أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - شعب يريد الحياة














المزيد.....

شعب يريد الحياة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 11:39
المحور: قضايا ثقافية
    


رواية قصيره .
للكاتب والمحامي علي أبو حبلة
المقدمة
في زمنٍ تلاشت فيه الملامح بين الظلم والخذلان، وذابت فيه الأصوات الحرة تحت ركام الخوف، وُلدت هذه الحكاية...
ليست عن بطلٍ واحدٍ، بل عن شعبٍ بأكمله؛ عن أولئك الذين صمدوا بأيديٍ عارية وقلوبٍ عامرة بالإيمان، عن العجائز الذين حفظوا الوطن في الذاكرة، وعن الأطفال الذين كتبوا على دفاتر المدرسة أحلامًا أكبر من أعمارهم.
هذه الرواية ليست مجرد سردٍ أدبي، بل شهادةٌ على مرحلةٍ من الوعي، ونشيدٌ للحياة، حين قرر الناس أن يقولوا:
"كفى صمتًا… كفى انتظارًا… نحن نريد أن نحيا كما تحيا الشعوب."
فيها تتقاطع مصائر الناس مع تاريخٍ موجوعٍ، فيه الخوف والحب، الحلم والموت، النفي والعودة، لكنها في النهاية حكاية إرادةٍ لا تُقهر، تُثبت أن الإنسان إذا وعى قيمته، فإنه لا يُهزم.
الفصل الأول: شرارة الوعي
كانت "بلاد النور" تنام على رماد الماضي، وتستيقظ على وعودٍ كاذبة.
في الأزقة الضيقة التي تشهد على فقرها وكرامتها، كان الشاب "عمر" يكتب على جدارٍ متآكلٍ من المدرسة القديمة: "نريد أن نحيا كما تحيا الشعوب."
كلمة واحدة، لكنها كانت كافية لتشعل الخوف في قلوب المتسلطين، ولتفتح نافذةً من الأمل في قلوب الناس.
منذ تلك الليلة، لم يعد عمر مجرّد شابٍ يحلم، بل صار رمزًا لصوتٍ جديد، خرج من رحم المعاناة يعلن بداية الوعي، بداية السؤال الذي لا يحتمل التأجيل:
لماذا نحيا عبيدًا، بينما خلقنا الله أحرارًا؟
الفصل الثاني: حين نهض الحلم
في ليلةٍ من صيفٍ خانق، نزل الناس إلى الساحات يحملون الشموع بدل البنادق، يهتفون لا ليموتوا، بل ليُسمِعوا.
كانت الوجوه مضاءة بأملٍ غريب، وكانت النساء يتقدمن الصفوف، يرفعن صور الأبناء والشهداء، ووراءهن الشيوخ والأطفال يهتفون:
"حرية… عدالة… مساواة!"
لم يكن أحد يتوقع أن تتحول تلك الليلة إلى فجرٍ جديد في تاريخ البلاد.
الناس كسروا حاجز الخوف، والمدينة استيقظت على صوتٍ لم تسمعه منذ أجيال:
صوت الشعب.
الفصل الثالث: الأرض تتكلم
حين انطلقت أول رصاصةٍ في وجه الحلم، لم يهرب الناس… بل تقدموا.
في الشوارع امتلأت الجدران بالكلمات بدل الدماء، كأن الحجر نفسه بدأ يروي الحكاية التي خاف الجميع من قولها.
"لن نعود إلى الصمت."
"العدالة حقّ وليست منّة."
"شعبٌ يريد الحياة، فليقدّره القدر."
تغيرت ملامح البلاد. الجنود باتوا يخافون من عيون الأمهات، والاحتلال فقد قدرته للترويج عن سرديته
وفي كل بيتٍ وشارعٍ وزاويةٍ، كان الناس يتناقلون النداء ذاته:
"الحياة حقّ، والكرامة طريقها."
الفصل الرابع: رحلة الألم والحلم
الزنازين ضاقت بالأحرار، والمدن تكسّرت تحت القمع، لكن شيئًا في القلوب لم ينكسر.
كان "عمر" في زنزانته يكتب على جدارٍ بقطعة فحمٍ صغيرة:
"قد يسرقون أصواتنا، لكنهم لن يسرقوا أحلامنا."
خارج القضبان، كانت أمه تحمل صوره في المسيرات، ورفاقه يواصلون الهتاف في وجه العاصفة.
مرت السنوات، وتغيرت الوجوه، لكن الرسالة بقيت واحدة:
أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن العدالة لا تهبط من السماء إلا حين يرفع الناس رؤوسهم نحوها.
الفصل الخامس: الفجر الأخير
في صباحٍ بدا عاديًا، أشرقت الشمس على ساحة المدينة لتجد الأعلام مرفوعة دون إذن، والأغاني تُبث من مكبّرات الصباح دون خوف.
لم يصدر مرسومٌ من الحاكم، ولم توقّع اتفاقية… بل قرر الناس ببساطةٍ أن يعيشوا كما يريدون.
خرج عمر من سجنه، فوجد الجدران مغطاة بالكلمات التي كتبها يومًا بدمه، والبلاد تنبض بوجوهٍ جديدة تحمل الحلم ذاته.
اقترب من الجدار الذي كتب عليه أول مرة، وقرأ العبارة التي صارت نشيد وطنه: "هنا مرّ شعبٌ أراد الحياة… فصنعها."
خاتمة الرواية
هذه ليست نهاية الحكاية، بل بدايتها.
فالشعوب التي ترزح تحت الاحتلال تتوق إلى تذوق طعم الحرية لا تعود إلى القيود وعبودية الاحتلال، والذين عرفوا معنى الكرامة لا يقبلون المهانة.
لقد كتب هذا الشعب قصته بدمه وصموده، ليقول للعالم:
"نحن أبناء الشمس، نُولد من رمادنا… ونحيا من أجل أن نحيا."



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقالة تساحي هنغبي تهز حكومة نتنياهو: تصدع داخلي وأزمة ثقة ...
- زيارة أفيخاي أدرعي إلى طولكرم: قراءة ميدانية واستراتيجية في ...
- الحركة التعاونية: رافعة للاقتصاد الوطني بين الواقع المشوّه و ...
- حين سرقوا الوطن
- غزّة: لعنة الجغرافيا وذاكرة التاريخ — بين ديمومة الصراع ووحد ...
- نوبل للسلام في اختبار القيم: ماريا ماتشادو وانهيار المعايير ...
- من يحكم غزة بعد الحرب؟ بين الإقصاء الوطني وضرورات الوحدة الا ...
- أنقذوا الأسرى الفلسطينيين من جحيم السجون الإسرائيلية
- بين الماضي والحاضر والمستقبل في ظل انعدام الثقة وقراءة التار ...
- ترامب: لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك
- توني بلير بين كوسوفو وغزة: محاولات إعادة التدوير في مشهد فلس ...
- ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفل ...
- اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين
- مؤتمر شرم الشيخ: مسرحية سياسية على حساب القضية الفلسطينية
- تجار المقاصة ومزورو الفواتير الوهمية: جريمة اقتصادية تهدد ال ...
- زيارة ترمب للمنطقة: بين شرم الشيخ وتل أبيب — عودة أمريكية لإ ...
- -رسالة إلى القادة المحتفلين باتفاق شرم الشيخ: صوِّبوا بوصلتك ...
- قمة شرم الشيخ: بين تثبيت وقف النار وتثبيت النفوذ... من يكتب ...
- من يوقّع عن الفلسطينيين في شرم الشيخ؟
- التعاونيات رافعة للاقتصاد الوطني الفلسطيني: تقييم واقعٍ واست ...


المزيد.....




- فيديو لمحتجين يحرقون سيارة شرطة خارج مركز لجوء في دبلن
- ينتقد إسرائيل.. العدل الدولية تصدر رأيًا استشاريًا بشأن إدخا ...
- بعد تأكيد ترامب رفضه ضم الضفة.. الكنيست يقرّ تمهيديًا قانون ...
- بمساحة 90 ألف قدم مربع.. ترامب يشرع في بناء -قاعة رقص- تفوق ...
- فضل شاكر يمثل أمام محكمة الجنايات في بيروت وسط إجراءات مشددة ...
- ?هكذا تتعامل مع تشنجات الحمى لدى الأطفال
- ترامب حول الذكاء الاصطناعي لسلاح جديد في ترسانته الدعائية
- ضحايا قمع احتجاجات -إند سارس- في نيجيريا ينتظرون العدالة
- طهران تلوّح بوقف التفاوض مع واشنطن وتكشف الأسباب
- روسيا تجري تدريبات نووية ضخمة وتعلن السيطرة على مواقع جديدة ...


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - شعب يريد الحياة