أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رسن - حكاية بطل من افراد القوات الأمنية














المزيد.....

حكاية بطل من افراد القوات الأمنية


محمد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم ما نعيشه من تعقيدات الحياة، وقسوة المشهد اليومي، تبرز بين الحين والآخر قضايا تنويرية، تخفف على الروح وطأة الانهاك، وتمنحنا شعوراً بأن الخير لا يزال حياً، وأن الإنسان في جوهره قادر على أن يكون شعلة في عتمة الواقع،

من بين هذه النماذج المضيئة، يبرز اسم المفوض وسام عبد الكريم الربيعي، أحد منتسبي قيادة شرطة محافظة بغداد، الرصافة، قسم العلاقات والإعلام، رجل بدأ بخطوة بسيطة، فكان لها أثر بالغ، أسس مجموعة تواصل صغيرة جمعت أهالي منطقة حي تونس، ولم يكن يعلم أن تلك البذرة المتواضعة ستكبر وتزهر، لتشمل مناطق عديدة، وتتحول إلى منبر للنجدة، والعون، والتلاحم الإنساني، لم يبدأ وسام بمبادرات ضخمة، بل كانت خطواته الأولى في مساعدات بسيطة، لكن صدقه وإخلاصه وأمانته سرعان ما لفتت الأنظار، فأقبل الناس عليه ووثقوا به، وبدأت التبرعات تتوافد بين يديه، فأصبح انموذجا للعطاء، يرمم لوعات المهمشين ويخفف أحمال المعوزين، ويهرع لمناداة كل ملهوف وجائع وصاحب مصيبة،

بلغ من تفانيه أن نادراً ما ينام نوماً هادئاً، لأن أي مناشدة تصله عبر المجموعة، تكون نداء واجب لا يحتمل التأجيل، وقد توسعت مبادراته لتشمل التبرع لعلاج المرضى، وتوفير تكاليف العمليات الجراحية، وتلبية نداءات الكرامة الإنسانية من دون كلل أو تردد، ولم يكتفِ بتوزيع السلات الغذائية والعطاء المادي، بل أخذ على عاتقه أن يجوب أحياء منطقته، يرصد الأعطال في الكهرباء والماء وغيرهما، فيتواصل مع المعنيين، ويتابع مشاكل النظافة بالتواصل مع البلدية، ويتدخل في كل ما يشوه صورة الحي ناصحا، وموجها، حتى غدا وكأنه مؤسسة كاملة في جسد إنسان واحد، وسام لم يكن مجرد فرد يبذل جهدا تطوعيا، بل مثالاً حياً لما يجب أن يكون عليه الإنسان في مجتمعه، روحاً مبادرة، وعيناً ساهرة، وضميراً يقظاً ، ولو أن كل فرد في هذا الوطن أخلص كما أخلص وبادر كما بادر، لكانت بغداد أجمل، ولانحسرت كثير من معاناتها، إنه ليس مجرد منتسب، بل علامة مضيئة في جسد هذا الوطن، نموذج للإنسان الذي قرر أن يصنع الفارق، ففعل وصار شعلة يقتبس منها الآخرون أملاً وإيماناً، وأحسنت وزارة الداخلية صنعاً، حين جسد معالي وزير الداخلية المحترم عبد الأمير الشمري أسمى معاني التقدير بتكريم المنتسب بدرع التميز والابداع على جهوده الإنسانية، إنها رسالة بليغة مفادها أن الوفاء لا يقاس فقط بأداء الواجب، بل بحضور الضمير في البيت والحي والمجتمع، تكريم يعكس رؤية وزير يؤمن بأن الجندي الحقيقي هو من يحمل همّ الإنسان أينما كان، ولذلك غدت هذه المبادرة دعوة صامتة لكل منتسب كونوا قدوة تحتذى، لا في الميدان فحسب، بل في الحياة كلها






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يختلط المقدس بالمستطيل الأخضر
- -الكرسي حاضر... والقرار غائب-
- -حين تُخرس الأقلام، تُستباح الأوطان-
- الإسلام السياسي… من الشعبية إلى العزلة السياسية
- لاتصدقو الحكومات ياشغيلة اليد والفكر
- -من الحلم إلى الخيبة: كيف تُفرغ السياسة الشعوب من المعنى؟-
- -أحرار تشرين وتفكيك سرديات الأسلمة السياسية: حين واجه الوعي ...
- -اختطاف القرار وتمزيق السيادة-
- -دار الشؤون الثقافية: استعادة الدور واستئناف الرسالة-
- (انحدار القيم تحت حكم الاسلاميين: تأثيرات اجتماعية وسياسية)
- بغداد المغتصبة
- لعنة الوعي
- الميليشيات ودورها في خراب البلاد والعباد
- هذيان
- الحقيقة عارية
- ( موت رحيم)
- إلى (كوكب حمزة)
- بؤس عزرائيل
- دالة رؤيتي
- محرقة الوجود


المزيد.....




- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة
- إسرائيل تفتح تحقيقا في عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
- ترامب: شحن الأسلحة إلى أوكرانيا -بدأ بالفعل-
- الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع بالسويداء.. وسقوط قتلى وجرحى ...
- رغم فوضى -إكس- و-غروك-.. ماسك يفوز بعقد قيمته 200 مليون
- -رجال الكرامة-: مقتل وإصابة 50 من عناصرنا في أحداث السويداء ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رسن - حكاية بطل من افراد القوات الأمنية