريل الرجوب: الاعتراف الدولي خطوة نحو ا ...
- رواية: صمود على التلال
- المعازل التي لا تُهزم
- حكومة وحدة وطنية فلسطينية: استحقاق الاعتراف الأوروبي وترتيب ...
- محور عربي–إسلامي يربك الحسابات الإسرائيلية: الاعتراف بفلسطين ...
- الفيتو الأميركي… دعم مطلق لإسرائيل وتناقض صارخ في المواقف
- السعودية وباكستان... ميثاق دفاع مشترك يعيد رسم خرائط القوة
- إسرائيل بين إسبرطة القوة وأثينا الحضارة: مأزق العزلة ونبوءة ...
- نتنياهو بين العزلة الدولية وتداعيات الحرب على غزة: مأزق استر ...
- مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… ...
- قسوة الفطرة والخذلان العربي: قراءة في فكر بكر أبو بكر
- ترامب ونتنياهو: تحالف المصالح بين الاستثمار والسيطرة… ومسرحي ...
- قمة الدوحة بين اختبار الردع وتحدي -إسرائيل الكبرى-: هل تكفي ...
- رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمنظمات الحقو ...
- الجرائم الإلكترونية والتداعيات على المجتمع الفلسطيني: مقاربة ...
- من بيرل هاربر إلى الدوحة: التفاوض تحت النار وإعادة إنتاج مأز ...
- العدوان الإسرائيلي على الدوحة: تهديد للأمن القومي العربي واخ ...
- قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية؟؟ تحول استراتيج ...


المزيد.....




- واجهتها بمركبة مدرعة.. شاهد مطاردة الشرطة الأمريكية لشاحنة م ...
- فوضى أثناء إطلاق نار داخل مركز إدارة الهجرة والجمارك.. وفيدي ...
- قطر.. القبض على مطلوب لكندا بموجب -نشرة حمراء- من الإنتربول ...
- بعد تفعيل آلية الزناد الممهّد للعقوبات.. إيران تستدعي سفراءه ...
- غزو الجرذان: لماذا تجتاح القوارض مدننا؟
- حزب الله بعد عام على مقتل نصر الله: أزمة الهيبة وغياب الردع ...
- الكتابة على الهوامش: معيار للتركيز أم دليل على سهو القارئ؟
- الدانمارك: رصد مسيّرتين مجهولتين فوق أكبر قاعدة عسكرية
- الاعتراف بدولة فلسطين -انتحار- لإسرائيل حسب نتانياهو
- هل وُلدت خطة ترامب بخصوص غزة ميتة؟


المزيد.....

- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - رواية قصيرة تربوية وتحفيزية تحت عنوان المسؤولية أمانة — حافظ عليها فإنها عنوان الأحرار