أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - رواية -في قرى الجن- للخليلي تصف عراق اليوم قبل ثلاثة أرباع القرن















المزيد.....

رواية -في قرى الجن- للخليلي تصف عراق اليوم قبل ثلاثة أرباع القرن


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحدثت رواية عراقية لكاتب نجفي قبل ثلاثة أرباع القرن عن عراق الأحزان واللطم والفساد والزيف والفوضى الاجتماعية في قرى الجن والخرافة! هل قرأتم رواية "في قرى الجِن" للكاتب والمؤرخ العراقي الراحل جعفر الخليلي والصادرة سنة 1948 حسب البعض، فيما يقول آخرون إن الجزء الأول منها صدر سنة 1945 والثاني سنة 1948، أما الكاتب اللبناني والقيادي الشيوعي السابق كريم مروة الذي كان قد تعرف على مؤلفها جعفر الخليلي في بيت قريبه وابن عمه وزميله في الدراسة في حوزات النجف الدينية، المفكر الشهيد حسين مروة فيقول إن الكتاب عبارة عن سلسلة قصص ومقالات جمعها المؤلف في رواية؟
خلال إعدادي وكتابتي للدراسة التأريخية التحليلية حول الأصول القومية للشاعر الجواهري تطرقت الى رواية أشار إليها صديق للكاتب العراقي الراحل جعفر الخليلي وفيما بعد ظهر أن الرواية لخليلي آخر هو عبد الغني ابن أخ جعفر اسمها "سلام يا غريب" ثم علمت أن رواية الخليلي العم صدرت قبل ثلاثة أرباع القرن في النجف. حاولت الحصول على نسخة رقمية منها على النت فلم أفلح. وسألت أصدقاء عن إمكانية الحصول عليها في شارع المكتبات ببغداد - شارع المتنبي- فقالوا إنَّ ذلك أقرب الى المحال لقِدَم الرواية!
ما دفعني للاهتمام بهذه الرواية هو ما قرأته من نقود مهمة عنها ومن هذه النقود والإشارات إلى مضمونها المهم:
*كتب عنها الناقد حميد الحريزي الاتي: "رواية قرى الجن هي نموذج للرمزية في كتابة الرواية العراقية حيث قال الدكتور جميل سعيد (خير مثال لهذا الأسلوب–الرمزية- هو "في قرى الجن" لجعفر الخليل الذي استعاد أجواء (ألف ليلة وليلة) و(العقل في محنته) لذنون أيوب و(أفول وشروق) لخالد الدرة).
*وقد افتتح الخليلي روايته بمقدمة رائعة بإهدائها إلى مدينته مدينة النجف الأشرف، كونها تمثل روح الناس الطيبين المتنورين الطامحين بالحرية والتحضر والتقدم لمدينتهم ولبلدهم عموماً حيث يقول: "إلى المدينة الزاهرة التي كان لها الفضل في تنشئة حملة الأفكار الحرة. إلى المدينة التي أخرجت عشرات الشعراء الذين دعوا للمحبة والرفاه والحرية، فكان لها في تاريخ الفضيلة سهم كبير.. إلى مدينة النجف القاحلة الجرداء أِلا من الحس والعطف، أهدي كتابي هذا كصدى لروح الطيبين من أبنائها الذين يسعون لخير المجموع ويحبون لغيرهم ما يحبون لأنفسهم؛ قرى الجن."
كما أنَّ الخليلي - يقول الحريزي - يؤشر إلى أنَّ الرأسمال الأكبر للمدينة هو حملها راية الحرية والتقدم لصالح المجموع، فهي لا تعدو أنْ تكون مدينة جرداء قحلاء، فخرها أنَّها تحتضن ضريح الأمام علي، وهو القائل (أحب لأخيك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها)، وهذه هي من أسمى وأنبل الصفات الإنسانية التي يصبو إليها الخليلي ومن رافقه.
*في الرواية، يطلب الغرباوي من صديقه الساعي أنْ ينقله إلى مملكة الجن فلم يعد يطيق الحياة على الأرض قائلاً لصديقه (إنّي راض بأنْ أكون حماراً ولا أكون أنساناً بهذا العيش وهذه الدنيا) ص126. فيودع أمه وقد حمله الجني إلى مملكة الجن بعد أنْ استطاع أنْ يحصل له الساعي على الموافقة للعيش في مملكة الجن. ينبهر الغرباوي بما شاهده في مملكة الجن اللباس، الجمال، الزينة ومعالم الترف الكبير الذي يعيشه سكان مملكة الجن.
*كلف بكتابة مقالات توضح حياة الناس على الأرض ممارساتهم وأساليب تعاملهم وطبيعة حكمهم... وقد عدّ مخالفاً في بعض مقالاته وخرق القوانين الجنية، فعوقب بتحويله إلى نملة من قبل مجلس قضاة الجن ليتعلم على طبيعة العمل الجمعي التضامني، ثم تم مسخه إلى كلب، غرّقه في بحر الدبس، ومن ثم العودة إلى بيت الشيخ غفران.. يصف في مقالاته حالة الحزن والإدمان عليه في الدنيا حيث يصفه ببلاد الأحزان "بلد الأحزان هذا هو البلد الذي يتعمد أيجاد كل وسائل الحزن والألم والشقاء لنفسه ليحزن ويشقى بمجرد أنْ يموت واحد منه- ص150- حاحوحا يبو"
"قوما سلوتهم في عزائهم وتفريحهم في مصيبتهم، ولذتهم في شقائهم - ص158".
"لقد سرت العادة من النساء إلى الرجال فلجأ قسم من هؤلاء إلى اللطم ولم يعد يأنس بغير أخبار الأموات وإقامة الأحزان وعقد المجالس- ص160"
"أحزر أية مدينة غناؤها العويل ونشيدها النشيج وموسيقاها دق الصدور ومسارح روايتها وتسلياتها اللطم وأدبها كله أو جله رثاء" - ص160".
ويعلق الحريزي بالسؤال التالي: كم تبدو هذه التوصيفات جريئة في ذلك الزمان في أواسط القرن العشرين؟
وعن الاستهتار بالقوانين وتفشي الرشوة والفساد في مملكة الإنسان على الأرض كتب الخليلي: "صدقوني إنَّ المخالفة للقوانين العامة والاستهتار بالنواميس الاجتماعية والرشوة بجميع أنواعها وصورها قد بلغت يومها بتلك الزاوية من الدنيا مبلغاً لم يطق معها إنسان أنْ يبول بدون رشوة فكيف به إذا أراد أنْ يبيع وانْ يشتري وأنْ ينقل المتاع من جهة إلى أخرى وأن يبني ويؤسس إلى غير ذلك من مقتضيات الحياة. ص168".
ترى أي قدرة تعبيرية رؤياوية أخاذة ولا تكاد تصدق كان يتمتع الكاتب العراقي الراحل جعفر الخليلي، ولعلنا لا نبتعد كثيرا عنها لو أننا ضاعفنا شحنة البؤس والأحزان واللطم وكمية الفساد والنفاق والرشى وما إلى ذلك التي نشهدها في أيامنا هذه بعد أصبح سادة قرى الجن القدماء هم سادة حاضرنا الملموس في قرى الفساد وتخبيل العقول بالخرافة والتضليل والتبعية!
وعن فقدان المقاييس ومن مقالة لناقد آخر هو عبد الله الميلي أقتبس هذه الفقرة فائقة الأهمية: "وجاء في المقال الثالث الذي حمل عنوان "فقدان المقاييس" إدانة أيضا لشرائح من المجتمع منهم: متظاهرون، وجهاء، شعراء، كُتّاب، صحافيون، موظفون، علماء دين، فنانون، طلاب، ...الخ. هذه أوضاع جرّ إليها فقدان المقاييس، وفقدان المقاييس إنما هو نتيجة الفوضى الاجتماعية وانعدام التوجيه، وفقدان الوعي الموحد العام، وخمود الحس، وخمول الأفكار، فلو كانت هنالك مسؤولية لكن هنالك تعليم وتوجيه وتثقيف تبوخ معه ألوان الصور الكاذبة فتغيب عن العيون هذه الأمثلة المفضوحة ..» ص173.
فيما كتب عنها الباحث الأمريكي جون توماس هامل في رسالة الدكتوراه عن جعفر الخليلي: "استهوت رواية "في قرى الجن" كاتب هذه السطور، ونالت إعجابه، فالرمز فيها ليس ذا بعد واحد وليس مجرد وسيلة للتهرب، ولا تمثيلاً للاشيء غير ملاذ للمؤلف. لقد نجح الخليلي في التوصل إلى بعد أدبي على وجه الدقة والضبط لأن بمستطاعه أن يستشف داخل الإنسان وجه البطل المرتقب".
تساؤل أخير، سبق أن طرحه أحد نقاد الرواية هو عبد الله الميلي، ألا يعتبر الخليلي بروايته هذه رائدا من رواد الواقعية السحرية التي شاعت وانتشرت في الروايات الاتينية في ثمانينات القرن الماضي وكان علمها الأبرز غارثيا ماركيز؟
*رابط يحيل إلى مقالة الحريزي:
https://www.almothaqaf.com/readings-5/940029-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A
*رابط يحيل إلى مقالة عبد الله الميلي فأدناه رابط يحيل إليها:
https://www.albayan.ae/paths/2009-02-21-1.407694



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج1/ رسائل ووثائق من أحد أقارب الجواهري وشهادات أخرى من آخرين
- حلف المتنكرين وحكم العراق بالوكالة عن الاحتلال الأميركي
- ج2/الجواهري شاعر العراق والعربية الأكبر أيا كانت جذوره القوم ...
- ج4/ خور عبد الله: مهزلة لجنة زيباري برئاسة -العبقري زيد عز ا ...
- ج1/هل تنفي فارسية الجواهري - إنْ صحت -عراقيته وشعريته؟
- عن النسخ العراقية والعربية من زاهي حواس
- ج3/ لماذا حُرِفَ طريق التنمية من الفاو نحو سفوان فعادت الحيا ...
- ج2/ السوداني يعطي عقد تشغيل ميناء الفاو إلى شركة إماراتية إس ...
- أخطر أسرار الفساد والتآمر في ملف خور عبد الله وميناء الفاو
- تصريحات المالكي حول خور عبد الله، ما الجديد؟
- عن اتهام أنصار ترامب للبابا الجديد بالماركسية!
- مؤرخ يهودي يرصد -الغباء الأخلاقي- لأصدقاء إسرائيل
- نتنياهو، صهيوني أم داعشي؟ ولماذا يستلهم جدعون التوراتي؟
- مقايضات قمة بغداد: خور عبد الله وميناء الفاو وحضور الشرع وأش ...
- جولة في كتاب -الأدب الشعبي العراقي- لماجد شبر
- ردا على المقولة المتهافتة -فوز مرشح ترامب- لباباوية الفاتيكا ...
- التأثيل الإتمولوجي لكلمات شروگية وشراگوة شرگاوي
- هل وصف المشهداني المرجعية السيستانية بخنجر أبو گشرة؟ ولماذا؟
- ماذا نعرف عن خطة -أوديد عينون- الصهيونية لتفتيت الدول العربي ...
- الحوار المُسرَّب بين عبد الناصر والقذافي: السياق والصدمة


المزيد.....




- -أنفًا لأنف مع رجل-.. دب جائع يقتحم دار رعاية مسنين ويدخل غر ...
- نائب ترامب: لا أعتقد أن إسرائيل ترتكب -إبادة جماعية- في غزة ...
- واشنطن أم طهران.. من سيقدم تنازلات؟
- رجل يقود سيارة وسط مجموعة من الناس في مدينة باساو الألمانية ...
- حركة المجاهدين الفلسطينية تنعى قياديين اثنين في غزة
- مدفيديف يكشف أسباب عدم استلام كييف لجثث جنودها
- شاهد.. زلزال يهز استوديو برنامج تلفزيوني في بث مباشر
- بوتين يوقع على قانون لتشديد الرقابة على نقل البضائع
- حديث الأمير محمد بن سلمان عن -العدوان الإسرائيلي- على فلسطين ...
- صحيفة: المفوضية الأوروبية كانت تمول منظمات بيئية لتفعيل أجند ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - رواية -في قرى الجن- للخليلي تصف عراق اليوم قبل ثلاثة أرباع القرن