أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - رواية كفر مالك تحت النار: أسطورة الثبات والصمود في وجه الدخلاء الغرباء














المزيد.....

رواية كفر مالك تحت النار: أسطورة الثبات والصمود في وجه الدخلاء الغرباء


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 13:31
المحور: قضايا ثقافية
    


بقلم المحامي علي أبو حبلة
الفصل الأول: فجر يتبعثر في الرماد
في فجر ذلك اليوم المشؤوم، كانت كفر مالك تستيقظ على همسات الرياح فوق أسطح البيوت الحجرية القديمة. الطيور تزقزق في الحقول، وأطفال القرية يركضون في الأزقة الضيقة، يلهثون ضاحكين، بينما النساء يحملن سلال الحبوب، تحضّر الأرض المزروعة منذ أشهر للربيع.
لكن الصمت لم يدم. فجأة، اجتاح القرية هدير عربات المستوطنين المسلحة، صراخ متقطع يختلط بأزيز النار. هؤلاء الغرباء لم يأتوا للمرور فقط، بل جاءوا لاقتلاع الفلسطيني من جذوره، لتحويل كل بيت إلى رماد، وكل ذكرى إلى دخان. تحت غطاء قوات الاحتلال، انطلق الهجوم.
الفصل الثاني: النار تبتلع البيوت
المستوطنون، ملثّمون وشرسون، اقتحموا البيوت بلا رحمة، ألسنة اللهب تتسلق الجدران، والدخان يبتلع الأزقة. السكان، مروعون ومصابون بالرعب، يحاولون النجاة، لكن الحصار كان محكمًا، والقوات الإسرائيلية لا تحرك ساكنًا.
حسن أبو يوسف، العجوز الذي حمل في قلبه تاريخ القرية بأكمله، يشير إلى بيته المحترق:
> "لم يبقَ شيء… كل شيء ذهب. البيوت، الحقول، حتى ذكرياتنا تحوّلت إلى دخان."
في الأزقة، أصوات الأطفال والنساء تتشابك مع صرخات النار، بينما الرجال يحاولون حماية ما تبقى من ممتلكاتهم. لكن المستوطنين كانوا أسرع، أشد قسوة، بلا رحمة
الفصل الثالث: ملاحم لا تُنسى
وسط الدمار، تتولد أساطير الصمود. شاب يُدعى سعيد أبو خالد، يحمل أخته المصابة بين ذراعيه، يركض عبر الدخان والنيران، حتى يصل بها إلى مكان آمن.
امرأة أخرى، أم علي، تواجه مجموعة من المستوطنين بمفردها، تقف بثبات أمامهم كجدار من عزيمة لا تُقهر، تحمي منزلها القديم كما لو كان قلبها ينبض بين الجدران.
أما الأطفال، رغم صغر سنهم، أصبحوا رمزًا للأمل. ليلى الصغيرة، تمسك صورة والدها بين الركام، دموعها تختلط بالغبار، تقول بصوت مرتعش:
> "لن نترك أرضنا… هذا بيت أجدادي ولن يسقط."
الفصل الرابع: توحد القلوب
الهجوم العنيف لم يُضعف عزيمة أهل كفر مالك، بل زادهم صلابة وإصرارًا. بعد أن انقشع الدخان، تجمع الرجال والنساء والشيوخ والشباب في ساحات القرية، يلتقطون ما تبقى من الركام، يخططون لإعادة البناء، يحرسون الحقول، ويشعلون نار الأمل في قلوب بعضهم البعض.
في هذه اللحظة، لم يكن الصمود مجرد بقاء على الأرض، بل رسالة واضحة: لن يُقتلع الفلسطيني من جذوره مهما حاول الدخلاء، ولن تُمس هويته مهما احترقت البيوت. كل حجر محروق، كل نافذة مهشمة، كان شاهدًا على إرادة لا تُقهَر.
الفصل الخامس: أسطورة الصمود
كفر مالك اليوم ليست مجرد قرية على خارطة فلسطين، بل أسطورة حيّة عن مقاومة الإنسان الفلسطيني في مواجهة العدوان. العدوان لم ينجح في محو التاريخ أو تدمير الهوية، بل أظهر للعالم أن الفلسطيني، رغم الألم والدمار، قادر على الصمود والتوحد.
> "في كل زاوية من كفر مالك، في كل حجر متصدع، وفي كل دمعة على الركام، تُروى قصة شعب لا يُقهَر، يرفض أن يغادر أرضه، ويثبت أن الصمود ليس خيارًا، بل واجب لكل من يحب وطنه."
القرية صارت درسًا للأجيال: أن الأرض ليست فقط ترابًا، وأن الانتماء هو قلب نابض لا يُقتل بالنار أو التهجير، وأن الإرادة الوطنية أقوى من كل نار ودمار.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة ترمب لوقف الحرب في غزة: هيمنة أميركية على حساب الشرعي ...
- ضحكة مرة في زمن عربي طويل
- المبادرة الأمريكية: هل هي إعادة إنتاج لاتفاق أوسلو؟
- رواية الفساد والفاسدين
- المبادرة الأمريكية بين الطموح السياسي وواقع الرفض الإسرائيلي
- حين أُكِل الثور الأبيض
- ترامب يرفض ضم الضفة في مواجهة خطاب إسرائيلي ينكر الوجود الفل ...
- رواية قصيرة تربوية وتحفيزية تحت عنوان المسؤولية أمانة — حافظ ...
- الإصلاح في السلطة الفلسطينية: من استحقاقات الداخل إلى متطلبا ...
- رواية: بركة الرضا
- قراءة في طرح الفريق جبريل الرجوب: الاعتراف الدولي خطوة نحو ا ...
- رواية: صمود على التلال
- المعازل التي لا تُهزم
- حكومة وحدة وطنية فلسطينية: استحقاق الاعتراف الأوروبي وترتيب ...
- محور عربي–إسلامي يربك الحسابات الإسرائيلية: الاعتراف بفلسطين ...
- الفيتو الأميركي… دعم مطلق لإسرائيل وتناقض صارخ في المواقف
- السعودية وباكستان... ميثاق دفاع مشترك يعيد رسم خرائط القوة
- إسرائيل بين إسبرطة القوة وأثينا الحضارة: مأزق العزلة ونبوءة ...
- نتنياهو بين العزلة الدولية وتداعيات الحرب على غزة: مأزق استر ...
- مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… ...


المزيد.....




- بيلا حديد تعود إلى منصّات الأزياء في باريس بعد غياب
- أقرب مسافة بين إعصارين منذ 50 عاما بالمحيط الأطلسي.. شاهد كي ...
- ما مدى تأثير مظاهرات دمشق على العلاقات بين مصر وسوريا؟
- لبنان بين الضغط الخارجي لنزع سلاح حزب الله وتمسّك إيران به
- من البحر إلى الجبال.. مناطق سياحية في العالم العربي تتنافس ل ...
- ألمانيا: مهرجان -أكتوبر فيست- بميونيخ يغلق أبوابه الأربعاء ب ...
- إسرائيل تواصل قصف غزة والغزيون بانتظار رد حماس على خطة ترامب ...
- هل الحكومة المغربية ماتزال قادرة على احتواء أزمة الاحتجاجات ...
- على خطى إثيوبيا.. كينيا تُعيد إحياء مشروع سد نهر تانا
- ملايين الدولارات وسبائك ذهب.. فيتنام تسجن مسؤولين في قضية فس ...


المزيد.....

- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - رواية كفر مالك تحت النار: أسطورة الثبات والصمود في وجه الدخلاء الغرباء