محمد رسن
الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 23:41
المحور:
كتابات ساخرة
أيقنت أن هذا البلد، في واقعه الراهن، لا قيام له، وأن كل المشاريع السياسية المعلنة ليست سوى كذبة تتلوها كذبة، يُتاجر بها محترفو الشعارات، ويضحكون بها علينا. أما نحن، الذين آمنا بالحرية والتغيير، فقد اتضح أننا نحلم في زمن يُعاقب فيه الحالمون،
مليارات تنثر كالرز؟ لا على الفقراء بل من أجل موائد القمة العربية، قمة يصرون على إقامتها بأي ثمن، لا حبا بالعراق بل ليبيضوا وجوههم الكالحة أمام الكاميرات، ولكسب ود العواصم، بينما شعبهم يئن تحت وطأة الفقر والخذلان، يريدون قمة تجمل قبح سلطتهم، وتمنحهم صورة مزيفة عن حضور مفقود، يتوهمون أن الوفود ستمنحهم شرعية، بينما الشرعية تمنح فقط من الجياع الذين دهسهم فسادهم، وكأننا لا نستعد لقمة، بل نحضر لمهرجان نهب وسمسرة بحجم كوارث احزاب السلطة، ساسة الصدفة الذين لا تاريخ لهم ولا مشروع ولا شرف خدمة، يتشبثون بمسرحيات كهذه ليرمموا بها عروشا من ورق تالف ، لا لتحيا البلاد، بل من أجل بقائهم، لا من أجل العراق، من أجل تزيين صورهم، لا من أجل الحقيقة، بل من أجل تغليف بل لتلوين الأكاذيب وتقديمها كواقع، من أجل إظهار الواقع المر وكأنه واقع مثالي، أما نحن فمطلوب منا فقط أن نصفق، ونصمت، ونتحمل المزيد من البؤس باسم "التمثيل المشرف"
والشعب فقد كل شيءأرضه، ماؤه، صحته، صوته، حتى حلمه الصغير، أُفقه مسدود، وخبزه مرهون برغبة فاسد وكرامته تدهس على الأرصفة، الوجع لا يحصى، والوجوه شاحبة والأمل يتسكع بلا مأوى، من صبر طويل إلى صمت أطول، ومن خيبة إلى خيبة لا نهاية لها، لا دولة تنصت، ولا ضمير يحاسب، ولا وعد صادق في الأفق ولا حلم يلوح بالأفق، شعب يئن كل يوم من ألم جديد، ومن وجع لا يتوقف منذ عقود، جياع بلا مأوى ومرضى يتألمون بلا دواء،
بطالة تأكل أعمار الشباب كما يأكل الجفاف سنابل الأمل، وطن تتراكم فوقه الخيبات كما تتراكم النفايات في شوارعه، شعب يحيا يومه لا حبا بالحياة، بل خوفا من موت لا يلفت انتباه أحد.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟