أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - ترامب: لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك















المزيد.....

ترامب: لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 11:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اعتراف أمريكي بفشل الحرب وضرورة التحول نحو التسوية السياسية الشاملة
بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشبكة CNN بقوله: “لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك” لم يكن مجرد تقييمٍ للحرب المستمرة، بل إقرار واضح بفشل المشروع العسكري الإسرائيلي الذي لم يحقق أهدافه رغم مرور عامين على اندلاع الحرب في غزة، ودخولها عامها الثالث وسط تصعيد متواصل في الضفة الغربية وتدمير واسع للبنى التحتية والمخيمات الفلسطينية في طولكرم ونور شمس وجنين.
لقد تحوّل هذا التصريح إلى شهادة سياسية من رأس هرم النظام الدولي على أن إسرائيل، رغم دعمها الغربي اللامحدود، عاجزة عن فرض إرادتها بالقوة، وأن الصراع في فلسطين لم يعد قابلًا للحسم العسكري، بل يتطلب تحولًا سياسيًا حقيقيًا في الموقف الأمريكي والغربي نحو مسار التسوية الشاملة والعادلة.
أولاً: الفشل العسكري الإسرائيلي وانكشاف محدودية القوة
منذ بدء العدوان على غزة، سعت إسرائيل إلى القضاء على حركة حماس، وتدمير بنيتها العسكرية، وإعادة صياغة الواقع السياسي الفلسطيني بما يخدم مشروعها الاستيطاني.
إلا أن الواقع أثبت أن آلة الحرب الإسرائيلية استنزفت نفسها دون أن تحقق الحسم، وأن الشعب الفلسطيني– رغم الدمار والحصار – ما زال صامد في وجه مخططات الاحتلال والشعب الفلسطيني ما زال متمسك بكافة حقوقه الوطنية المشروعة وحق تقرير المصير وان قوى المقاومة استعادت انتشارها في مناطق واسعة شمال ووسط القطاع في غزه.
وفي الضفة الغربية، تتواصل عمليات الاحتلال في المخيمات والمدن الفلسطينية ضمن سياسة ممنهجة لتقويض مقومات الحياة. فمخيمات طولكرم ونور شمس وجنين تتعرض لتدمير متكرر للبنية التحتية والمنازل والمنشآت المدنية، في محاولة لكسر إرادة الفلسطينيين، غير أن النتائج جاءت عكسية تمامًا، إذ عززت هذه الجرائم من تلاحم الشارع الفلسطيني والتفافه حول مشروعه الوطني وحق تقرير المصير والثبات على مواقفه وثوابته الوطنية.
ثانياً: دلالات الموقف الأمريكي الجديد
تصريح الرئيس ترامب يأتي في سياق خطة رئاسية شاملة تهدف إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تمهيدًا لإنهاء الحرب والانتقال إلى مسار سياسي جديد.
وهو بذلك يعكس تحولًا في الإدراك الأمريكي لطبيعة الصراع، إذ لم يعد ممكناً تبرير استمرار الحرب بعد فشلها في تحقيق الأمن أو الاستقرار، لا لإسرائيل ولا للمنطقة.
إن موقف ترامب يمثل انعطافة ضرورية في السياسة الأمريكية التي ظلت لعقود منحازة لإسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
لكن استمرار الحرب وما خلّفته من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة والضفة والقدس فرض على واشنطن إعادة تقييم مواقفها.
لقد أدركت الولايات المتحدة ومعها أوروبا أن الاعتماد على القوة العسكرية لإخضاع الفلسطينيين لم يعد مجدياً، وأن الاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا عبر تسوية عادلة وشاملة تعيد الاعتبار للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ويجب أن تستند لمرجعية قرارات الشرعية الدولية بعيدا عن محاولات التهرب من الاستحقاقات الدولية
ثالثاً: سقوط مشروع الميليشيات والانكشاف الميداني
خلال العامين الماضيين، حاولت إسرائيل إنشاء تشكيلات أمنية محلية في غزة لإحلالها محل قوى المقاومة لفرض الهيمنة والسيطرة الإسرائيلية، غير أن تلك المجموعات فشلت في تحقيق أهدافها، وتفككت سريعًا تحت ضغط الواقع الشعبي والميداني.
إن انهيار هذه المحاولات يؤكد أن قوى المقاومة أصبحت جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الفلسطينية، وأن أي مسعى لتطويعها أو تفكيكها بالقوة محكوم عليه بالفشل.
لقد تحولت قوى المقاومه الفلسطينيه من مجرد فاعل ميداني إلى مكوّن سياسي واجتماعي متجذر، ما يجعل تجاوزها في أي حل سياسي أمرًا مستحيلًا.
رابعاً: نحو تحول أمريكي وغربي حقيقي
إن الحرب التي دخلت عامها الثالث أظهرت أن المنظور الأمريكي القائم على إدارة الصراع لا حله قد استنفد نفسه.
اليوم، بات المطلوب تحول حقيقي في الموقف الأمريكي والغربي من خلال:
1. الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار (242) و(338) و(3236) الذي يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
2. الدفع بمسار مفاوضات حقيقية وجادة تفضي إلى تسوية عادلة، تنهي الاحتلال الإسرائيلي وتؤسس لسلام دائم يقوم على العدالة لا على الإملاءات.
3. الإقرار بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك الأساس الواقعي لأي استقرار سياسي.
وفي حال استمرار المماطلة أو رفض إسرائيل لهذا المسار، فإن البديل المنطقي والأخلاقي يصبح إقامة دولة فلسطينية على كامل الجغرافيا التاريخية لفلسطين، دولة ثنائية القومية يتمتع فيها الفلسطينيون واليهود بكامل الحقوق المتساوية ضمن نظام ديمقراطي يضمن العدالة والمواطنة دون تمييز.
خامساً: دلالات التحول في الخطاب الأمريكي
تصريح ترامب، الذي يُفهم منه إقرارٌ بفشل القوة الإسرائيلية، يعبّر عن إدراك متأخر لحقيقة مركزية:
أن القوة لا تخلق أمنًا، وأن الاستقرار لا يُبنى على أنقاض الشعوب.
لقد تحولت الحرب على غزة من “عملية أمنية” إلى أزمة أخلاقية وإنسانية وسياسية عالمية، وضعت الغرب أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية.
إن استمرار الصمت الغربي إزاء الجرائم الإسرائيلية لم يعد مقبولاً، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد استيطاني في القدس والضفة ومحاولات فرض الأمر الواقع بالقوة.
ومن هنا، فإن التحول المطلوب لا يمكن أن يكون شكليًا أو إعلاميًا، بل يجب أن يترجم إلى سياسات فعلية تدعم إنهاء الاحتلال وتؤسس لدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.
ونختم بالقول من فشل الحرب إلى أفق التسوية
لقد كشفت الحرب التي دخلت عامها الثالث أن إسرائيل ليست في موقع القوة كما تتظاهر، وأن صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس أسقط أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر".
وما قاله ترامب – بوضوح غير مسبوق – يعكس لحظة إدراك أمريكية لحقيقة ميزان القوى الجديد، الذي لم يعد يُقاس بترسانة السلاح بل بإرادة الشعوب وقدرتها على البقاء والصمود.
اليوم، يقف العالم أمام مفترق طرق:
إما أن يتجه نحو تحول سياسي حقيقي يقود إلى حل عادل يقوم على قرارات الشرعية الدولية وحق تقرير المصير،
وإما أن يستمر في إدارة الصراع بسياسات ازدواجية لا تنتج سوى مزيد من الدماء والدمار.
فالسلام لن يتحقق بالقوة،
بل بالاعتراف بحق الفلسطينيين في وطنهم ودولتهم وعاصمتهم القدس،
وبإقامة نظام سياسي يضمن العدالة والمساواة، سواء ضمن دولة فلسطينية مستقلة أو دولة ثنائية القومية على كامل الجغرافيا الفلسطينية التاريخية، يعيش فيها الجميع بكرامة وحقوق متساوية تحت سيادة القانون.
هوامش قانونية وتحليلية
1. القرار 3236 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة (1974) يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستقلاله الوطني.
2. القرار 242 (1967) والقرار 338 (1973) يدعوان إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وإقامة سلام عادل ودائم.
3. تقرير لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة (2025) وصف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والضفة بأنها ترقى إلى جرائم حرب وفق اتفاقيات جنيف الرابعة.
4. تقرير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS، أغسطس 2025) أقرّ بأن إسرائيل تواجه أزمة استراتيجية غير مسبوقة بسبب فشل الحسم العسكري وتآكل الردع.
5. تقرير الأونروا (سبتمبر 2025) وثّق تدمير أكثر من 80% من البنى التحتية في غزة ومخيمات الضفة، ما يجعل الوضع الإنساني كارثيًا ويتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توني بلير بين كوسوفو وغزة: محاولات إعادة التدوير في مشهد فلس ...
- ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفل ...
- اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين
- مؤتمر شرم الشيخ: مسرحية سياسية على حساب القضية الفلسطينية
- تجار المقاصة ومزورو الفواتير الوهمية: جريمة اقتصادية تهدد ال ...
- زيارة ترمب للمنطقة: بين شرم الشيخ وتل أبيب — عودة أمريكية لإ ...
- -رسالة إلى القادة المحتفلين باتفاق شرم الشيخ: صوِّبوا بوصلتك ...
- قمة شرم الشيخ: بين تثبيت وقف النار وتثبيت النفوذ... من يكتب ...
- من يوقّع عن الفلسطينيين في شرم الشيخ؟
- التعاونيات رافعة للاقتصاد الوطني الفلسطيني: تقييم واقعٍ واست ...
- اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ: تحليل دقيق لأبعاد سياسية ...
- الحرب على غزة تدخل عامها الثالث: الهولوكوست الفلسطيني وشريعة ...
- نحو مرحلة انتقالية وطنية شاملة: مكافحة الفساد وتفعيل الرقابة ...
- ترامب وغريتا بين نوبل للسلام ودماء غزة: جدلية المعايير الأخل ...
- الفساد بين الحواضن والحسابات الخارجية: نحو لجنة وطنية لاستعا ...
- التحول السياسي في رؤية الرئيس محمود عباس: نحو إعادة بناء دول ...
- رواية الفساد والفاسدين
- ازدواجية الجنسية في المناصب الوزارية: خرق محتمل للقانون الأس ...
- أسطول الصمود العالمي: حين كُسر الحصار إعلاميًا قبل أن يُكسر ...
- بيان الرئاسة الفلسطينية: خارطة طريق لترسيخ مؤسسات الدولة في ...


المزيد.....




- طرق الشحن وبيانات الرحلات الجوية.. CNN تحقق في رصد طائرات در ...
- اندلاع العنف في مظاهرة مؤيدة لفلسطين في برشلونة
- محمد وخليل يعودان إلى والدتهما في غزة بعد أن ظنت أنهما قد قُ ...
- عدوى الرغبة: ما هي الفلسفة التي تفسر هوس لابوبو و-وجه إنستغر ...
- سوريا: خمسة قتلى وعشرات الإصابات في تفجير عبوة ناسفة استهدف ...
- اندلاع احتجاجات في بيرو مطالبة باستقالة الرئيس
- مشروع عملاق بجوار الحرم .. -بوابة الملك سلمان- تتسع لنحو ملي ...
- العولمة منذ كريستوف كولمبس، فاسكو دي غاما و فيرديناند دو ماج ...
- خبراء روس يقيّمون للجزيرة نت زيارة الشرع الأولى إلى موسكو
- ترحيب أممي بوقف إطلاق النار بين أفغانستان وباكستان


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - ترامب: لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك