أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هل بدأت إبادة العراقيين عطشاً بعد قطع تركيا مياه الرافدين؟!















المزيد.....

هل بدأت إبادة العراقيين عطشاً بعد قطع تركيا مياه الرافدين؟!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ربع قرن تقريباً، قال الراحل هادي العلوي: إذا سمح العراقيون لتركيا بتنشيف أو إزالة دجلة والفرات من الوجود فسيكونون أهون على الله من بعوض المستنقعات!
*لطالما حذر المتخصصون بهايدروليكا المياه والسدود ومعهم بعض الكتاب والمثقفين الوطنيين العراقيين غير المتخصصين منذ ثمانينات القرن الماضي من خطورة المشروع التركي لمصادرة مياه الرافدين خلف شبكة هائلة من مئات السدود مختلفة الأحجام. ودعوا الدولة العراقية إلى اتخاذ موقف حازم يعتمد القانون الدولي الضغط الاقتصادي بما لدى العراق من أوراق قوة تجارية واللجوء لتدويل مشكلة احتجاز مياه النهرين في تركيا وقطع روافد دجلة من قبل إيران حتى الوصول مع الدولتين إلى اتفاقيات ملزمة بحصص عادلة للعراق من مياه أنهاره. ولكن دون جدوى، بل وبلغت الكارثة ذروتها مع قيام حكم المحاصصة الطائفية الذي جاء به الاحتلال الأميركي، وأصبحت حصة العراق من مياه أنهاره تعطى من قبل تركيا مقابل تبادل تجاري لمصلحتها بلغت 20 مليار دولار سنويا تقريبا بل ورفضت تجديد اتفاقية مرور النفط العراقي عبر الأنابيب في تركيا مطالبة بمضاعفة المبالغ التي تأخذها مقابل هذا المرور عدة أضعاف.
إضافة إلى السكوت الحكومي العراقي المشين عن احتلال تركيا لعدد من المناطق داخل الأراضي العراقية واعتداءاتها المتكررة على البلدات العراقية بتواطؤ مفضوح مع الإقطاع السياسي الكردي – جناح البارزانيين وبعض العوائل الموصلية العميلة تاريخيا لتركيا كعائلة النجيفي، وإقامة قواعد عسكرية لها فيها والامتناع عن تدويل هذه الكارثة والاحتكام إلى المحاكم والهيئات الدولية واستعمال الورقة الاقتصادية بالتهديد بوقف الاستيراد من تركيا.
كانت الأوراق الضاغطة التي بحوزة العراق كثيرة ولكنها تآكلت بمرور الوقت وبسبب جبن حكام بغداد الطائفيين واستخذائهم للأجنبي، واليوم ومع خطر تفاقم الكارثة وبلوغها مستوى فقدان مياه الشرب ما يهدد حياة ملايين العراقيين (في وقت تجاوز عدد سكان البلاد الأربعين مليون نسمة).
لا يمكن مواجهة الكارثة المحدقة من قبل هذا النظام التباع العاجز الفاسد الذي فرَّط بأراضي العراق ومياهه الإقليمية جنوبا ولذلك سيكون من واجب العراقيين الاستقلاليين والحريصين على حياة شعبهم تفكيك هذا النظام وإقامة نظام وطني مستقل ينقذ العراق مما حل به ومما سيحل به قريبا مع فقدان مياه الشرب والبدء بوضع استراتيجية إنقاذية شاملة لمواجهة سدود تركيا ومشاريع إيران المائية وضمان حصة رسمية وثابتة من مياه النهرين وفق الاتفاقية القانونية الدولية المسماة: اتفاقية قانون الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية (Convention on the Law of Non-Navigational Uses of International Watercourses) هي وثيقة أقرتها الأمم المتحدة في 21 مايو 1997 تتعلق باستخدامات والحفاظ على كل المياه العابرة للحدود الدولية، بما فيها المياه السطحية والمياه الجوفية. وسبق أن شرحها كاتب هذه السطور في عدة مقالات /الرابط 2و3، وفي كتاب صدرت طبعته الأولى سنة 2012 والثانية سنة 2024/ الرابط 4، ودعا الدولة العراقية إلى اعتمادها في الدفاع عن مياه الرافدين ولكن الفاسدين لا يأبهون للرافدين ومياه الرافدين طالما يتوفر في بيوتهم ومكاتبهم قناني المياه المستوردة من الإمارات والسعودية وبلدان صحراوية أخرى!
إن الخبر الصادر عن وزارة الموارد المائية العراقية والذي يفيد بأن الخزين المائي الكلي في العراق لم يتبق منه إلا 8%، ولا ندري إن كان المقصود من جملة مياه الخزين في البحيرات والخزانات خلف السدود أم من الخزين الحي من مياهها، وفي كلتا الحالتين فهذا يعني إننا دخلنا فعلا في قلب كارثة العطش والإبادة. هذا الخبر - الحدث الجسيم لو حدث في بلد آخر لأعلنت حالة الطواري القصوى والاستنفار الشامل.
إن على حكومة السوداني الهزيلة المستكينة أن تنتبه لخطورة المرحلة التي يمر بها العراق وشعبه وتنشغل قليلا بهذا الخطر وعلى رئيسها أن تخفف قليلا من لهفته للولاية الثانية ومن اهتمامه بالانتخابات القادمة وينشغل بما هو أهم ألا وهو حياة أكثر من أربعين مليون نسمة. إن على هذه الملايين وطلائعها من الشباب أن تتحرك وتواجه الحكومة بمطالبها ولا تنتظر الموت عطشا وتنزح من منطقة إلى أخرى وإلا فهي تستأهل كل ما سيحصل لها من تعطيش وإبادة دونما مقاومة.
المقاومة دفاعا عن الحياة وعن الرافدين أصبحت خيارا لا بد منه وقد تكون بدايتها الصحيحة والفعالة بمقاطعة شاملة لكل البضائع والمؤسسات التركية فمن تركيا فسوريا تأتي حوالي 65 بالمئة من مياه الرافدين وهي الأولى بالمقاطعة أما من إيران فتأتي 11.7 بالمئة ولا بد أيضا من اتخاذ موقف رسمي حازم منها، وما تبقى من روافد دجلة داخل العراق.
قبل أكثر من ربع قرن قال الراحل هادي العلوي نبوءته المأساوية:
إذا سمح العراقيون لتركيا بتنشيف أو إزالة دجلة والفرات من الوجود فسيكون أهون على الله من بعوض المستنقعات!
فهل ستصدق هذه النبوءة على ارض الواقع وتتطلخ جباه الحكام وخصوصا الساسة الشيعة بعار زوال الرافدين وموت العراقيين عطشا فيكونون أهون على الله من كل طغاة الأرض وبعوضها؟!
*الصورة لسدة البدعة على نهر الغراف. وهو أقدم نهر اصطناعي في العالم شقه الرافدانيون العراقيون القدماء قبل أكثر من أربعة آلاف وثلاثمائة سنة في عهد الملك السومري أنتيمينا بن إيانا توم الأول، ملك مدينة لكش الجنوبية (حكم هذا الملك في فترة 2400 ق م)، وهو ملك من سلالة لكش الأولى"، أي أنه نهر حيٌّ عمره 43 قرناً ولكن لم يحافظ عليه العراقيون في زمن حكام الطوائف العملاء للأجنبي حيث تحول إلى مستنقع آسن وهو الذي كان يروي عطش قرى وبلدات ومدن محافظتي ذي قار والبصرة.
1-رابط يحيل إلى التقرير الإخباري حول تصريح وزارة الموارد المائية الجديد اليوم:
https://www.alsumaria.tv/news/localnews/537526/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-8-%D9%81%D9%82%D8%B7
2- رابط يحيل إلى مقالة بعنوان " القانون الدولي ومأساة دجلة والفرات وسد أليسو" لعلاء اللامي:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=586029&fbclid=IwY2xjawMRCaZleHRuA2FlbQIxMABicmlkETFKanlCVkp2SGowWGRBUzFiAR5BhTG3a5YTlcGUp_pVwnGlqUglgGVveOtNMT4lZsrXJ1SgGlkm5MUyRDa5Bw_aem_o38h-ud0lrpl-Bx228LNng
3-مقالة بعنوان " دجلة والفرات في القوانين الدولية" بقلم علاء اللامي:
https://www.tellskuf.com/index.php/mq/108472-sa073.html
4-تعريف بالطبعة الثانية لكتاب: "القيامة العراقية الآن" حول العدوان التركي الإيراني على أنهار العراق وسوريا لعلاء اللامي"
https://www.facebook.com/profile/100001518170013/search/?q=%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من درسدن إلى غزة: الجوهر الفاشي واحد لم يتغير
- نسخة من -خور عبد الله- بين لبنان وقبرص.. لفائدة العراقيين ال ...
- فيديو قديم مسرب لنتنياهو وتصريحه الجديد حول مشروع إسرائيل ال ...
- لحد وحداد يبعثان حيين بهيئة عون وسلام ويحاولان نزع سلاح المق ...
- نماذج من -طفاسة- رؤساء ووزراء حكم الطائفية السياسية في العرا ...
- البعث العراقي: الشبح الحاضر في موسم الانتخابات
- الطائفيون في العراق والتباكي على ضحايا مجازر الطائفيين في سو ...
- انقلاب قضائي أم فوضى عارمة ضيَّعت خور عبدالله؟
- أكذوبة بهاء الأعرجي دفاعا الكويت عبر تشويه المحكمة الاتحادية ...
- تهديد كردي للسوداني بزلزال سياسي والأخير يرد بغضب
- من أجواء الشحن الطائفي: هل يجوز لعن بني أمية بإطلاق القول؟
- أئمة الخيانة بمساجد أوروبية يزورون مجرمي الحرب في الكيان
- أزمة القضاء العراقي الراهنة انعكاس لأزمة نظام حكم دولة المكو ...
- قرار الرئاسات أعاد كرة لهب خور عبد الله إلى مجلس النواب
- مَن هم القضاة التسعة الذين استقالوا تمهيدا للتفريط بخور عبد ...
- توثيق جديد بأسماء العراقيين في مجموعة كروكر الاستراتيجية الأ ...
- -هآرتس- حين يكون اليسار الإعلامي نقديا ويساريا قولا وفعلا!
- دعوة المرجعية السيستانية لحصر السلاح بيد الدولة لماذا الآن؟
- أسرار مفاعل ديمونا كما كشف عنها خبير نووي من والوكالة الدولي ...
- بين آرش الفارسي والمنصور العباسي: رموز التراث بين التمجيد وا ...


المزيد.....




- احتجزوها خلال تصوير.. شاهد ما فعله ضباط الهجرة بأمريكا بمؤثر ...
- الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ...
- ترامب يعد بتعديل نظام الانتخابات بعد شهادة بوتين أنه تعرض لل ...
- القبض على عصابة حاولت سرقة ماسة وردية نادرة بـ 25 مليون دولا ...
- بدلة زيلينسكي ومدح زعماء أوروبيين لترامب.. أهم وأطرف المواقف ...
- بدءا من الخامسة صباحا.. نائبة مصرية تقترح تعديل مواعيد العمل ...
- جون بولتون: لماذا يُعد ترامب أسوأ مفاوض في العالم؟
- هل تنجح تركيا في فرض -نيكست سوشيال- كمنصة وطنية للسيادة الرق ...
- طموح مها الأكاديمي ينهار أمام الجوع والحصار في غزة
- ارتفاع عدد الشهداء في القطاع والاحتلال يقتل 28 طفلا يوميا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هل بدأت إبادة العراقيين عطشاً بعد قطع تركيا مياه الرافدين؟!