أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - سجال القيادة وسيف السجن: أي فجر ينتظر كُردستان؟














المزيد.....

سجال القيادة وسيف السجن: أي فجر ينتظر كُردستان؟


بوتان زيباري

الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 10:22
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


على مسرح السياسة التركية، تتشابك القيادة الكردية بخيوط القدر والسجن، في حِكايةٍ أزليّةٍ عنوانها النضال، ومحورها أوجلان ودميرتاش، قطبان يُفترض أن يكمّلا الدائرة، لكنهما يواجهان رياح الفرقة وألاعيب السلطة. ففي الوقت الذي كان فيه صلاح الدين دميرتاش ومعه فيجن يوكسكداغ يرقبان الأفق على أمل الحرية، بعد انقضاء مهلة الاعتراض على قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، جاءت خطوة وزارة العدل بطلب إعادة النظر لتؤكد مرارة الواقع؛ فالحرية، في قاموس أنقرة، ليست نِتاج حكم قضائي، بل قرار سياسي يُشبه ما حدث مع عثمان كافالا. هذا التلاعب بالقانون يشير إلى استمرار استخدام القضاء أداةً لتقييد الإرادة الشعبية، وإبقاء رموزها خلف القضبان، فالمطالبة بالإفراج الفوري عنهم هي أساسٌ لدستور البلاد وحكم القانون، وهو ما أكدته هيئة "آمرالي" لحزب الشعوب الديمقراطي (DEM)، نافيةً أية أقاويل مُغرضة تُحمّلهم أو تُحمّل عبد الله أوجلان مسؤولية استمرار هذا القيد الظالم.

إنّ مشروع "تركيا بلا إرهاب"، الذي رفع رايته حزب الحركة القومية وزعيمه دولت بهتشلي بدعوته الصريحة للتحاور مع أوجلان، يكشف عن محاولات خفية لترتيب الأوراق في دهاليز العاصمة، لكن هذا المسعى، رغم صخبه الإعلامي، يفتقر إلى الشرعية الشعبية ويسير في نفق مظلم؛ فالشكوك تحوم حوله، إذ يُنظر إليه باعتباره مَخرجاً سياسياً يضمن للرئيس الحالي ولاية جديدة، ما دام المنافسون الأقوياء، أمثال أكرم إمام أوغلو الذي أثبت جدارته بالصناديق، ودميرتاش صاحب الكاريزما الجماهيرية، خارج المشهد السياسي النشط. ولعلّ الخوف الأكبر يكمن في التأثير العابر للأيديولوجيا الذي يتمتع به دميرتاش، فعبارته الشهيرة "لن نجعلك رئيساً" ما زالت تدوي، ونجاحه في استقطاب شريحة واسعة من اليسار التركي والاجتماعي، خاصةً بين الشباب الكردي والتركي على حدٍ سواء، يجعله رقماً صعباً لا يمكن للسلطة أن تغض الطرف عنه، خوفاً من التآزر الشعبي والسياسي الذي قد يخلقه مع أمثال إمام أوغلو.

هنا يكمن لُبّ الصراع الداخلي للقيادة الكردية، فالمشهد يُشير إلى ازدواجية قيادية، حيث يُفضّل الحكم التركي التواصل مع أوجلان المُعزول، الذي تُحيط بقيادته حالة من الجدل السياسي في نظر البعض، ربما لأنه يرى فيه الأداة الأقرب للتحكّم بمسار إنهاء الصراع المسلح، خاصةً مع استمرار الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الجانب الآخر من الحدود. بل إن الهمسات تدور في الأروقة عن تخوّف أوجلان نفسه من العواقب غير المحسوبة لدخول دميرتاش حلبة السياسة حاليًا، خشية أن يُعرقل ذلك مسار المفاوضات القائم، وهي فرضية سارعت حركة DEM إلى نفيها القاطع والمدوّي، مؤكدةً على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى السياسيين، بمن فيهم دميرتاش ويوكسكداغ، التزامًا بالحقوق والعدالة.

إنَّ الخلاف المزعوم بين إمرالي وقنديل وإديرنة، وما تلاه من سجالات، ليس وليد اللحظة؛ فقد تجسّد سابقاً في دعوة أوجلان للتصويت الحيادي في انتخابات إسطنبول المعادة عام 2019، التي عارضها دميرتاش بتأييده لمرشح المعارضة، مما أظهر الشقاق في القرار الكردي، وأكد على مركزية الصراع حول مَن يملك زمام القيادة في الحركة، هل هي الحركة المسلحة أم الذراع السياسي الشرعي؟ والسؤال الأعمق الذي يواجه الحركة الكردية اليوم هو سؤال "الزعامة المركزية" في مرحلة التحوّل نحو العمل القانوني ونهاية السلاح. فبينما يرى البعض أن أوجلان لا غنى عنه لإصدار قرار وداع السلاح، خاصة فيما يتعلق بملف سوريا وقسد، يظل دميرتاش، رغم أسره، هو الصوت الأكثر قبولاً لدى القاعدة الشعبية والشارع التركي الواسع، مما يجعل الاعتماد الكلي على أوجلان في التسويق للسلام غير مستساغٍ ولا مقبول جماهيرياً، في حين لا يمتلك دميرتاش القدرة على إصدار أمر بوقف إطلاق النار من زنزانته. إنها معضلة القيادتين؛ فكلتاهما في حاجةٍ للأخرى لإنجاح أي حل سياسي عادل، لكن حسابات السلطة ما زالت ترجّح كفّة المحبوس الأقدم على حساب المحبوس الأحدث، ليظل مفتاح حرية دميرتاش، وسلامة العملية السياسية، رهيناً بإرادة الحاكم بدلاً من نص القانون.



#بوتان_زيباري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة النار والماء: الأكراد وسوريا، بين الفلسفة الجريحة وبلاغ ...
- صرخة المعرفة في زمن الغياب
- شعلة نوروز: فلسفة الوجود ووجع النكران
- صوت الشلومية الذي لم يهن: مزكين حسكو وسرمدية الروح الكوردستا ...
- أن تكون كوردياً: شهادة لا تُمحى على جبين التاريخ
- أنقرة والخوف من الظل الكوردي
- رقصة الأقنعة على رمال الشرق المتحركة
- رؤية في دهاليز السياسة: حينما يصبح الحل هو الُمشكل
- صدى الروح في ميزان الشرق: جدل السياسة والإنسان
- الصواريخ لا تُنبئ بالسلام.. والدم الكردي ليس وقوداً للهيبة
- نحو وطنٍ لا يُبنى على أنقاض الهوية: بين فيدرالية الحقوق وخيا ...
- صدى الدم في قاعة الانتخابات: عندما تُكتب الديمقراطية بدموع ا ...
- سوريا في مفترق طرق: بين الأيديولوجيا والتقسيم
- الظل والضوء: حين يُستدعى التاريخ ليحاكم الحاضر
- صمت الدم: حين تُكتب الخريطة بدم العلويين والدروز…
- العرش والثور: حين يصير القصر حظيرةً والسلطةُ سرابًا
- الصورة التي نستحقها: في الفلسفة البصرية للبقاء
- صراخ الأرض: عندما ترفض الأصوات أن تُسكت
- الرُّوح المُنهكة: حين يُصبح الوجودُ تمرّداً في أرضٍ فقدتَ حل ...
- الريح لا تُمسك بالأسوار، والشعب لا يُهزم بالصمت


المزيد.....




- قادة العالم في الجولة الأخيرة من محادثات الخطوة التالية في غ ...
- غزة: عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى بيوتهم المهدّمة رغم ...
- أنظار العالم تتجه لشرم الشيخ.. قمة دولية بحضور ترامب للتوقيع ...
- بدء تطبيق نظام الحدود الرقمية في الاتحاد الأوروبي.. فما هو؟ ...
- وعود فشلت كبرى الشركات التقنية في تنفيذها
- كوبا تنفي المشاركة في حرب أوكرانيا
- قادة إسرائيليون سابقون: الحرب انتهت وحماس حصلت على ما تريد
- هؤلاء القادة والزعماء سيحضرون -قمة شرم الشيخ للسلام- [محدّث] ...
- الهلال الأحمر المصري: 400 شاحنة مساعدات في طريقها إلى غزة
- سفينة -مسكونة-.. هل تجرؤ على خوض أكثر الجولات رعبًا على متنه ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - سجال القيادة وسيف السجن: أي فجر ينتظر كُردستان؟