أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - سلام ترامب على نيران نوبل الحامية














المزيد.....

سلام ترامب على نيران نوبل الحامية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحاول ترامب جاهدا أن ينجز "صفقة سلامه" قبل العاشر من كانون الأول ديسمبر القادم. لماذا؟ لأن هذا هو الموعد الرسمي الذي يُعلن فيه عن منح جائزة نوبل للسلام. في الواقع لم يشهد تاريخ هذه الجائزة المثيرة للجدل استقتالا واستماتة حتى الابتذال من رئيس دولة من أجل الحصول عليها كما فعل دونالد ترامب. هذا الشخص معروف بنرجسيته المرَضية وهوسة بذاته وتكراره للأكاذيب والمبالغات الصفيقة إلى درجة يفقد معها أي شعور بالكرامة الشخصية والشعور بالخجل. كل هذا يأتي مصحوبا عنده بتشكيلة أمراض نفسية وجروح ذاتية وشعورا مريرا بالغيرة ممن حصلوا على هذه الجائزة من الرؤساء السابقين وكلهم بالمناسبة من الحزب الديموقراطي: كارتر وباراك أوباما وآل غور نائب الرئيس كلينتون.. وخصوصا غيرته الممزوجة بمشاعر العنصرية من أوباما ذي الأصل الأفريقي. أما لو قُدر لسلفه المباشر بايدن الذي يسكنه كهاجس مرضي وأشبه بالوسواس القهري فيذكره شاتما مع كل شهيق وزفير، لو قُدر أن يحصل عليها عوضا عنه، عن ترامب فلا شك ان ذلك سيدفعه إلى الجنون وربما الانتحار!
الأكيد أن قيمة الجائزة المالية وهي أحد عشر مليون كرونة سويدية (ما يعادل حوالي مليون دولار ومائتي ألف دولار أمريكي) للملياردير ترامب وهو نفسه حاول أن ينفي دوافعه النرجسية فقال إنه لا يريد يرد الجائزة لنفسه بل "للولايات المتحدة العظيمة"!
من هنا، وأخذاً بنظر الاعتبار أن شريك ترامب في هذه الصفقة هو المحتال الدموي نتنياهو، الذي سبق وأن كذب في كل المناسبات والأحداث التي مرت، ونقض آخر اتفاقية جرى التوقيع عليها ونفذ الجانب الفلسطيني واجباته بخصوصها وأطلق سراح مجموعة كبيرة من الأسرى الصهاينة، من هنا لا يبدو أن ثمة مساحة للتفاؤل فيما سيحدث لاحقا وربما سيحاول الشريكان ترامب ونتنياهو ملء الفراغات الزمنية حتى العاشر من كانون الأول موعد إعلان الجائزة باللف والدوران والانسحابات التكتيكية حتى يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة ويتم تشكيل ما يسمونه مجلس السلام برئاسة مخادع خطر آخر هو الكاذب - باعترافه هو - توني بلير الملطخ بدماء العراقيين، وربما يرشحون بديلا عنه كما يروج حاليا في الأوساط الدبلوماسية بعد موجة الرفض لهذا الشخص من أوساط عديدة وخاصة من الطرف المقابل في الصفقة أي الطرف الفلسطيني. وحين سيعلن عن منح ترامب جائزة نوبل للسلام وربما ستمنح الجائزة مناصفة له ولشريكه مجرم الحرب نتنياهو، سيكف ترامب يده عن الصفقة وينسحب منها بهدوء تاركا لنتنياهو مواصلة حرب الإبادة الجماعية وتنفيذ مشروعه للتهجير الجماعي والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني!
إن هذا الخطر بأن يتخلى المحتال ترامب عن الصفقة بعد العاشر من ديسمبر - سواء حصل على الجائزة والأرجح إن لم يحصل عليها- يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار من قبل المقاومة الفلسطينية ومن قبل أصدقاء الشعب الفلسطيني في الحركة الشبابية العالمية المناهضة لحرب الإبادة الجماعية في جميع دول العالم. أقول جميع دول العالم باستثناء الدول العربية والإسلامية - مع بعض الاستثناءات الشريفة وفي مقدمتها شعب اليمن النبيل - وأن يؤخذ بنظر الاعتبار أيضا من قبل الدول الوسيطة والضامنة كتركيا ومصر وقطر والدول التي حضر رؤساؤها اجتماع الصفقة مع ترامب رغم أنهم عاجزون عن فعل أي شيء في مواجهة ترامب!
ولكن يبقى الأمل قويا في الشعب الفلسطيني الباسل ومقاومته الأسطورية وصموده منقطع النظير وعليه سيبقى التعويل قائما في إفشال مخططات الثنائي الإجرامي ترامب ونتنياهو وعبور هذه المحنة نحو فجر حريته واستقلاله.
نعم، نفرح لفرح الأشقاء الفلسطينيين في غزة بوقف إطلاق النار الوشيك، ونحزن لحزنهم الفادح، للثمن الباهظ في الأرواح البريئة التي أزهقها العدو، لعذابات الجرحى المحرومين من العلاج والدواء في أشنع مذبحة في التاريخ الحديث، لمليوني جائع محروم من الغذاء والماء في عالم "التحضر والقانون الدولي والحداثة الغربية الوسخة".
نفرح لفرح الأشقاء في غزة لأنهم في سبيلهم إلى وقف حرب الإبادة بدمائهم الزكية وكسر مشروع التهجير المعلن وسرقة بلادهم وتحويلها الى ريفيرا للكواسر الإمبرياليين ونحزن لما حل بمدن غزة الجميلة.
نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ونقلق لقلقهم،
نقلق بقوة نظرا لغموض الإجراءات والخطوات اللاحقة للمرحلة الأولى ولغدر مجرم الحرب نتنياهو وعصابته وهو غدر محمي جيدا من قبل ترامب وعموم زعماء الغرب.
حتى الآن يمكن تسجيل الإنجاز الأكبر الذي حققه شعب غزة ومقاومته بصمودهم هو إجبار الكيان على الموافقة على إنهاء حربه العدوانية بعد أن كان يرفض ذلك طيلة سنتي الحرب وجولات المفاوضات ويصر على أن من حقه العودة إلى الحرب متى شاء...
ثمة الكثير مما ينبغي قوله فلسطينيا وعربيا ودوليا، ولكن اللحظة الآن هي للتمعن في كل ما حدث طيلة السنتين الماضيتين؛
ماحدث خطب جلل وكارثة مروعة ألحقها الكيان الصهيوني بشعب صغير وشبه أعزل لأنه تجرأ على المقاومة المؤثرة ضد محتلي أرض وطنه.
شعب خُذل وترك وحيدا من كافة الزعامات العربية والإسلامية وحتى من جمهور هذه البلدان إلا ماندر، ولم يقف معه إلا الشرفاء في لبنان واليمن ودفعوا ثمن إسنادهم ووقوفهم معه غاليا.
هذه الكارثة من صنع الكيان الصهيوني بدعم وتسليح وتمويل من الولايات المتحدة وشركائها لن تُنسى وستكون عاملا من عوامل تفكك وزوال هذا الكيان الخرافي المفتعل المجرم الملطخ بدماء ضحاياه فقد صار علة وعالة على مختلقيه فلا مستقبل له في مشرق الشعوب.
وسيكون ما حدث عارا على كل من سكت أو تواطأ أو تعاون سرا أو علنا، دبلوماسيا أو عسكريا مع المعتدين الإباديين المجرمين!
كل المجد لمن صمدوا فانتصرت دماؤهم على سيف البطش الصهيوني الغربي!
وسيلحق العار بالقتلة وبمن اصطف معهم بالكلمة والفعل.
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة مشروعة على هامش موافقة حماس على خطة ترامب
- لماذا تلقف ترامب موافقة حماس وصدم بها نتنياهو؟
- احتيال سياسي: خطة ترامب التي قدمها للزعماء العرب ليست هي نفس ...
- فتنة المشبوه علي فاضل ودلالاتها: صراعات سياسية أم أفلام كارت ...
- الانحياز الأيديولوجي المنافق في مهاجمة واشنطن والدفاع عن عمل ...
- تحفظات على رسالة -لقاء البصرة- المفتوحة إلى المرجع السيستاني
- مجرم حرب يعبث بعلوم التاريخ والآثار: نقش سلوان مجددا!
- هل تحمي مرجعية السيستاني نظام حكم المحاصصة الطائفية فعلا؟
- تصريحات المشهداني حول الحشد والبعث وساسة الطوائف
- أبناء العائلات الدينية والإقطاعية الحليفة للاحتلال كسفراء حت ...
- قانون فرنسي يعيد آثار الدول الأخرى، هل سمع به المسؤولون العر ...
- عركة أبناء العم في السليمانية وتفسخ المنظومة الحاكمة في العر ...
- بغداد تكافئ أردوغان بـ 10 مليارات دولار والمياه لم تصل!
- هل بدأت إبادة العراقيين عطشاً بعد قطع تركيا مياه الرافدين؟!
- من درسدن إلى غزة: الجوهر الفاشي واحد لم يتغير
- نسخة من -خور عبد الله- بين لبنان وقبرص.. لفائدة العراقيين ال ...
- فيديو قديم مسرب لنتنياهو وتصريحه الجديد حول مشروع إسرائيل ال ...
- لحد وحداد يبعثان حيين بهيئة عون وسلام ويحاولان نزع سلاح المق ...
- نماذج من -طفاسة- رؤساء ووزراء حكم الطائفية السياسية في العرا ...
- البعث العراقي: الشبح الحاضر في موسم الانتخابات


المزيد.....




- هكذا علق البيت الأبيض على عدم فوز ترامب بجائزة نوبل للسلام
- الشرطة الإسرائيلية تكشف الموعد المتوقع لزيارة ترامب والإجراء ...
- -لحظة تاريخية-.. مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ إلغاء -قانون قيصر ...
- منح جائزة نوبل للسلام للفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو
- لجنة نوبل النرويجية تمنح جائزة نوبل للسلام إلى زعيمة المعار ...
- نتانياهو: 48 رهينة في غزة بينهم 20 أحياء.. ونتطلع إلى -يوم ف ...
- الشيباني يزور بيروت .. ما مصير السجناء السوريين في لبنان؟
- ما الذي قدّمه للبشرية عمر ياغي، فخر العرب والفائز بجائزة نوب ...
- خطة ترامب للسلام في غزة : هل يتحقق السلام فعلا؟
- توماس فريدمان يشيد بترامب ويحذّر مما ينتظره بعد اتفاق غزة


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - سلام ترامب على نيران نوبل الحامية