أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رسن - لاميزان للعدالة بوجود الأسلام السياسي.














المزيد.....

لاميزان للعدالة بوجود الأسلام السياسي.


محمد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يُستقبل القتلة في المطارات والمكاتب الرسمية، ويُفرش للسراق البساط الأحمر حين يخرجون من السجون!؟
أي ميزان هذا الذي يخذل العدل؟
يُسجن ياسين بن ماجد ثلاث سنوات لأنه انتقد سلطة الميليشيات، والوضع المزري للبلاد.
أي وطن هذا الذي يعاقب الكلمة ويكافئ القتلة.
من أخطر على الوطن؟
من يريد حياة حرة كريمة؟! ام من عبث بمقدرات البلد، وقتل، وغيب، وهجر.
من اخطر على الوطن؟
من خرج لسوح الاحتجاجات من اجل الحرية!؟ ام من يخرج على الفضائيات ويعترف بلصوصيته، ويدعوا لقتل جنودنا.
إن سجن الكلمة ليس انتصاراً للسلطة، بل إعلان صريح عن إفلاسها ، السلطة التي تخاف من رأي حر لا تخاف على أمنها، بل على زيفها.

هذه الكلمات ليست مجرد عبارات منمقة، بل حقيقة مرّة يعيشها شعبٌ كامل. عندما يُعطى اللص تاج الاحترام ويُحرم صاحب الضمير من الهواء، تختل المقاييس وتنكسر الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة. العدالة ليست مجرد شعار يُكتب على جدران المباني الرسمية — إنها ممارسة يومية تُحكم بها الحقوق وتُؤمَّن بها الحريات. وما نراه اليوم هو عكس ذلك تمامًا: مكافآت للمجرمين، وعقاب للناقدين والمطالِبين بحقوقهم.

في كل مرة تُقفل فيها فمٌ، أو تُسجن فيها كلمة، نكون أمام معضلة أخلاقية وسياسية. هل نرضى أن تصبح مقولة "من ليس معنا فهو ضدنا" قاعدة للحكم؟ هل نسمح لأن تتحول الجرائم إلى أمجاد تُحتفى بها، والبحث عن الحقيقة إلى جرم يُعاقب عليه؟ هذه ليست مجرد قضايا فردية، بل انتهاك لحق الشعب في معرفة الحقيقة والمطالبة بها.

القضاء الذي يُستَخدم أداةً لتصفية حسابات سياسية أو لإخماد أصوات المعارضين، لا يعود قضاءً. والقوة التي تُستخدم لإخراج القتلة وتقديمهم كرموزٍ أو ضيوف شرف في المؤسسات الرسمية، تفقد أي شرعية أخلاقية. حين يصبح مؤذن الظلم أعلى صوتًا من منادي الحق، يتوه المجتمع ويُداس كرامته.

أما عن التساؤل: من أخطر على الوطن؟ فالإجابة ليست معقدة. من يُسرق موارد الناس ويزهق الأرواح ويُشرّع للقتل والنهب، هو أول الخطر. لكن الخطر الثاني يكمن في مجتمع يفقد شجاعته ويقبل بالظلم كأمرٍ مفروض. من يخرج إلى ساحات الاحتجاج مطالبًا بالكرامة والسلام، هو من يحمي الوطن بحقّ، لأن الحرية والعدالة هما أساس أي دولة حقيقية.

لا يجوز أن نحكم بنوايا من يعلو على القانون باسم الأمن بينما يشرعن ظلمًا باسم الاستقرار. الحق في النقد والاحتجاج السلمي من علامات النضج السياسي، وليس جريمة تستوجب السجن. وكل من يظن أن إسكات صوت حرّ سيطوي صفحة الحقيقة، مخطئ؛ فالكلمة التي تُكبَت تتحول إلى نار تنوء بها الجدران.

أمام هذا الواقع، لا بد من مواقف واضحة: مطلب بالإفراج عن المساجين السياسيين، محاسبة الفاسدين دون تأخر، استقلال القضاء عن أي تأثيرٍ ميليشياوي أو سياسي، وضمان حرية التعبير لكلّ مواطن. الصمت اليوم هو مشاركة في الجريمة، والسكوت عن الظلم يحمل ذنبًا أمام الضمير.

ختامًا، إن سجن الكلمة وإطلاق المجرم رسالة مفادها: «الانتصار لمن يملك القوة وليس للحق» — هذه رسالة يجب أن نرفضها جميعًا. الحرية لا تُمنح هبةً من ظالم، وإنما تُنتزع بصوتٍ واحدٍ إن لزم الأمر، وبوحدة الناس إن استوجب. ندعو إلى وطنٍ تُحترم فيه الكلمة، ويُستعاد فيه العدل، حتى يعود لضحايا الظلمّ كرامتهم، ولأسرهم راحة البال، وللوطن سيادته الحقيقية.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يلتقي الضوء بالكتاب: مهرجان جبار رشيد في مدينة الصدر.
- -أحرار العراق يعيدون وهج تشرين رفضًا لتضييع الحدود-
- حُمّى الامتلاك وخواء الروح
- العدل تحت الرماد: حين يُكافأ المسؤول عن الفشل
- -طفلة تحت الركام...ودولة تحت الرماد-
- (ساحة التحرير ليست وقفاً لولية نعمتكم، ولن تكون منبراً لخطاب ...
- أسر الماضي وظلال الحاضر
- -من ساحة الدم إلى ساحة الدخلاء: لن تمروا-
- تشرين ليست لكم: الثورة لا تُؤجّر لمواسم الانتخابات-
- حكاية بطل من افراد القوات الأمنية
- حين يختلط المقدس بالمستطيل الأخضر
- -الكرسي حاضر... والقرار غائب-
- -حين تُخرس الأقلام، تُستباح الأوطان-
- الإسلام السياسي… من الشعبية إلى العزلة السياسية
- لاتصدقو الحكومات ياشغيلة اليد والفكر
- -من الحلم إلى الخيبة: كيف تُفرغ السياسة الشعوب من المعنى؟-
- -أحرار تشرين وتفكيك سرديات الأسلمة السياسية: حين واجه الوعي ...
- -اختطاف القرار وتمزيق السيادة-
- -دار الشؤون الثقافية: استعادة الدور واستئناف الرسالة-
- (انحدار القيم تحت حكم الاسلاميين: تأثيرات اجتماعية وسياسية)


المزيد.....




- انشاء ركن القدس في مركز الحضارة الإسلامية في طشقند
- مقبرة الساهرة إحدى أقدم المقابر الإسلامية في القدس
- اتفاق غزة يفضح صراع جبهات الإخوان.. مصر بمرمى المزايدات
- اتفاق غزة يفضح صراع -جبهات الإخوان-.. مصر في مرمى المزايدات ...
- بابا الفاتيكان يشيد بالصحفيين لنقلهم الحقائق من غزة
- المستوطنون يستبيحون المسجد الاقصى وسط إجراءات عسكرية مشددة
- مالي: شهر على حصار العاصمة من قبل -جماعة نصرة الإسلام والمسل ...
- قائد الثورة: الترويج للصلاة، واجب حتمي لاجهزة الدعوة الدينية ...
- مستعمرون يعتدون على مواطن وزوجته ويسرقون محصول الزيتون غرب س ...
- السعودية تعرض لأول مرة عملات إسلامية نادرة.. بينها أول دينار ...


المزيد.....

- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رسن - لاميزان للعدالة بوجود الأسلام السياسي.