أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - حجر الواقع ووهم الأمة الديمقراطية: صرخة الوجدان الكوردي في ليل الإرهاب














المزيد.....

حجر الواقع ووهم الأمة الديمقراطية: صرخة الوجدان الكوردي في ليل الإرهاب


بوتان زيباري

الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 11:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يا لها من سذاجة تتأبط الفكر، وترنو إلى سراب في قيظ سورية الدامي! ففي زمن بات فيه السيف أعدل القضاة، والرصاصة أبلغ الخطباء، نساق إلى بستان الأمة الديمقراطية، وكأنها واحة وارفة في صحراء الذئاب. إن الفلسفة مهما سمت، والأدب مهما جمل، ليخضعان لهول الواقع القاتم، وحقيقة السلطة الكالحة. هل ننسى أن روجآفا، قلبنا النابض بالكرامة، يقع على خاصرة جماعات لا تعرف للديمقراطية مقاما ولا للإنسان وزناً؟ فكيف لنا أن نتعايش أو نندمج أو نغير هيكلية من لا يرتضون حتى فكرة الاختلاف، ومن يرون فينا كفراً مستباح الدم والمال؟

أيها الرفاق، يا من حملتم الجمر بكف، وحرية النساء بأخرى، لا تنزلقوا إلى فخ الأوهام المنمقة. إن القول بأن الخلاص ليس في الدولة القومية هو حق أراد به البعض باطلا. نعم، إن تاريخ المُلك والدولة القومية هو سفر من الدم والدمار، ولكن أليس البديل المقترح الآن، أي الاندماج بـ"الحكومة المركزية" السورية المنهكة والمخترقة، هو قفزة نحو هاوية لا قاع لها؟ أي سوريّا نتحدث عنها؟ سوريّا التي تنزف تحت سطوة الجولاني ووحشه؟ سوريّا التي لا تملك من أمرها إلا فتاتاً تتناهبه الذئاب المتلحفة بعباءات الدين أو القومية الضيقة؟ ألا يدرك العقل الكوردي والوجدان الإنساني أن الاندماج أو السعي لتغيير هيكلية كيان مُتهالك ومُسَيَّر، هو انتحار روحي وسياسي صامت، وتضحية بمستقبل جيل بنى من دمه صرح الإدارة الذاتية؟

نؤمن بأخوة الشعوب، ونقدس حرية المرأة، ونحتضن البيئة كرئة لنا، ولكن هذه المبادئ النبيلة لن تكون إلا خيالات جميلة ما لم تُسند بقوة رادعة، وبكيان يصون كرامتها. إن الأمة الديمقراطية فكرة سامية تتجاوز الحدود، ولكننا نعيش الآن في جغرافيا محكومة بسياج الدولة القومية، أو ما هو أدهى: سياج الفكر التكفيري المتوحش. فكيف نقنع جماعة الجولاني الداعشية بفكرة التنظيم الذاتي وحرية المرأة البيئية، وهم يرون في كل ذلك ردة تستوجب الذبح والقتال؟

ليس التقدم أن نندمج فنصبح جزءاً من فوضى الجحيم السوري، بل التقدم هو أن نشد العزم، ونحمي ترابنا المقدس، ونطور مشروعنا الذاتي، ليكون منارة لسائر الشعوب، لا أن نلقي به في متن حوت مُتهاوٍ. إن الأشدّاء الحاسمين هم من يفهمون متى يجب أن يقاوموا بشراسة، ومتى يجب أن ينظموا بحكمة، لا من يُلغون هويتهم في سبيل وهم. فلتكن مهمة روجآفا لا إقامة دولة قومية ضيقة الأفق، وهذا ما لا نسعى إليه، بل هي إقامة كيان ديمقراطي متكامل الأركان، يستطيع أن يصمد في وجه العاصفة الدهماء، لينشر فكره بعد أن يحمي نفسه، لا أن يُعرِّض وجوده للزوال باسم التكامل والاندماج. إن البقاء في هذه الأرض هو بالصمود المتجذر، لا بالانصهار المذيب. نعم، فلْنُكرِّسْ طاقاتنا لتعزيز الحياة المشتركة وأخوة الشعوب، ولكن على أساس متين نحن الذين نبنيه ونحميه، لا على ركام دولة تأكلها نيران التطرف. فالحرية لا تُكتسب بالاستسلام لمن يعدوها، بل بالمقاومة الشامخة التي تفصل بين واحة الأمل وصحراء الإرهاب.



#بوتان_زيباري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النار لا تُحرر… إن لم تكن في يد واعية!
- سجال القيادة وسيف السجن: أي فجر ينتظر كُردستان؟
- رقصة النار والماء: الأكراد وسوريا، بين الفلسفة الجريحة وبلاغ ...
- صرخة المعرفة في زمن الغياب
- شعلة نوروز: فلسفة الوجود ووجع النكران
- صوت الشلومية الذي لم يهن: مزكين حسكو وسرمدية الروح الكوردستا ...
- أن تكون كوردياً: شهادة لا تُمحى على جبين التاريخ
- أنقرة والخوف من الظل الكوردي
- رقصة الأقنعة على رمال الشرق المتحركة
- رؤية في دهاليز السياسة: حينما يصبح الحل هو الُمشكل
- صدى الروح في ميزان الشرق: جدل السياسة والإنسان
- الصواريخ لا تُنبئ بالسلام.. والدم الكردي ليس وقوداً للهيبة
- نحو وطنٍ لا يُبنى على أنقاض الهوية: بين فيدرالية الحقوق وخيا ...
- صدى الدم في قاعة الانتخابات: عندما تُكتب الديمقراطية بدموع ا ...
- سوريا في مفترق طرق: بين الأيديولوجيا والتقسيم
- الظل والضوء: حين يُستدعى التاريخ ليحاكم الحاضر
- صمت الدم: حين تُكتب الخريطة بدم العلويين والدروز…
- العرش والثور: حين يصير القصر حظيرةً والسلطةُ سرابًا
- الصورة التي نستحقها: في الفلسفة البصرية للبقاء
- صراخ الأرض: عندما ترفض الأصوات أن تُسكت


المزيد.....




- تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثي ...
- كلب يشعل حريقًا في منزل مالكه.. كاميرا مراقبة ترصد مشهدًا صا ...
- ترامب يسعى للاستفادة من زخم اتفاق غزة.. كيف؟
- بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آ ...
- حملة -نحو قانون عادل للإجراءات الجنائية-: موقفنا من تعديلات ...
- اتهامات بوجود -أثار تعذيب- على جثامين فلسطينيين سلمتها إسرائ ...
- هل يتعلم الجنين اللغات الأجنبية وهو في رحم أمه؟
- بعد تدهور سمعته.. الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن لقبه الملك ...
- بين الفَوضى الخَلّاقة والتَّدمير الخَلّاق
- وكالة التصنيف الائتماني -ستاندرد آند بورز- تخفض تصنيف فرنسا ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - حجر الواقع ووهم الأمة الديمقراطية: صرخة الوجدان الكوردي في ليل الإرهاب