أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (1) الأحوال العامة في منطقة البلقاء قبيل قدوم الأمير عبدالله















المزيد.....

ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (1) الأحوال العامة في منطقة البلقاء قبيل قدوم الأمير عبدالله


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا جدوى من تجاهل رأي واسع الانتشار في مجتمعاتنا العربية، ولدى نخب المثقفين بشكل خاص، مفاده ان تاريخنا الحقيقي لم يُكتب بعد. ولعل من أفقع الأدلة وأسطعها في هذا الشأن، أن أي تغيير على مستوى السلطة السياسية في واقعنا العربي، سُرعان ما يتبعه تغيير منهاج تدريس تاريخ الدولة المعنية في المدارس والجامعات.
رأي يحتمل الصواب وقد يحتمل الخطأ، لكن المؤكد أن تاريخنا مُختلف عليه في الحاضر وفي الماضي أيضًا. من هذا المنطلق تأتي قراءتنا متعددة الحلقات في كتاب الصديق الدكتور عبدالله العساف، بعنوان :"ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية". الكتاب يتناول مرحلة تأسيس الدولة الأردنية، ومن طبائع الأمور أن تنقسم الآراء والرؤى بشأن مضامينه وتتوزع بين التأييد والرفض. ونحن لا نرى في ذلك مشكلة على الإطلاق، في عصر الفضاء المفتوح وتدفق المعلومات، وذلك انسجامًا مع قناعتنا بأن الحقيقة عنيدة وستظهر ساطعة جلية ولو بعد حين، وخاصة فيما يتعلق بالمسارات التاريخية للأمم والشعوب.
ونرى أن من الأهمية بمكان إطلاع القارئ الأردني بالذات على محتويات الكتاب والأحداث المتضمنة فيها، كونها تتعلق بماضيه، وما تزال فاعلة في حاضره، وسيكون لها دورها في تقرير مستقبله. أما قرار القارئ بالتأييد أو الإعتراض، فهذا شأنه. لكن للإعتراض أُصوله، فالرأي يُرد عليه بالرأي، والدليل بالدليل، والمعلومة بالمعلومة. وبما أن المعلومات المتضمنة في الكتاب موثقة ومن مصادر عدة أحيانًا، فإن الإعتراض على أيٍّ منها يُفترض أن يأخذ بالمنهجية ذاتها. أما الرد بالإنفعال والنزق وغيرهما من ضروب التهور، فهو دليل ضعفٍ وحُجة على صاحبه وليس له.
ما تضمنه الكتاب في المحصلة هو رؤى واجتهادات تآلفت ضمن منهجية أخذ بها المؤلف، والناس تُحاسب على ذنوبها وليس على آرائها واجتهاداتها. ونعتقد أن من حق المؤلف علينا أن نقول له شُكرًا، أقله تأسِّيًا بالقاعدة الشهيرة ومفادها أن من أنجز وأصاب له أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر.
يبدأ المؤلف الفصل الأول بالإضاءة على قبائل البلقاء الأردنية، كما كانت تُعرف عشية الفتح العثماني لبلاد الشام سنة 1516، ناهيك بتحديد امتدادها الجغرافي. وقد يسأل سائل: لماذا البداية بالبلقاء وقبائلها وعشائرها على وجه التحديد، مع أنها جزء من الكل الأردني؟
ونحن نجيب بالإحالة إلى عنوان الكتاب أولًا، والتوافق على تسميات المناطق الجغرافية في بقاع العالم كلها منذ أزمنة بعيدة، ثانيًا. ولا ننسى حركة الأحداث وتطوراتها، فقد تفرض وضع منطقة ما في الواجهة، ثالثًا.
يُعرِّف المؤلف قارئه بأسماء قبائل البلقاء، وعشائرها وأبرز شيوخها ووجهائها، وأماكن تواجدها، ولا يُغفل التحالفات بينها ذات أزمنة وتأثيراتها على المواقف في مسارات الأحداث التالية. ويشير أيضًا الى التنافس والصراعات بينها وتبادل الغارات، لأسباب عدة منها الزعامة والسيادة والمراعي ومواطن الماء.
أما الدولة العثمانية، فقد بدأ اهتمامها بشرقي الأردن في رغبتها بحماية طريق الحج الشامي ورفض الأردنيين دفع الضرائب لها. من هنا، ارتأت الدولة العثمانية أن تعيد فرض حضورها وهيبتها بعدد من الترتيبات الإدارية طالت مناطق أردنية عدة، وذلك إثر تقسيم ولاية سوريا إلى ثمانية ألوية. ففي سنة 1861 ألحقت السلط بقضاء الكرك، الذي ضم آنذاك ناحية الطفيلة وأتبعته الى لواء حوران. وضمن محاولات إخضاع المنطقة لسلطتها، دخل الجيش العثماني إلى السلط سنة 1866، واحتل القلعة والمرتفعات المحيطة بها، وأُقيمت حامية عسكرية في القلعة. خضع الأهالي، ودفعوا ما عليهم من ضرائب، وأصبحت السلط تابعة للواء نابلس إداريًّا. وفي سنة 1868 دُمج قضاء البلقاء في لواء نابلس الذي كان يتبع ولاية سوريا، وتغير اسم لواء نابلس إلى لواء البلقاء. وفي السنة عينها، أٌلحق قضاء الكرك بلواء البلقاء، بعد ان كان يتبع للواء عجلون. خضعت هذه التقسيمات الإدارية لتغييرات متلاحقة، ورسم حدود من جانب الدولة العثمانية بين حين وآخر. لكن العلاقات بين الأردنيين وأهالي البلقاء بالذات، مع الدولة العثمانية كان يشوبها التوتر باستمرار، بسبب الامتناع عن دفع الضرائب ولجوء الإدارة العثمانية إلى إلغاء "الخاوة" التي كان الفلاحون يدفعونها لشيوخ القبائل القوية وما تبعه من مشكلات وصدامات. وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى، انقسم الأردنيون في الموقف منها مثل غيرهم من أبناء سوريا الطبيعية إلى فريقين، فريق يرى وجوب الوقوف إلى جانب الدولة العثمانية المسلمة وآخر يعتقد بضرورة تأييد الحلفاء بحسبانهم المنقذين من السيطرة العثمانية. وكانت قبائل البلقاء بزعامة الشيخ سلطان العدوان من المؤيدين للدولة العثمانية، على أساس أن هذا الموقف يفرضه الإسلام.
بُعيد نشوب الحرب، أُخضعت البلاد الأردنية من قِبَل السلطات العثمانية، بذريعة الضرورات الحربية والاسهام في المجهود الحربي، وفُرض قانون الخدمة العسكرية الإجبارية على أهالي سكان شرقي الأردن. وكان لأهل البلقاء دورهم في تقديم العون والمساعدة لجيش الدولة العثمانية. فقد أوعز الشيخ سلطان العدوان بتجهيز قوة من المتطوعين من أهالي البلقاء قوامها 500 رجل، وأُسندت قيادتها إلى شبيب الشلاش العدوان يساعده عدد من فرسان العدوان. وقد حارب هؤلاء إلى جانب القوات التركية بقيادة جمال باشا الصغير قائد الجيش الرابع. وعند إدراكه صعوبة الوضع في القدس، أمر جمال باشا متطوعي البلقاء بالإنسحاب والعودة إلى الشونة، حفاظًا على أرواحهم.
ويُذكر أن بعض فرسان البلقاء طاردوا القوات البريطانية، بعد تراجعهم من السلط، وكان الشيخ صايل الشهوان شيخ مشايخ العجارمة على رأسهم. وعند دخول البريطانيين البلاد، هاجم فرسان العدوان قواتهم في منطقة ماعين ومادبا، فقُتل منهم رجال عدة وجُرح آخرون.
وبعد انطلاق ما يُعرف بالثورة العربية الكبرى متجهة نحو دمشق، التحق بها أردنيون، واتخذ أردنيون آخرون موقفًا مغايرًا، منهم عرب البلقاء الذين كانوا يميلون للوقوف إلى جانب الأتراك ضد البريطانيين وتلك الثورة.
وتشير روايات إلى أن الشيخ سلطان العدوان، بصفته ممثل البلقاء عامة والعدوان خاصة، لم يرحب بالثورة العربية، ولم ينضم إليها، بل وقف منها موقف المحايد. فلم يحارب إلى جانب الأتراك، ولا إلى جانب الثورة. وكان يمنع عرب البلقاء من التحرش بالجيش التركي أثناء انسحابه من المنطقة، لأن الأتراك برأيه دولة اسلامية لا تجوز محاربتها. (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزرادشتية
- نظام التفاهة (5) والأخيرة تتفيه الإنسان والثقافة والصحافة وا ...
- ترامب بلا أخلاق ومجرد من القيم
- قمة وهم الحركة في شرم الشيخ
- تعاون عسكري عربي صهيوني !
- هكذا قيَّدوا العقل العربي وكبَّلوه !
- مبارك للدكتور ياغي، ولكن...!
- نحو مراجعة عقلانية لموروثنا
- نظام التفاهة (4) النقود غاية الغايات !
- العرب و-اسرائيل- في خندق واحد !
- لا بد من وعي جديد مختلف
- خطة ترامب لنحر السلام !
- نظام التفاهة (3) الملاذات الآمنة
- لنتأمل كيف ولماذا تقدموا وتخلفنا؟!!!
- بائع الأوهام دونالد ترامب !
- ارتباك ثقافتنا في اشكالية السلطة السياسية !
- فجوة الرواتب المخيفة في الأردن !
- نظام التفاهة (2) تتفيه التعليم والجامعات
- التهجير !
- فضيحة مكتملة الأركان !


المزيد.....




- أشكال غريبة ومرعبة.. شاهد آلاف -الزومبي- يغزون شوارع مدينة م ...
- تحليل لـCNN.. كيف يؤكد رد فعل ترامب موقف المشاركين في احتجاج ...
- صعود تاريخي للبورصة المصرية.. ومحلّلون: بدعم من -إعمار غزة- ...
- كوشنر وويتكوف يلتقيان نتنياهو سعيًا للحفاظ على وقف إطلاق الن ...
- بين التكنوقراط وحماس والسلطة الفلسطينية وهيئة من الخارج.. من ...
- راكب مبتدئ يسرق الأضواء في مسابقة ريد بول رامبيج
- رحلة على طريق التوابل الهندية: من تلال كيرالا إلى مطابخ العا ...
- الاتحاد الأوروبي يصادق على حظر كامل لاستيراد الغاز الروسي بح ...
- الأردن بين الرؤية والتطبيق: تجربة الانتخابات الجديدة ومسار ا ...
- كلكاليست: ميناء إيلات يستنجد بواشنطن والقاهرة لوقف حصار الحو ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (1) الأحوال العامة في منطقة البلقاء قبيل قدوم الأمير عبدالله