|
قرار الرئاسات أعاد كرة لهب خور عبد الله إلى مجلس النواب
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماذا عن قرار الرئاسات الثلاثة الذي صدر يوم أمس 8 تموز، بتحويل ملف خور عبد الله مجددا إلى مجلس النواب وسحب دعوى الطعن الرئاسية، ومَن هم المرحبون الثلاثة بقرار إقصاء رئيس الاتحادية وما دوافعهم؟ الرئاسات تخلط الأوراق مجددا: وقبل أن نذكر ماذا قال هؤلاء الثلاثة؛ مشعان الجبوري وفخري كريم وفايق الشيخ علي نسجل أن تطوراً مهما حدث اليوم بخصوص قضية المحكمة الاتحادية العليا وقرارها بعدم دستورية اتفاقية 42 خور عبد الله لتنظيم الملاحة كما تسمى زورا، ودعوى الطعن الرئاسية. فقد ورد في الأخبار أن اجتماعا ضمَّ اليوم الرئاسات الثلاث في قصر بغداد، بحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني. وأن الثلاثة قدموا حلاً تلفيقياً جديدا تُرمى بموجبه كرة النار الخاصة بخور عبد الله في ساحة مجلس النواب ويسحب السوداني ورشيد دعوى الطعن بقرار الاتحادية من التداول. من الواضح أن هذا الحل التلفيقي يعني أولا اعترافا بقرار المحكمة الاتحادية العليا برئيسها السابق جاسم العمير القاضي بعدم دستورية قرار مجلس النواب بالمصداقة على الاتفاقية. وهذا انتصار للعمير وإفراغ لقرار إقصائه وإحالته إلى التقاعد من معناه ومضمونه وينبغي عليهم لو كانوا يتمتعون بأدنى درجة من النزاهة أن يتراجعوا – وتحديدا الرئيس عبد اللطيف رشيد – أن يتراجع عن قرار إحالته على التقاعد وإعادته إلى منصبة، وثانيا فهذا الحل يعني أن الرئاسات الثلاث وخاصة السوداني يخشون من السقوط انتخابيا إذا استمروا بقضية الطعن بقرار الاتحادية لأنه يعني التفريط بحقوق العراق في خور عبد الله من جهة فقرروا سحب الدعوى، وأنهم فضلوا أن يرموا الكرة في ملعب مجلس النواب لتسن أحزاب الفساد قانونا جديدا يلغي القانون غير الدستوري السابق. وهذه المهمة القذرة لتنظيف القرار السابق بآخر جديد يمكن ان تتم طبعا عن طريق الضغوطات والتآمر وتوجيهات من زعماء الكتل النيابية مثلما تمت المصادقة على القانون السابق ولهذا ينبغي على الوطنيين والاستقلاليين العراقيين التثقيف باتجاه: 1-اعتبار قرار المحكمة الاتحادية نافذ المفعول بموجب القرار الجديد للرئاسات الثلاث، ويجب على رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إيداعه لدى الأمم المتحدة فورا ليتم تسجيله والاعتراف به لإسقاط الاتفاقية 42 خور عبد الله. 2-في حال إصرار رئاسة مجلس النواب على التصويت مجددا على مصادقة جديدة المطالبة ينبغي الطعن بهذا الإجراء لدى المحكمة الاتحادية لعدم دستورية المصادقة على أي قرار غير دستوري بمضمونه نفسه مرة أخرى. 3-أو المطالبة بجعل التصويت علنيا لمعرفة من سيصوت بنعم للتفريط بحقوق العراق في الخور وفضحه أمام الشعب العراقي كله ومعرفة من سيصوت ضد الاتفاقية والتحقق من أن النصاب كان كاملا وجرى وفق الدستور –المادة 61 رابعا بالثلثين. المرحبون الثلاثة: نعود إلى من رحب علنا بإقالة رئيس المحكمة العليا وتراجع قضاة الأحزاب عن استقالاتهم، وهؤلاء الثلاثة ليسوا الوحيدين فهناك كثر ممن احتفلوا معهم سرا وهؤلاء الثلاثة هم: -النائب السابق مشعان الجبوري الذي زعم أن القاضي العمير هدده بإسقاط عضويته من مجلس النواب على خلفية انضمامه للتحالف الثلاثي بقياد الصدر وزعم أن العمير أسقط عضوية الحلبوسي من رئاسة المجلس لأسباب سياسية ومعلوم أن هذين القرارين لم يقررهما العمير منفردا بل المحكمة الاتحادية العليا وأن الحلبوسي نفسه لم يتهم المحكمة بهذا الاتهام. زد على ذلك أن الجبوري أقصي من عضوية مجلس النواب بتهمة تزوير شهادته الدراسية. -كما رحب المتصهين فخري كريم عبر تقرير لمؤسسته المدى جاء فيه أن مصدرا من المحكمة الاتحادية رفض الإفصاح عن هويته، قال في اتصال مع (المدى)، إن قرار العدول عن الاستقالة جاء بعد "زوال السبب الرئيس الذي دفع القضاة إلى الاستقالة، والمتمثّل بتدخلات أضعفت استقلال المحكمة وحرّفت مسارها القضائي". وبيّن المصدر أن القضاة المستقيلين كانوا قد اشترطوا صراحة خروج القاضي العميري من المحكمة كي يعودوا إلى مزاولة مهامهم، مبرّرين موقفهم باعتراضهم على ما وصفوه بـ "الاجتهادات الفردية" من قبله في إصدار القرارات القضائية، والتي كانت قرارات مخالفة للدستور، ولأحكام القانون، ومواد قانون أصول المرافعات المدنية، التي جعلت القرارات تفقد قيمتها القضائية وتأثيرها القانوني". وواضح من لهجة ومضمون هذا التقرير أن فخري كريم منحاز إلى مؤامرة إقصاء رئيس المحكمة الاتحادية بهدف تمرير دعوى الطعن التي فشلت اليوم رسميا واستبدلوها بحيلة جديدة لتمرير تشريع القانون مرة أخرى من مجلس النواب،وهو على تواصل سري ومباشر مع أطراف من داخل المحكمة كما اعترف شخصيا في تقريره. -كما رحب بقرار إقالة العمير النائب السابق فائق الشيخ علي والذي اتهم المحكمة الاتحادية بالتبعية لإيران وقال إن قرار طعنها في اتفاقية خور عبد الله "هذا القرار كتبته إيران، وأملَتهُ على محكمتنا الاتحادية نكايةً بالكويت، بسبب الصراع على حقل الدرة الغازي/ تغريدة على منصة أكس"! إن هذه العينة الثلاثية ممن صفقوا لدعوى الطعن ومن ثم لإقصاء رئيس المحكمة الاتحادية والاستقالات الجماعية فيها تعطينا صورة عن الخراب الحالي الذي يتحكم في المشهد السياسي أما أزمة القضاء العراقي فهي انعاس كامل الدقة لأزمة نظام حكم المكونات التوافقي الذي جاء به الاحتلال الأميركي ودمر العراق وما يزال يدمره. مهمات الأقلية الوطنية: إن معركة الدفاع عن حقوق العراق في خور عبد الله لم تنته تماما وما يزال أمام القلة الوطنية داخل مجلس النواب برئاسة النائب ووزير النقل الأسبق عامر عبد الجبار ومن معه من شخصيات وطنية واستقلالية من خارج المجلس وفي مقدمتهم: *زميله النائب ياسر الحسيني *واللواء المهندس د. جمال إبراهيم الحلبوسي *والنائب السابق والقاضي وائل عبد اللطيف *والنائب سعود الساعدي الذي صرح اليوم بعد اجتماع الرئاسات وما تمخض عنه قائلا: "السلطات العراقية تتمسك بإبطال الاتفاقية المذلة، وتؤكد ضرورة التمسك بالمسار التشريعي وسحب طعني رئيسي الجمهورية والوزراء للعدول عن الاتفاقية"، وأضاف الساعدي "ننتظر موقف وطني ومشرف آخر من القضاء العراقي بخصوص طعننا بقرار 266 لسنة 2025 الخاص بترسيم الحدود البحرية العراقية الكويتية المشتركة". أمام هؤلاء ومن معهم جهد كبير ينبغي على كل الوطنيين والاستقلاليين العراقيين دعمه وإسناده حتى يتحقق الهدف وهو إسقاط الاتفاقية المجحفة بحقوق العراق والمسماة 42 خور عبد الله لتنظيم الملاحة في الخور نهائيا وبدء مفاوضات جديدة مع الكويت لحل كافة الإشكالات الخاصة بقرارات الأمم المتحدة المجحفة بحقوق العراق بعيدا عن القسر والإجبار والاستقواء بالهيمنة الأميركية والقوات الضاربة الأطلسية على العراق!
*رابط للتوثيق: رئاسات العراق تجتمع وتخرج بثلاثة قرارات أحدها يخص اتفاقية خور عبدالله مع الكويت https://shafaq.com/ar/%D8%B3%DB%8C%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D8%AE%D8%B1%D8%AC-%D8%A8%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D8%AE%D8%B5-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA?fbclid=IwY2xjawLa701leHRuA2FlbQIxMABicmlkETFoNVROMWVJb0R0OG1majhTAR7R9GsIXY8CaFJKRTfUITZQzsWpXf3zrcVlW5iOu92GkErTRiI3PXA6aZuyow_aem_AhCyCa-IAQwRMs5PKLbRSg
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مَن هم القضاة التسعة الذين استقالوا تمهيدا للتفريط بخور عبد
...
-
توثيق جديد بأسماء العراقيين في مجموعة كروكر الاستراتيجية الأ
...
-
-هآرتس- حين يكون اليسار الإعلامي نقديا ويساريا قولا وفعلا!
-
دعوة المرجعية السيستانية لحصر السلاح بيد الدولة لماذا الآن؟
-
أسرار مفاعل ديمونا كما كشف عنها خبير نووي من والوكالة الدولي
...
-
بين آرش الفارسي والمنصور العباسي: رموز التراث بين التمجيد وا
...
-
تشكيك غربي وأميركي وإسرائيلي في «إنجازات» حرب نتنياهو وترامب
-
ج4 و5 والأخير/ ملحق: الجواهري العراقي شاعر العرب والعربية هو
...
-
رصد وتحليل الموقف لعدة أيام: قبل وبعد العدوان الأميركي على إ
...
-
نواب في الكونغرس: السعودية والإمارات والبحرين كلهم مع إسرائي
...
-
الليبراليين واليساريين المزيفين ومعاداة إيران
-
التحذير الروسي واندفاع ترامب نحو الحرب على إيران؟
-
الصبر السِّجادي الإيراني في مواجهة هستيريا الكاوبوي الصهيوني
-
حرب نتنياهو: يوميات المواجهة بين الكيان وإيران
-
ج5/متابعات للمواجهة بين إيران والكيان: رسالة إيرانية بالنار
...
-
خلاصات حول المواجهة بين الكيان الصهيوني وإيران
-
هل تحولت حكومة السيسي إلى حرس حدود لحماية الكيان؟
-
ج3/ الملحق: شهادة أخرى مضادة: هل كان الحصري والرصافي طائفيين
...
-
ج2 / ملحق: الجواهري في رسائل وشهادات:
-
رواية -في قرى الجن- للخليلي تصف عراق اليوم قبل ثلاثة أرباع ا
...
المزيد.....
-
زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا
...
-
ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
-
بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها
...
-
إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
-
نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
-
جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا
...
-
9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
-
مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية
-
خبير عسكري: المقاومة أجبرت الاحتلال على التحول من الهجوم للد
...
-
بين -المهمة المستحيلة- و-فورمولا 1?.. توم كروز وبراد بيت في
...
المزيد.....
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|