أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد محمد - ذروة الضغط على الشعب!














المزيد.....

ذروة الضغط على الشعب!


عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)


الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تسنى لنا نقل صورة واضحة عن الأوضاع الحالية في إيران في ظل النظام الذي يحکم منذ أکثر من 4 عقود، فإن أفضل وصف لذلك هو، نظام محصور بقسوة بين ماضيه الأسود وحاضره الصعب ومستقبله المبهم.
طوال العقود الماضية، کان هناك تفاخر بکون التجربة الايرانية في الحکم هي الأفضل في المنطقة وإنها تقدم نموذجًا غير مسبوقًا يمکن الاحتذاء به، لکن وعند التمعن في مصدر هذا التفاخر بالتجربة وذاك الزعم بکونه نموذجيا يمکن الاحتذاء به، فإنه کان يعود لمسٶولين في النظام ولقادة أحزاب وميليشيات تابعة للنظام، لکن يبدو واضحا بتلاشي هذا التفاخر والزعم وإختفائه تماما وکأنه لم يکن، إذ ليس هناك من يجرٶ اليوم على التفاخر بتجربة الحکم في إيران وحتى إن وکلاء النظام وفي الاحداث والتطورات المتسارعة، يفکرون أکثر في المصير المجهول الذي ينتظرهم على أن يدعون للإحتذاء بنظام صار في فوهة المدفع.
اليوم في إيران، لم يعد هناك تفاخر بتجربة حکم نظام ولاية الفقيه الطارئة على إيران، بل إن الحديث صار يدور حول جلد ماضي هذه التجربة والسعي من أجل تنصل أو التبرٶ منها، وإن إزدياد الانتقادات والمآخذ على هذه التجربة يشير بوضوح إن الأرض باتت تميد من تحت أقدام النظام وصار من الصعب الاستمرار بالنمط والاسلوب الدائر منذ 46 عامًا.
في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2025، نقلت قناة "خانه ملت" التلغرامية التابعة للبرلمان عن روح الله موسوي، ممثل مدينة لردغان، قوله: "قال المرحوم الدكتور حسابي إن الدولة التي لا تستطيع توفير الطمأنينة لمتقاعديها، لن يكون لها مستقبل مشرق"، ولم يورد النائب المذکور في برلمان النظام هذا القول صدفة ومن دون قصد، بل إنه وعندما إستطرد في الکلام بين ذلك بمنتهى الوضوح عندما قال:" كيف سيروي التاريخ هذه الأيام الصعبة والمغبرة، وكيف سيذكرنا نحن المسؤولين؟"
هو يتحدث من على منصة تابعة للنظام عن المرارة التي يشعر بها من جراء تجربة 46 عاما من الحکم والذي وصل الى حد يعترف بصراحة بالغة وبصورة خطاب جمعي، قائلا: "نقف اليوم في ذروة الضغط على الناس"! ومن دون شك فإن هذا الاعتراف يدل وبصورة واضحة بأن النظام فاقد للشرعية تماما وهو يمارس أقصى حد ممکن من الضغط على الشعب في سبيل إستمرار الاوضاع وبقاء النظام.
والذي يعطي المزيد من القناعة بأن هذا النظام قد وصل الى طريق مسدود ولم يعد کما کان في الأعوام الماضية، هو إنه وفي اليوم ذاته الذي کتب فيه النائب موسوي الذي ذکرناه آنفا آرائه بخصوص النظام، فقد کشفت تصريحات عضو آخر في البرلمان وهو مهدي قوامي في حوار له مع راديو"فرهنك" بأن: "القوانين والهيئات الزائدة، كلها أصبحت مكانا للفساد، ومحلا لسخط الناس. يجب إغلاق نوافذ الفساد هذه". لكن هذا القول ليس وصفة للعلاج بقدر ما هو شهادة على المرض المزمن للنظام. فهذه "نوافذ الفساد" ليست هامشا، بل هي صلب بنية ولاية الفقيه. ثم يقدم قوامي تشخيصا أكثر دقة: "من الضروري إجراء إصلاحات في النظام القضائي. الإحصاءات تظهر أن 50% من سخط الناس نابع من النظام القضائي". هذا الاعتراف هو صورة واضحة لعمق الكراهية الاجتماعية للسلطة التي كان يجب أن تكون رمزا للعدالة، لكنها تحولت إلى منجل يحصد كل ما هو قانون وحق وقضاء.
الحقيقة إن الجميع في النظام الحاکم، باتوا يشمون رائحة الانهيار. لكن إدراك الانهيار لا يؤدي بالضرورة إلى إدراك طريق الخلاص. لا يزالون يظنون أنه يمكن الإصلاح من الداخل؛ بينما أثبتت تجربة ستة وأربعين عامًا أن ولاية الفقيه، بطبيعتها، غير قابلة للإصلاح.
إن المخرج ليس في قلب هذا الهيكل المتعفن، بل خارجه، في قلب المجتمع وفي إرادة رجال ونساء هذه الأرض الأحرار. أولئك الذين يستخرجون الأمل من رماد الاستبداد في شكل خلايا منظمة تصنع الانتفاضة. المستقبل ملك لأولئك الذين لم يعودوا يساومون؛ أولئك الذين لا يقفون "في ذروة الضغط على الناس"، بل في ذروة الإيمان بالرفض الكامل لحكم ولاية الفقيه وإثبات الحق في الحرية.



#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)       Abl_Majeed_Mohammad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على الأوضاع السائدة في إيران
- حينما تنزاح سُتُر الكذب والنفاق!
- الشباب الإيراني.. طاقة متجددة تصنع خط المواجهة ضد النظام!
- من أجل إستخدام القضية الفلسطينية لمآرب خاصة!
- بعد کل ذلك الضجة والصخب ولد النظام الإيراني فأرا!
- ضربة قاصمة من الإيرانيين المناصرين للمقاومة للنظام المترنح ف ...
- استعراض قوة المقاومة الإيرانية في لحظة الانهيار التاريخي للن ...
- النظام الإيراني في مرحلة التآکل والانهيار
- بماذا يهدد النظام الإيراني خصومه؟
- إستعراضات واهية لنظام محاصر بالأزمات
- أصل التهديد ومصدره من النظام الإيراني
- التشكيك بولاية الفقيه أو مؤشر سقوط النظام؟!
- النظام الإيراني في فوهة المدفع!
- الطريق المسدود ومفتاح الحل؟
- النظام الإيراني بنفسه قد أصبح هدفا
- إنهاء سياسة المهادنة مع نظام الملالي…
- سياسة الاسترضاء أم العودة دائمًا بخفي حنين؟
- الحق النووي أم إستمرار المساعي المشبوهة؟
- تعنت ومغامرة على حساب الشعب الإيراني
- خامنئي يعترف بخوف النظام من انتفاضة الشعب وقوة المقاومة!


المزيد.....




- شاهد كيف كرّم زعيم كوريا الشمالية قتلى جنوده الذين حاربوا إل ...
- فتح الأجواء الإفريقية.. فرصة استثمارية بمليارات الدولارات تت ...
- اجتماع دول -تحالف الراغبين- في لندن.. صواريخ بعيدة المدى لكي ...
- مقتل 25 شخصاً في حريق حافلة جنوب الهند إثر اصطدام دراجة ناري ...
- اعتقد السكان أنه مسلح فاستدعوا الشرطة.. إصابة جندي ألماني بع ...
- زوجة مروان البرغوثي تطلب من دونالد ترامب السعي لدى إسرائيل ل ...
- ماذا يعني فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة؟ ...
- أوروبا تقر حزمة جديدة من العقوبات على روسيا
- انقطاع خوادم -إيه دبليو إس- يؤثر سلبا على الأسرّة الفارهة ال ...
- تعرف على مسار التوتر المتصاعد بين أميركا وفنزويلا


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد محمد - ذروة الضغط على الشعب!