أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - أنقذوا الأسرى الفلسطينيين من جحيم السجون الإسرائيلية














المزيد.....

أنقذوا الأسرى الفلسطينيين من جحيم السجون الإسرائيلية


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 12:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


يشهد العالم اليوم واحدة من أبشع صور الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، في ظل صمت دولي مريب وتقصير مؤسساتي فاضح من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. ما يجري في تلك السجون لم يعد مجرد خرق للقانون الدولي الإنساني، بل هو جريمة ممنهجة ترقى إلى جرائم الحرب، تُنفذ بغطاء سياسي من حكومة اليمين المتطرف بقيادة وزراء عنصريين أمثال إيتمار بن غفير.

مروان البرغوثي.. عنوان الصمود وصرخة الضمير الإنساني
الاعتداء الوحشي الذي تعرض له عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الأسير مروان البرغوثي، من ضرب مبرّح وعزلٍ انفرادي أدى إلى كسور في أضلاعه وفقدان وعيه، ليس حادثاً عرضياً، بل جزء من سياسة منظمة تستهدف رموز الحركة الوطنية الفلسطينية. إن ما يتعرض له البرغوثي يشكل نموذجاً صارخاً لما يمارسه الاحتلال من تعذيب ممنهج ومعاملة قاسية تتعارض مع جميع الأعراف والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر صراحةً أي شكل من أشكال التعذيب أو العقوبات المهينة أو القاسية بحق الأسرى والمعتقلين.

خرق فاضح لاتفاقيات جنيف ومواثيق حقوق الإنسان

بموجب المواد (27، 32، 76) من اتفاقية جنيف الرابعة، تلتزم القوة القائمة بالاحتلال بمعاملة المعتقلين معاملة إنسانية، وضمان حقهم في الرعاية الصحية، وعدم تعريضهم لأي عنف أو إهانة أو إذلال. ومع ذلك، تمارس إسرائيل سياسة ممنهجة من الحرمان من العلاج، والعزل التعسفي، والتعذيب النفسي والجسدي، بما في ذلك الاعتقال الإداري الذي يُستخدم كوسيلة قمع دون محاكمة أو تهمة. هذه الانتهاكات تمثل انتهاكاً جسيماً وفق المادة (147) من ذات الاتفاقية، وترتقي إلى مستوى جرائم الحرب كما نصّ عليه نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

مسؤولية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية

إن استمرار إسرائيل في هذه الجرائم أمام مرأى العالم وصمته، يشكل إدانة أخلاقية للمجتمع الدولي. ومن هنا، نوجه دعوة عاجلة إلى مجلس حقوق الإنسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، للتدخل الفوري من أجل:
1. تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للنظر في ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين والكشف عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها.
2. إرسال بعثات ميدانية للصليب الأحمر الدولي إلى السجون الإسرائيلية للاطلاع المباشر على أوضاع الأسرى وخاصة المرضى والمضربين عن الطعام.
3. الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاحترام التزاماتها القانونية بموجب اتفاقيات جنيف ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
4. إحالة ملف الانتهاكات الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسؤولين السياسيين والأمنيين عن جرائم التعذيب والاعتداء على الأسرى.

صمت العالم شراكة في الجريمة

إن السكوت الدولي المتواصل، والتقاعس عن اتخاذ مواقف حازمة تجاه الانتهاكات الموثقة، يشكل تواطؤاً بالصمت ومشاركة غير مباشرة في استمرار الجرائم. فالمجتمع الدولي مطالب اليوم قبل أي وقت مضى بأن يرفع الغطاء عن هذه الجرائم وأن يتحمل مسؤوليته القانونية والإنسانية في حماية الأسرى الفلسطينيين من بطش الاحتلال.
إن حياة الأسير القائد مروان البرغوثي، وجميع الأسرى في سجون الاحتلال، مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية. إن الدفاع عنهم ليس دفاعاً عن أشخاص، بل هو دفاع عن القيم الإنسانية والعدالة الدولية التي يتغنى بها العالم. إنقاذ الأسرى اليوم هو اختبار حقيقي لضمير البشرية، فإما أن تنتصر القوانين الدولية لقيمها، أو تظل حبراً على ورق أمام آلة القمع الإسرائيلية.

- الهوامش:
1. اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، المواد (27، 32، 76، 147).
2. نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، المادة (8).
3. اتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1984، المادة (2).
4. تقارير "منظمة العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" حول أوضاع الأسرى الفلسطينيين، 2024–2025.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الماضي والحاضر والمستقبل في ظل انعدام الثقة وقراءة التار ...
- ترامب: لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك
- توني بلير بين كوسوفو وغزة: محاولات إعادة التدوير في مشهد فلس ...
- ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفل ...
- اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين
- مؤتمر شرم الشيخ: مسرحية سياسية على حساب القضية الفلسطينية
- تجار المقاصة ومزورو الفواتير الوهمية: جريمة اقتصادية تهدد ال ...
- زيارة ترمب للمنطقة: بين شرم الشيخ وتل أبيب — عودة أمريكية لإ ...
- -رسالة إلى القادة المحتفلين باتفاق شرم الشيخ: صوِّبوا بوصلتك ...
- قمة شرم الشيخ: بين تثبيت وقف النار وتثبيت النفوذ... من يكتب ...
- من يوقّع عن الفلسطينيين في شرم الشيخ؟
- التعاونيات رافعة للاقتصاد الوطني الفلسطيني: تقييم واقعٍ واست ...
- اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ: تحليل دقيق لأبعاد سياسية ...
- الحرب على غزة تدخل عامها الثالث: الهولوكوست الفلسطيني وشريعة ...
- نحو مرحلة انتقالية وطنية شاملة: مكافحة الفساد وتفعيل الرقابة ...
- ترامب وغريتا بين نوبل للسلام ودماء غزة: جدلية المعايير الأخل ...
- الفساد بين الحواضن والحسابات الخارجية: نحو لجنة وطنية لاستعا ...
- التحول السياسي في رؤية الرئيس محمود عباس: نحو إعادة بناء دول ...
- رواية الفساد والفاسدين
- ازدواجية الجنسية في المناصب الوزارية: خرق محتمل للقانون الأس ...


المزيد.....




- تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثي ...
- كلب يشعل حريقًا في منزل مالكه.. كاميرا مراقبة ترصد مشهدًا صا ...
- ترامب يسعى للاستفادة من زخم اتفاق غزة.. كيف؟
- بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آ ...
- حملة -نحو قانون عادل للإجراءات الجنائية-: موقفنا من تعديلات ...
- اتهامات بوجود -أثار تعذيب- على جثامين فلسطينيين سلمتها إسرائ ...
- هل يتعلم الجنين اللغات الأجنبية وهو في رحم أمه؟
- بعد تدهور سمعته.. الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن لقبه الملك ...
- بين الفَوضى الخَلّاقة والتَّدمير الخَلّاق
- وكالة التصنيف الائتماني -ستاندرد آند بورز- تخفض تصنيف فرنسا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - أنقذوا الأسرى الفلسطينيين من جحيم السجون الإسرائيلية