مهرجان البذاءة في شرم الشيخ والفرق بين الإرهاب والتحضر

علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1-بعد الزيطة والزمبليطة في مهرجان البذاءة والنفاق الحكومي بشرم الشيخ انجلت الغبرة عن بيان الضمانات الذي وقعه المحتفلون في غياب أي ممثل للطرفين المتقاتلين - أما حضور محمود عباس فلا علاقة له بالطرفين بل هو أقرب إلى من ينسق معهم أمنيا منه إلى الطرف المقتول - ولا ذكر فيه حتى لحل الدولتين الفاشل والمستحيل عمليا والذي يسبح بحمده الجميع، ولا ذكر لشعب اسمه الشعب الفلسطيني، ولا وعدا بتحقيق العدالة ومطالبة بتعويضات من المعتدي بعد أكبر جريمة حرب وإبادة جماعية في التاريخ الحديث وتدمير شامل يُرى بالعينين المجردتين وحتى العمياوين. مع استثناء إسبانيا النبيلة وقيادتها الباسلة التي واصلت الحديث عن "وجوب تحقيق العدالة بغض النظر عن موضوع إنهاء الحرب" وبخلاف جميع الدول العربية والإسلامية التي سارع بقرها الى دخول الحظيرة في شرم الشيخ بلا تحفظات أو تحرزات!
أكثر من ذلك، وحتى بعد انتهاء عرس الكذابين في الشرم فإنَّ المعتوه الأشقر النرجسي أعلن بوضوح رفضه لمشروع حل الدولتين وقال للصحافيين في طائرة العودة "نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة ولا نتحدث عن حل دولة واحدة أو دولتين". بكلمات أخرى فالرجل لم يغادر مشروعه للريفيرا الرائعة على أنقاض غزة ولكنه هذه المرة يريد بناءها بأموال من "الزعماء الوسيمين الأذكياء الأغنياء الرائعين" في الخليج والجزيرة العربية خصوصا!
ثم يأتيك أبله ويحدثك عن السلام الذي جاء به المعتوه الأشقر النرجسي والذي "لولاه لاستمرت الحرب بين حماس وإسرائيل إلى الأبد"! وستكون مضطرا لمراجعة كلام الأبله وتصحيح معلوماته فأولا، ما حدث لم يكن حربا عادية بل حرب إبادة جماعية وهو ليس قتالا بين طرفين متكافئين بل قتلا مباحا وعلنيا للمدنيين في مدن مكتظة بالناس بلغ عدد القتلى مئتي قتيل في اليوم الواحد أحيانا ومئات الجرحى! وثانيا فلا معنى لعبارة "ستستمر الحرب إلى الأبد إذْ لم تتبقَ أهداف يمكن أن تدمرها آلة الحرب العدوانية الصهيونية في غزة، وثالثا فإن المعتوه الأشقر النرجسي لم يأت لإنقاذ الشعب الفلسطيني بل لإنقاذ الكيان وقيادته الدموية بزعامة مجرم الحرب نتنياهو وبعض وزرائه الممنوعين من دخول حتى دول كبرى حليفة للكيان، من الغرق في لجة الثورة العالمية السلمية في جميع انحاء العالم باستثناء العالم العربي والإسلامي إلا ماندر. ورابعا فقد بدأت تتحول حرب الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني إلى حرب ضد العالم كله كما اعترف المعتوه النرجسي بلسانه! وإن العصابات العنصرية الداعشية الحاكمة في الكيان فشلت فشلا ذريعا في تحقيق هدفها المعلن ألا وهو تهجير الشعب الفلسطيني ورميه في نكبة جديدة أشد وطأة من نكبة 1948 التي تسبب بها جبن وخيانة النسخة السابقة من الحكام العرب، فشل الصهاينة هذه المرة بفعل الصمود الأسطوري وباهظ الثمن من دمائهم وأرواحهم الطاهرة!
وخامسا، فلولا صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني في إقليم غزة ولولا بسالة المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يقاتلون أحيانا بلحمهم الحي وغالبا من المسافة صفر ولولا الثورة السلمية التضامنية العالمية لما أجبر ترامب ربيبه نتنياهو على الموافقة على إنهاء حربه الإبادية!
قيل قديما: المشكلة ليست مع مَن لا يفهم، فهذا يمكن إفهامه بطريقة أو بأخرى، بل المشكلة مع من لا يريد أن يفهم فكيف تُفْهم من لا يريد أن يفهم؟
ورحم الله بديع الزمان الهمذاني التغلبي القائل: "ستعلم حين ينجلي الغبارُ أفرسٌ تحتكَ أم حمارُ"!
2-فيديوات وتقارير/الفرق بين الإرهاب الحقيقي والتحضر الإنساني/ برسم السادة والسيدات الليبراليين واليساريين والإسلاميين المزيَّفيين والمزيفات والمنحطين والمنحطات والمليشيات الثقافية الحكومية الذين يهاجمون "الإرهاب" الفلسطيني ويشيدون بـ "التحضر" الصهيوني:
الأسير الإسرائيلي ماتان أنغرست: ح.ماس وفرت لي التوراة وتفلين يهودي للصلاة ونجوت من الموت بالقصف الإسرائيلي بأعجوبة.
القائد الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي كسر السجانون أربعة من أضلاعه خلال نقله من سجن ريمون إلى سجن مجدو في منتصف شهر أيلول - سبتمبر الماضي، وإليكم التفاصيل:
1-قال الجندي الإسرائيلي “ماتان إنغرست”، في أول تصريح له بعد إطلاق سراحه للقناة “13” العبرية، إنه طلب من آسريه “إحضار تيفلين (صندوق من الجلد يضعه اليهودي على جبهته خلال الصلاة) وكتاب الصلوات (سيدور) والتوراة”.
وأضاف أن حماس، وفّرت له ما طلب من مقتنيات حصلت عليها من أماكن تواجد فيها الجيش الإسرائيلي بغزة.
وأوضح أنه كان يؤدي صلواته ثلاث مرات يوميا داخل الأنفاق، وأنه نجا بأعجوبة أكثر من مرة من القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مناطق احتجازه. الرابط 1.
2-أسير إسرائيلي يتحدث عن الأسر: أسير آخر تحدث بعد إطلاق سراحه أمام الإعلام الصهيوني بشيء من الحيادية عن تجربته في الأسر ومعاناته فيه وكيف أن آسريه كانوا يقدمون له ولزملائه القليل من الطعام وأحيانا يقدمون لهم وجبات طعام جيدة ويقولون لهم نحن نأكل مما تأكلون. ووصف الأسير آسريه من رجال المقاومة "كانت وجوههم شاحبه وأجسادهم متعبة من قلة الطعام". كما تحدث عن الأنفاق وقال إنها عالم كامل تحت الأرض وتحدث عن إيمان المقاومين المطلق بقضيتهم وكانت نظراتهم صلبة حتى في أصعب اللحظات وكأنهم على يقين بأن ما يفعلونه أكبر من حياتهم نفسها. الرابط2.
3-هناك رسالة أخرى لأسير إسرائيلي يدعى إلكسندر توربانوف بثتها المقاومة قبل إطلاق سراحه في عملية تبادل الأسرى وهذه يمكن الاعتراض علي محتواها لأنها أخذت خلال الأسر وهناك رسالة أخرى غير مسجلة في فيديو أو أنني لم أعثر عليها حتى الان ويتم تداولها في مواقع التواصل وقيل إنه أدلى بها بعد إطلاقه وفيها مديح مبالغ فيه للمقاومة ولكنها ليست موثقة بالصوت والصورة ولذلك فهذه الرسالة لا يعتد بها أيضا، ولكن ومن باب التوثيق أدرج هنا رابط فيديو الرسالة الأولى والتي لم يمتدح فيها الأسير آسريه بل قال أنه بخير ووضعه الصحي جيد وشكرا لسرايا القدس التي حافظت على حياتي...إلخ/ الرابط3:
4-إصابة القيادي مروان البرغوثي بكسور في أضلاعه بعد الاعتداء عليه داخل السجون الإسرائيلية.. وخطر كبير يهدد حياته: كشف مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، الأربعاء، عن إصابة القيادي في حركة “فتح” مروان البرغوثي بكسور في أضلاعه جراء تعرضه لاعتداء بالضرب بسجون إسرائيل، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال المكتب التابع لحركة “حماس” على قناته في تلغرام، إن “الأسير مروان البرغوثي تعرّض للاعتداء بالضرب أثناء نقله من سجن ريمون إلى سجن مجدو في منتصف شهر أيلول – سبتمبر". وأضاف أن البرغوثي “فقد الوعي وتعرض لكسر في 4 أضلاع نتيجة ضربه من قبل وحدة قمع السجون الإسرائيلية”/ الرابط 4.
أما عن حالة الأسرى الفلسطينيين الذين تم تحريرهم فهي محزنة حقا، وتكشف عن همجية وبربرية الصهاينة المتعطشين للدماء وكذلك جثث الشهداء التي سلمت للمقاومة فقد كانت جثث الشهداء مقيدة الأيدي ومعصوبة العيون وبعضها نفذ بهم الإعدام الميداني وآخرون دهستهم مجنزرات الدبابات!
وهذه أدناه التوثيقات لكل ما سبق:
1-رابط لتقرير إخباري حول تصريحات الجندي الإسرائيلي الأسير ماتان إنغرست:
https://www.raialyoum.com/%d8%ac%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%85%d9%8f%d9%81%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d9%86%d9%87-%d9%8a%d8%b1%d9%88%d9%8a-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d8%a3%d9%8a/
2-رابط فيديو/ أسير إسرائيلي يفجر مفاجآت بعد خروجه من غزة ويتحدث عمّا عاشه تحت الأرض
https://www.youtube.com/watch?v=E8mH8ckWQDU
3- فيديو رسالة الأسير الإسرائيلي إلكسندر توربانوف
https://www.aljazeera.net/news/2024/5/30/%D8%B8%D9%87%D8%B1-%D9%85%D8%AA%D8%A3%D9%86%D9%82%D8%A7-%D9%88%D8%A8%D8%AC%D8%B3%D9%85-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%83%D9%85-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9
4-رابط تقرير إخباري حول الاعتداء الجبان على الأسير القائد مروان البرغوثي من قبل المتوحشين الصهاينة
https://www.raialyoum.com/%d8%a5%d8%b5%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%ba%d9%88%d8%ab%d9%8a-%d8%a8%d9%83%d8%b3%d9%88%d8%b1-%d9%81%d9%8a/

#علاء_اللامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل