محمد رسن
الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 10:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اتصال هاتفي جمعني به قبل فترة، كان صوت محمد المنصوري مثقلاً بالوجع، مفعماً بالحرقة على حال مجلس محافظة بابل، وهو يتحدث بمرارة عن الفساد الذي استشرى في مفاصل المجلس، وعن الخراب الذي أصاب الإدارة المحلية حتى باتت ميداناً للمصالح الشخصية لا للخدمة العامة.
كان يشعر بالخذلان، لكنه لم يتراجع. ظلّ يواجه بصوته وكلمته، مدركاً أن الصمت خيانة، وأن الانحناء للباطل سقوط أخلاقي لا يُغتفر.
اليوم، يدفع محمد المنصوري ضريبة نزاهته وشجاعته. بعد أن تمّ التجاوز عليه علناً من قِبل رئيس مجلس المحافظة، وطرده من قاعة الاجتماعات إثر خلافات حادة، أصيب المنصوري بجلطة دماغية نُقل على أثرها إلى المستشفى.
حدث ذلك أمام الجميع، في مشهد يُلخّص مأساة الوطن حين يُهان الشرفاء وتُرفع مكانة الفاسدين.
سلامات أيها الأخ العزيز، دعاؤنا لك بالشفاء العاجل وعودة العافية، فما مثلك يُكسر ولا يُهزم، لأنك من أولئك الذين آمنوا بأن الكلمة موقف، وأن الحق لا يُقال همساً.
أما من ظلموك، فليتذكروا أن التاريخ لا يرحم، وأن الضمير الشعبي لا ينسى. قد يتنفّذون اليوم، لكنهم سيُكتبون في سجل العار، حيث لا مجد لمن باع، ولا راحة لمن خان.
محمد المنصوري ليس مجرد عضو في مجلس محافظة، بل شاهد على زمنٍ صار فيه الشرفاء هدفاً، والفاسدون سلطة.
وفي هذا الزمن الرديء، تبقى نزاهته صفعة في وجه منظومةٍ لا تحتمل النقاء.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟