أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إسرائيل لا تملك صلاحية تغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية: باطل الكنيست وشرعية القانون الدولي














المزيد.....

إسرائيل لا تملك صلاحية تغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية: باطل الكنيست وشرعية القانون الدولي


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 11:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
منذ عام 1967، وإسرائيل تحاول – عبر أدوات تشريعية وسياسية واقتصادية – فرض وقائع مادية على الأرض الفلسطينية لتغيير وضعها القانوني. إلا أن هذه المساعي تصطدم بجدار صلب من القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية التي تؤكد جميعها أن الأراضي الفلسطينية المحتلة ليست جزءًا من إسرائيل، ولا يملك الكنيست الإسرائيلي أي ولاية تشريعية أو سيادية عليها.
أولاً: بطلان القانون الإسرائيلي ومحاولة فرض السيادة
القانون الإسرائيلي الذي أقرّه الكنيست بالقراءة التمهيدية والمتعلق بفرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية والقدس الشرقية، هو قانون باطل من أساسه من منظور القانون الدولي. فالقوة القائمة بالاحتلال لا تملك الحق في سنّ تشريعات أو اتخاذ تدابير تغيّر من الوضع القانوني أو الإداري للأراضي المحتلة، وفقًا للمادتين 47 و49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
إن محاولة الكنيست تمرير تشريعات تطال الضفة الغربية تمثل انتهاكًا صارخًا للمادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر الاستيلاء على أراضٍ بالقوة، وتؤسس لمبدأ راسخ في القانون الدولي هو عدم جواز اكتساب الأرض نتيجة الحرب.
ثانياً: قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة تؤكد البطلان
لقد رسّخ مجلس الأمن الدولي هذا المبدأ في قراراته المتعاقبة، وأهمها:
القرار 242 (1967) الذي شدد على “عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة”، وطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في عدوان حزيران.
القرار 338 (1973) الذي أكد على تطبيق القرار 242.
القرار 478 (1980) الذي رفض “قانون القدس” الذي أقره الكنيست الإسرائيلي واعتبره لاغيًا وباطلاً، داعيًا الدول إلى سحب بعثاتها من المدينة.
القرار 2334 (2016) الذي نص صراحة على أن “المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ليس لها أي شرعية قانونية وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”.
كما أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قراراتها، لا سيما القرار ES-10/15 لعام 2004 والقرار ES-10/20 لعام 2023، أن جميع الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني أو الجغرافي للأراضي المحتلة باطلة ولاغية ولا تترتب عليها أي حقوق.
ثالثاً: رأي محكمة العدل الدولية وإعادة التأكيد على عدم الشرعية
في الرأي الاستشاري الصادر في 9 يوليو/تموز 2004 بشأن “الجدار الفاصل”، أكدت محكمة العدل الدولية أن بناء الجدار والاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، وأن إسرائيل ملزمة بوقف هذه الانتهاكات وإزالة آثارها وتعويض الفلسطينيين المتضررين.
وفي الرأي الاستشاري الصادر في يوليو/تموز 2024، بشأن الآثار القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، أعادت المحكمة التأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي والضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية يشكلان خرقًا سافرًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وأن القوانين الإسرائيلية الهادفة إلى تكريس هذا الضم تُعد لاغية وباطلة ولا تنشئ أي أثر قانوني دولي.
رابعاً: الجريمة الدولية ومبدأ القواعد الآمرة
القواعد الآمرة في القانون الدولي (Jus Cogens) تمنع أي دولة من الاعتراف بالضم أو الاستيطان كواقع قانوني. كما أن نقل سكان الدولة المحتلة إلى الأراضي المحتلة يشكل جريمة حرب بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وبذلك، فإن أي تشريع يصدر عن الكنيست يُعد مشاركة في جريمة دولية جماعية تستوجب المساءلة الفردية والمؤسسية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
خامساً: الأبعاد السياسية والاستراتيجية
محاولات إسرائيل تقنين الضم عبر الكنيست ليست سوى محاولة سياسية للهروب من مأزق الاحتلال المستمر، وإضفاء “شرعية داخلية” على واقع مرفوض دوليًا. غير أن مثل هذه الخطوات تعمّق عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، وتؤكد أن إسرائيل باتت دولة فوق القانون الدولي في ممارساتها، لكنها في الواقع تحت طائلة المساءلة القانونية والأخلاقية.
وفي المقابل، يُعيد الموقف الدولي المتماسك – كما عبّرت عنه محكمة العدل الدولية والجمعية العامة ومجلس الأمن – التأكيد على أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والسيادة على أرضه حق ثابت وغير قابل للتصرف، وأن جميع التدابير الإسرائيلية لا تغيّر من هذه الحقيقة القانونية شيئًا.
خاتمة
إن القانون الذي يسعى الكنيست الإسرائيلي لإقراره لا يغيّر من الواقع القانوني شيئًا، بل يرسّخ الطابع الاستعماري والعدواني للاحتلال، ويشكّل انتهاكًا خطيرًا للقواعد الآمرة في القانون الدولي. إسرائيل، مهما أصدرت من قوانين وتشريعات داخلية، لا تستطيع أن تُلغي الحقيقة الأساسية:
أن فلسطين أرض محتلة، وأن السيادة عليها للشعب الفلسطيني وحده.
وبذلك، فإن كل القوانين الإسرائيلية المتعلقة بالضم أو الاستيطان باطلة من أساسها، قانونًا وشرعًا وواقعًا، ولا تخلق أي حقوق أو التزامات، بل تشكّل دليلًا جديدًا على استمرار الجريمة الدولية ضد الشعب الفلسطيني، التي سيحاسَب مرتكبوها عاجلًا أو آجلًا أمام العدالة الدولية.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيتون على حافة النار رواية توثيقية تحليلية عن الصمود الفلسطي ...
- شعب يريد الحياة
- استقالة تساحي هنغبي تهز حكومة نتنياهو: تصدع داخلي وأزمة ثقة ...
- زيارة أفيخاي أدرعي إلى طولكرم: قراءة ميدانية واستراتيجية في ...
- الحركة التعاونية: رافعة للاقتصاد الوطني بين الواقع المشوّه و ...
- حين سرقوا الوطن
- غزّة: لعنة الجغرافيا وذاكرة التاريخ — بين ديمومة الصراع ووحد ...
- نوبل للسلام في اختبار القيم: ماريا ماتشادو وانهيار المعايير ...
- من يحكم غزة بعد الحرب؟ بين الإقصاء الوطني وضرورات الوحدة الا ...
- أنقذوا الأسرى الفلسطينيين من جحيم السجون الإسرائيلية
- بين الماضي والحاضر والمستقبل في ظل انعدام الثقة وقراءة التار ...
- ترامب: لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك
- توني بلير بين كوسوفو وغزة: محاولات إعادة التدوير في مشهد فلس ...
- ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفل ...
- اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين
- مؤتمر شرم الشيخ: مسرحية سياسية على حساب القضية الفلسطينية
- تجار المقاصة ومزورو الفواتير الوهمية: جريمة اقتصادية تهدد ال ...
- زيارة ترمب للمنطقة: بين شرم الشيخ وتل أبيب — عودة أمريكية لإ ...
- -رسالة إلى القادة المحتفلين باتفاق شرم الشيخ: صوِّبوا بوصلتك ...
- قمة شرم الشيخ: بين تثبيت وقف النار وتثبيت النفوذ... من يكتب ...


المزيد.....




- ماكرون: نيجيريا طلبت من فرنسا دعما إضافيا لمواجهة العنف في ا ...
- سلام: لبنان ملتزم بضمان حصر السلاح بيد الدولة
- ماسك يصعّد هجومه ضد الاتحاد الأوروبي.. ويشبهه بـ-النازية-
- دراسة: هكذا مهّدت براكين القرن الـ14 لأسوأ جائحة في التاريخ ...
- ترامب: زيلينسكي لم يقرأ بعد خطة السلام الأميركية
- إطلاق سراح 100 تلميذ مختطف في نيجيريا
- الكرملين يعلق على استراتيجية ترامب للأمن القومي.. ماذا قال؟ ...
- السوريون ما بين آمال وآلام بعد عام من سقوط الأسد
- غوتيريش: سقوط نظام الأسد أنهى عقودا من القمع بسوريا
- جنوب أفريقيا تلغي إعفاء الفلسطينيين من التأشيرة لمواجهة الته ...


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إسرائيل لا تملك صلاحية تغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية: باطل الكنيست وشرعية القانون الدولي