حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 10:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد أن تم كشف النقاب عن التعذيب والدهس بالدبابات وقتل الأسرى وهم مقيدو الأيدي، بات لا شك عندي أن نسبة كبيرة من الأمريكيين والأوروبيين ومن لف لفهم مجرد كائنات متوحشة وقتلة ومجرمون بالثقافة والعقيدة والتراث، مهما أخفوا وكذبوا وأبدوا تحضرًا مزيفًا وسماحة كهنوتية مصطنعة.
وهذا الأمر يؤكده الأحداث التاريخية المثبتة، ومنها ولعهم وسعيهم الدائم لإبادة ومحو المستضعفين بكافة أنحاء الأرض.
فغزة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فقد فعلوها من قبل ضد السكان الأصليين في الولايات المتحدة نفسها، وفي أستراليا ونيوزيلندا والأرجنتين وغيرها.
كما أبادوا سكان مدينتي ناغازاكي وهيروشيما في اليابان بعد قصفهما بالقنابل الذرية بدم بارد ودون إنذار، كذلك أحرقوا ملايين الفيتناميين البسطاء بالنابالم لمجرد رفضهم للاستعباد الغربي، وأيضًا قتلوا أكثر من مليوني عراقي باليورانيوم المنشطر والفوسفور بحجج كاذبة باطلة.
وهاهم، وعلى ألسنة قادتهم وتصريحات رموزهم في الولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وغيرها، نراهم قد ساندوا حرب الإبادة والمحرقة التي تمت في غزة بلا تحفظ، بل وقدموا ولا يزالون يقدمون الأسلحة والجنود وحاملات الطائرات والدعم السياسي والدبلوماسي للمعتدي السفاح.
ويطالبون جميعًا - باستثناء إسبانيا وجنوب أفريقيا وفنزويلا والبرازيل وشيلي وكولومبيا وبعض المتظاهرين هنا وهناك - يطالبون بسحق وطرد أهل غزة وتشريدهم، ويعتبرون من يتعاطف معهم إرهابيًا.
المدهش أنهم جميعًا جبناء بمعنى الكلمة، فلا يقاتلون إلا الأطفال والنساء والشيوخ، ولا يبدون شجاعة إلا من خلال القصف بالطائرات، ولا يستقوون إلا عندما يكتشفون قلة حيلة ووهن وضعف عدوهم. ديدنهم الاعتماد على الغدر والخيانة وشراء الذمم، ودافعهم جميعًا عقيدة تخريفية هرطقية تدعى أن الرب (سبحانه) يدعم خطاهم النجسة، ويباركهم باعتبارهم أبناءه المقدسين المطهرين، الذين ستمحى خطاياهم بمجرد حضوره إلى بيت لحم، بعد إحراق الفلسطينيين، وتطهير الأرض المقدسة من الإرهابيين المسلمين!؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟