محمد رسن
الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 09:13
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما حدث في ساحة التحرير ليس تعبيراً عن رأي، بل صفعة موجعة في وجه الوطن، وإهانة لدماء شهدائه الأبرار، من خرجوا اليوم ليسوا أبناء هذه الأرض، بل مجاميع تابعة لدولة أجنبية جارت على العراق وأهله، لا تمت للوطنية بصلة. نصبوا أعلام الغريب في قلب بغداد، في الساحة التي سالت فيها دماء شباب آمنوا بالحرية، وارتقوا برصاص الغدر، من ذات الأذرع التي ترفع اليوم راياتها على جراحنا، هؤلاء لا يعرفون من العراق إلا كونه سلعةً تُنهب، لا وطناً يُبنى، لم نرهم في ميادين الدفاع عن تلك الدولة التي يدينون لها بالولاء، ولم نسمع لسلاحهم صوتاً إلا حين وُجه نحو صدور العراقيين المطالبين بدولة خالية من الميليشيات واللصوص، تخفوا خلف شعارات الممانعة والمقاومة، ثم باعوها عند أول تقاطع مع مصالحهم العقارية، والكومشنات، وصفقات النهب والتمكين.
لقد خانوا الجميع: الوطن، والدم، وحتى الجهة التي طالما ادعوا تمثيلها.
ومع كل هذا، لم نرَ حتى الآن موجة استنكار حقيقية من السياسيين الذين اعتادوا الصراخ في كل مناسبة خارجية. أولئك الذين ارتفعت أصواتهم غاضبة من أجل معركة في دولة اخرى غير دولتنا، يصمتون اليوم صمت العاجز أو المتواطئ، وهم يرون الساحة الوطنية تُستباح بلا كرامة. أليس العراق أولى بالغضب؟ أليس علمه أجدر بأن يُصان؟ أم أن السيادة لا تستحق الدفاع عنها إلا إذا وافقت أجندة الخارج؟
هذا الصمت المريب إدانة بحد ذاته، إدانة لمن يُتاجر بالوطن حين يناسبه، ويسكت حين يحرجه الحق.
وساحة التحرير؟ لن تدنس برايات الغرباء مهما تلثموا بهيئة عراقيين. ساحة التحرير ستبقى ساحة العراق الحر، عراق الدولة لا الدويلة، عراق السيادة لا العمالة، عراق الشعب لا وكلاء الخارج.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟