أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد رسن - أمة تتكلم كثيراً... وتصمت عند أول امتحان














المزيد.....

أمة تتكلم كثيراً... وتصمت عند أول امتحان


محمد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 07:00
المحور: قضايا ثقافية
    


صباح الخير على أمةٍ اعتادت أن تستيقظ على الشعارات، وتنام على الهزائم. أمةٍ تتقن فنّ الخطابة، لكنها لم تتعلم بعد لغة الفعل. كل يوم نسمع أصوات الغضب، نرى الحناجر تعلو، واللافتات تُرفع، لكن عند أول امتحان حقيقي، تسقط الأقنعة، ويُستبدل الفعل بالتصفيق، والموقف بالحياد.

غرامشي، المفكر الذي أدرك جوهر العلاقة بين الثقافة والسلطة، قال بما معناه إن المثقفين حين يتخلّون عن دورهم في مساءلة السلطة ومقاومتها، يتحوّلون إلى أدوات بيدها، ميليشيات من نوع آخر، تمارس التزيين والتبرير باسم الفن والفكر. فحين تصبح القصيدة زينة لوجه الاستبداد، والمقال نشيداً للحاكم، والأغنية تمجيداً للواقع الرديء، فإن الكلمة تفقد قدسيتها وتتحول إلى خيانة صامتة.

في عالمنا العربي، كثير من النقابات والاتحادات التي وُجدت لتكون حصناً للوعي ودرعاً للكرامة، تحوّلت إلى دوائر شكلية، وإلى صالات مجاملة، تتناسل فيها الخطابات، وتُدفن فيها القضايا الحقيقية. لقد أفرغت هذه الكيانات من دورها التاريخي، فلم تعد تصنع رأياً عاماً ولا تحمي المبدع، بل صارت جزءاً من آلة التزييف التي تكرّس الخنوع والجمود.

غرامشي لم يكن يتحدث عن الماضي، بل عن حاضرٍ نعيشه بكل تفاصيله: المثقف الذي يصمت أمام القمع، الإعلامي الذي يجمّل الخراب، الشاعر الذي يكتب مديحاً بدل أن يكتب احتجاجاً. هؤلاء، كما يقول، لا يختلفون عن الجنود في خدمة السلطة، لأن الصمت تواطؤ، والتبرير خيانة.

يا أمة تتكلم كثيراً، ما أحوجك إلى من يفعل قليلاً. ما أحوجك إلى مثقفٍ لا يخاف، إلى فنانٍ لا يُجامل، إلى كاتبٍ لا يساوم، إلى اتحادٍ يُشبه اسمه، لا يُشبه من يرأسه.
فالكلمة التي لا تُحدث فعلاً، ليست أكثر من صدى في وادٍ فارغ، والوعي الذي لا يُقاوم، يتحول إلى زينةٍ في صدر الطغاة.

صباح الخير...
على أمةٍ إن أرادت أن تنهض، فعليها أولاً أن تصحو حقاً.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشريعات بالتكبيس وكتب الشكر فلاتر
- حسن بريسم اخر انينٍ قبل ان يصمت الوحود
- لاميزان للعدالة بوجود الأسلام السياسي.
- حين يلتقي الضوء بالكتاب: مهرجان جبار رشيد في مدينة الصدر.
- -أحرار العراق يعيدون وهج تشرين رفضًا لتضييع الحدود-
- حُمّى الامتلاك وخواء الروح
- العدل تحت الرماد: حين يُكافأ المسؤول عن الفشل
- -طفلة تحت الركام...ودولة تحت الرماد-
- (ساحة التحرير ليست وقفاً لولية نعمتكم، ولن تكون منبراً لخطاب ...
- أسر الماضي وظلال الحاضر
- -من ساحة الدم إلى ساحة الدخلاء: لن تمروا-
- تشرين ليست لكم: الثورة لا تُؤجّر لمواسم الانتخابات-
- حكاية بطل من افراد القوات الأمنية
- حين يختلط المقدس بالمستطيل الأخضر
- -الكرسي حاضر... والقرار غائب-
- -حين تُخرس الأقلام، تُستباح الأوطان-
- الإسلام السياسي… من الشعبية إلى العزلة السياسية
- لاتصدقو الحكومات ياشغيلة اليد والفكر
- -من الحلم إلى الخيبة: كيف تُفرغ السياسة الشعوب من المعنى؟-
- -أحرار تشرين وتفكيك سرديات الأسلمة السياسية: حين واجه الوعي ...


المزيد.....




- خريطة توضّح مدى صواريخ -توماهوك- الأمريكية في حال استخدامها ...
- شاهد كيف رد ترامب على صحفي بشأن حماس واتفاق وقف إطلاق النار ...
- الكويت: الداخلية تعلن ضبط 3 موظفين تلاعبوا في نظام دخول وخرو ...
- غزة يمكنها أن تستلهم من تجربة السلام في كوسوفو - مقال في بلو ...
- إسرائيل تعيد فتح معابرها مع غزة، وتستقبل ويتكوف وكوشنر
- آلاف يشاركون في مسيرة الزومبي السنوية في سانتياغو احتفالاً ب ...
- مدينة كاينان تسجل رقما قياسيا عالميا في تزيين بيوت الزنجبيل ...
- برّاك يهدد بيروت: اذا ما لم تنزع الحكومة سلاح حزب الله إسرائ ...
- ثلاثة أضعاف الواقع: انحياز إعلامي ضد الأجانب في تغطية الجريم ...
- “المقاومة ومهام المستقبل”.


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد رسن - أمة تتكلم كثيراً... وتصمت عند أول امتحان