أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفلسطينية وانقسام بلا مستقبل














المزيد.....

ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفلسطينية وانقسام بلا مستقبل


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 12:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


من التجارب الإقليمية إلى غزة: استنساخ الفوضى الإسرائيلية ومحاولات تفكيك المجتمع
بقلم: المحامي علي أبو حبلة –
باحث في القانون الدولي
تسعى إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 إلى تحويل الصراع العربي–الإسرائيلي من مواجهة مباشرة مع الاحتلال إلى صراع داخلي فلسطيني، عبر ما تُعرف بـ"فلسطنة الصراع". أي نقل محور القتال من مقاومة الاحتلال إلى نزاعات داخلية بين الفلسطينيين أنفسهم، بهدف تفكيك مؤسساتهم الوطنية وإضعاف الجبهة الداخلية.
اليوم، تتكرر هذه الاستراتيجية في غزة عبر ميليشيا ياسر أبو شباب وميليشيات أخرى في خانيونس ومناطق القطاع، التي يُتهم قادتها بالتخابر مع الاحتلال، واستخدام السلاح لأهداف سياسية وأمنية تخدم إسرائيل، في محاولة لخلق فوضى مصطنعة تهدد استقرار المجتمع الفلسطيني وتُضعف المقاومة الوطنية.
التجارب الإقليمية: نموذج الفوضى التي تتحول إلى سلطة
تشير التجارب الإقليمية إلى نمط متكرر: ميليشيات مسلحة تصبح أدوات خارجية للتحكم بالدولة والمجتمع.
في السودان، حوّلت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي عناصرها المسلحة إلى كيان موازٍ للسلطة المركزية، مستندة إلى دعم خارجي.
في ليبيا واليمن، أصبح توزيع النفوذ والسيطرة على الأراضي من خلال الميليشيات أسلوبًا لإضعاف الدولة المركزية.
في سيناء، برزت شبكات مسلحة مثل شبكة العَرْجاني لتعبئة الفوضى تحت غطاء اقتصادي وأمني، أحيانًا بتنسيق ضمني مع إسرائيل.
وهذا يوضح أن الميليشيا ليست بديلاً عن الدولة، بل وسيلة لتفكيكها، واستخدامها كورقة ضغط ضد المجتمع أو المقاومة الوطنية.
غزة اليوم: استنساخ تجربة الفوضى الإسرائيلية
يؤكد المحللان الفلسطينيان أحمد عطاونة وإياد القرا أن ميليشيا أبو شباب ليست مشروعًا جديدًا، بل إعادة إنتاج لمخططات الاحتلال السابقة في لبنان والضفة الغربية.
تعمل هذه الميليشيات على:
خلق حالة فوضى وأمن بديل، بدعم الاحتلال.
التلاعب بتوزيع المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمة الاقتصادية.
ضرب النسيج الاجتماعي وإضعاف التماسك الوطني، خصوصًا في ظل الحصار والمعاناة الإنسانية المستمرة.
إلا أن المؤشرات الوطنية تُظهر أن المجتمع الفلسطيني يرفض هذه المشاريع، ويعتمد على وعيه التاريخي والوطني لإفشال أي محاولة لتفتيت الوحدة.
إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية: الطريق لإفشال المشاريع المعادية
الرسالة الأهم في هذا السياق واضحة: الوحدة الوطنية الفلسطينية والسيطرة على كامل التراب الفلسطيني هما الحصن المنيع ضد كل محاولات التفكيك والتدخل الخارجي.
تحقيق ذلك يتطلب:
1. إنهاء الانقسام السياسي والمؤسساتي عبر توافق وطني يضم كل الفصائل، ويعيد سلطة منظمة التحرير والشرعية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي.
2. الانتصار لمبدأ سيادة القانون وتطبيقه لضمان إدارة القطاع وفق قواعد العدالة والشفافية، ومنع أي مجموعات مسلحة من فرض واقع مخالف للقانون.
3. حماية وحدة الأرض والشعب الفلسطيني من محاولات الخارج أو العملاء المحليين لتقسيم المجتمع وإضعاف المقاومة.
4. تفعيل برامج وطنية ومجتمعية تعزز اللحمة الاجتماعية والوعي الشعبي، وتمنع تحويل النزاع الوطني إلى صراع داخلي.
إن توحيد الجغرافيا الفلسطينية وتحقيق وحدة المؤسسات الوطنية هو الطريق لضمان دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، ولتفويت الفرص على كل المتآمرين على وحدة الأرض والشعب.
وعي الشعب الفلسطيني: الدرع الأمين أمام التفكيك
لقد أثبت الفلسطينيون عبر التاريخ أنهم قادرون على إسقاط المشاريع الخارجية، من "روابط القرى" في الضفة الغربية إلى ميليشيات الجنوب اللبناني، بما في ذلك أي محاولة لاستنساخ أدوات خارجية داخل غزة.
وعي المجتمع الفلسطيني وتجربته النضالية يجعل أي مشروع لفلسطنة الصراع محكومًا عليه بالفشل، ويؤكد أن الشعب قادر على حماية وحدته الوطنية وترسيخ المقاومة المشروعة في مواجهة الاحتلال وأدواته.
وحقيقة القول إن ظاهرة ميليشيا "أبو شباب" وغيرها من محاولات خلق الفوضى المحلية ليست سوى فصل جديد من استراتيجية الاحتلال القديمة.
لكن نجاح المجتمع الفلسطيني في مواجهة هذه المخططات يرتبط بشكل مباشر بوحدة الشعب والجغرافيا الفلسطينية، بتطبيق القانون، وبترسيخ مؤسسات الدولة الوطنية.
فالوحدة الوطنية، وممارسة القانون، ووعي الشعب، هي الضمانة الحقيقية لمنع الاحتلال وأدواته من تحويل الشعب الفلسطيني إلى خصم لنفسه، ولتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين
- مؤتمر شرم الشيخ: مسرحية سياسية على حساب القضية الفلسطينية
- تجار المقاصة ومزورو الفواتير الوهمية: جريمة اقتصادية تهدد ال ...
- زيارة ترمب للمنطقة: بين شرم الشيخ وتل أبيب — عودة أمريكية لإ ...
- -رسالة إلى القادة المحتفلين باتفاق شرم الشيخ: صوِّبوا بوصلتك ...
- قمة شرم الشيخ: بين تثبيت وقف النار وتثبيت النفوذ... من يكتب ...
- من يوقّع عن الفلسطينيين في شرم الشيخ؟
- التعاونيات رافعة للاقتصاد الوطني الفلسطيني: تقييم واقعٍ واست ...
- اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ: تحليل دقيق لأبعاد سياسية ...
- الحرب على غزة تدخل عامها الثالث: الهولوكوست الفلسطيني وشريعة ...
- نحو مرحلة انتقالية وطنية شاملة: مكافحة الفساد وتفعيل الرقابة ...
- ترامب وغريتا بين نوبل للسلام ودماء غزة: جدلية المعايير الأخل ...
- الفساد بين الحواضن والحسابات الخارجية: نحو لجنة وطنية لاستعا ...
- التحول السياسي في رؤية الرئيس محمود عباس: نحو إعادة بناء دول ...
- رواية الفساد والفاسدين
- ازدواجية الجنسية في المناصب الوزارية: خرق محتمل للقانون الأس ...
- أسطول الصمود العالمي: حين كُسر الحصار إعلاميًا قبل أن يُكسر ...
- بيان الرئاسة الفلسطينية: خارطة طريق لترسيخ مؤسسات الدولة في ...
- الحمير على السطح
- -خطة ترمب المعدّلة: بين فخّ التسوية واستحقاق الوحدة الوطنية-


المزيد.....




- الأميرة رجوة الحسين في لندن..أناقة كلاسيكية بلمسات عصريّة
- ما هو مصير قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار؟
- معضلة جثث الرهائن في غزة.. نبرة التهديد والوعيد عادت مجددا م ...
- شعب مدغشقر يطالب ماكرون بالاعتذار ويتهم سياسته -بالوصاية الن ...
- حكومة لوكورنو الثانية مهددة بالسقوط مجددا.. وتغييرات إقليمية ...
- غزة: هل تحارب إسرائيل حماس عبر ميليشيات مسلحة؟
- إندونيسيا في حالة إنذار بيئي خشية تلوث إشعاعي
- اقتحامات بأنحاء الضفة والاحتلال يقتل فلسطينيا ضربا شمال القد ...
- بين الاستعراض ودفع الثمن.. ماذا وراء الظهور الجديد لـ-أبو شب ...
- مطالبات لماكرون بالاعتذار للشعب الملاغاشي


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفلسطينية وانقسام بلا مستقبل