أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - عن اتهام أنصار ترامب للبابا الجديد بالماركسية!














المزيد.....

عن اتهام أنصار ترامب للبابا الجديد بالماركسية!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كشف البابا الجديد ليون 14 أوراقه "الماركسية" كما تقول لورا لومير نصيرة ترامب؟ وهل خيَّب مرة أخرى أمل المراهنين على أميركيته وترامبيته فأكد على انحيازه الجذري للفقراء والعدالة الاجتماعية أكثر من سلفه فرنسيس، لنحاول الإجابة:
*كنت قد كتبت قبل أيام مفندا مقولة "فوز مرشح ترامب" لباباوية الفاتيكان" بما توفر يومها من شواهد وأدلة. وقد جاء العديد من الأدلة والبراهين الجديدة لاحقا لتدحض هذه المقولة ومن ذلك ما قالته الكاتبة والناشطة اليمينية الأميركية لورا لومير (Laura Loomer) وهي مقربة جدا من الرئيس ترامب، فكتبت في تغريدة لها، اقتبستها الغارديان في عددها ليوم 9 أيار 2025: "ليس لدى الكاثوليك أي خير يتطلعون إليه. هناك فقط دمية ماركسية أخرى في الفاتيكان"؛

(Catholics don’t have anything good to look forward to. Just another Marxist puppet in the Vatican)

*وكانت لومير قد وصفت البابا الجديد في تغريدة أخرى بأنه "ماركسي يقظ أو واعي" (a woke Marxist) ومن الواضح أن كلام لومير يأتي من ترسانة العداء لكل ماهو تقدمي وضد عنصري ومن تراث معادة الشيوعية والماركسية التي تتنفسه البرجوازية الأميركية وأحفاد الكاوبوي في الطبقة الوسطى مع الهواء ولا يحمل أية قيمة نقدية حقيقة سوى تأكيد تقدمية واستقلالية البابا الجديد والذي سبقه وانحيازهما لقضايا العدالة الاجتماعية والتنوع ورفضهما للتمييز العنصري المتفشي في زماننا. إن اتهام أية شخصية يعتنق هذه المبادئ الخيرة بالماركسية ليس إلا تشريف للماركسية، من جهة، ودليل على إفلاس من يوجهون الاتهام، من جهة أخرى، لأنهم فقدوا أي سلاح آخر في مواجهة تفشي القناعات الصحيحة المناهضة للعنصرية والاستغلال الطبقي وصعود اليمين الفاشي في أوروبا وأميركا الشمالية.
غير أن من الواضح أن البابا ليو 14 بدأ عهده متحديا غير هياب وكأنه يتقصد ترسيخ مبادئ سلفه الراحل فرنسيس وتبنيه لها في الانحياز للفقراء ومبادئ العدالة الاجتماعية بل زاد على ذلك وتكلم بنبرة طبقية يهرب منها رجال الدين في العادة حين تكلم عن "التحدي الجديد الذي تواجهه الطبقة العاملة ممثلا بالذكاء الاصطناعي الذي يهدد بتخريج جيوش من ملايين العاطلين عن العمل كما تريد الطبقة الرأسمالية"...الدليل آخر في هذا السياق حملته لنا الصحافة الغربية نفسها ففي تقرير لموقع قناة (سي إن إن) قال كاتبه إن البابا الجديد ليو -لاون - الرابع عشر وفي أول اجتماع رسمي له مع الكرادلة، والذي بدأ بتصفيق حار، قال البابا الجديد إنه اختار اسمه البابوي ليواصل مسيرته على خطى البابا لاوُن الثالث عشر، الذي تناول "المسألة الاجتماعية في سياق الثورة الصناعية الكبرى الأولى".

وأضاف البابا ليو الرابع عشر، السبت، إلى أن بابويته ستسير على خطى البابا الراحل فرانسيس، داعيًا كرادلة الكنيسة إلى تبنّي هذا "الإرث الثمين"، ومشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يُشكّل تحديًا رئيسياً للطبقة العاملة و"الكرامة الإنسانية".
البابا ليو 14 علل اختياره لهذا الاسم فقال إنه تيمنا بالبابا ليو 13 الذي عرَّفه بالقول إنه "بابا التعاليم الاجتماعية الكاثوليكية، وكاتب الرسالة المفتوحة الشهيرة إلى جميع الكاثوليك عام 1891، بعنوان "Rerum Novarum" "التغيير الثوري" باللاتينية، والتي تأمّل فيها في الدمار الذي أحدثته الثورة الصناعية في حياة العمال في القرن التاسع عشر والذي كان قرن ماركس وأمميته الشيوعية العمالية من دون منازع.

الفرق شاسع وعميق بين هذا البابا المستنير الشجاع صديق الفقراء والعدالة الاجتماعية والبعض من أسلافه الذين خدموا الطبقات السائدة والإمبريالية الغربية في عصرنا. من هؤلاء وفي مقدمتهم البابا البولوني الأصل يوحنا بولص الثاني حليف تاتشر وريغان ضمن ما كان يسمى "حلف الرماد" لتدمير الاتحاد السوفيتي، او البابا الألماني الأصل بندكت 16 وهو الوحيد الذي هاجم نبي المسلمين واعتبره مسؤولا عن "العنف عبر الجهاد ونشر الدين بالسيف" وجاء ذلك خلال محاضرة لهذا البابا في ألمانيا يوم 12 سبتمبر 2006. وحين طولب بالاعتذار بعد موجة احتجاجات قام بها مسلمون رفض الاعتذار ولكنه أبدى أسفه لما حدث!
كما أنه اعتمد خطاً قمعياً وغير مهادن داخل الكنيسة الكاثوليكية، "إذ كان يقوم - بوصفه المكلف بتنفيذ أوامر البابا يوحنا بولص الثاني - باستدعاء رجال الدين والأكاديميين الى روما للدفاع عن مواقفهم قبل أن يجبرهم على الوقيع على وثائق يتبرأون فيها من أفكارهم. كما كان يقوم "بإسكات" او حتى طرد آخرين من الكنيسة حتى أطلق عليه الكثيرون في أوروبا "الكاردينال الدبابة".
وقد أثار هذا البابا حفيظة السكان الأصليين في الأميركتين حين اعتبر الغزو الأوروبي للقارتين وإبادة السكان وقد "نشب لغط اثناء الزيارة التي قام بها البابا بنديكتوس الى أمريكا اللاتينية في عام 2007 عندما قال في كلمة ألقاها في البرازيل إن سكان القارة الاصليين كانوا "يتوقون سرا" للدين المسيحي الذي جاء به المستعمرون.
فقد احتجت عدة مجموعات تمثل السكان الاصليين، بينما قالت واحدة من هذه إن "ممثلي الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الزمن مع بعض الاستثناءات القليلة كانوا ضالعين ومنافقين ومستفيدين من واحدة من أفظع المجازر في التاريخ البشري. ولكن البابا بندكت كرر التعبير عن رأيه القائل إن "الكاثوليكية في امريكا الجنوبية قد شكلت حضارة القارة بشكل ايجابي في السنوات الـ 500 الأخيرة/ الفقرات الأخيرة من تقرير مفصل على موقع بي بي سي يحمل تأريخ: 31 ديسمبر/ كانون الأول 2022 ".
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤرخ يهودي يرصد -الغباء الأخلاقي- لأصدقاء إسرائيل
- نتنياهو، صهيوني أم داعشي؟ ولماذا يستلهم جدعون التوراتي؟
- مقايضات قمة بغداد: خور عبد الله وميناء الفاو وحضور الشرع وأش ...
- جولة في كتاب -الأدب الشعبي العراقي- لماجد شبر
- ردا على المقولة المتهافتة -فوز مرشح ترامب- لباباوية الفاتيكا ...
- التأثيل الإتمولوجي لكلمات شروگية وشراگوة شرگاوي
- هل وصف المشهداني المرجعية السيستانية بخنجر أبو گشرة؟ ولماذا؟
- ماذا نعرف عن خطة -أوديد عينون- الصهيونية لتفتيت الدول العربي ...
- الحوار المُسرَّب بين عبد الناصر والقذافي: السياق والصدمة
- معاوية: مسلسل الأخطاء الفنية والتأريخية الفادحة
- رداً على عدنان إبراهيم: بين نقد المقاومة واتهامها بالتآمر مع ...
- تظاهرات غزة ضد حماس صرخة ألم ضد الإبادة
- مسلسل معاوية: تسييس الحدث التأريخي وأدلجته بقلب الحقائق
- إعلان تلفزيوني مسموم وعدمي بطولة نانسي عجرم ومحمد صلاح
- الجريمة التطبيعية التي ارتكبها دلشاد بارزاني هل حدثت باتفاق ...
- جريمة التطبيع التي ارتكبها دلشاد بارزاني هل حدثت باتفاق أطرا ...
- ماذا قال المقريزي في بني أمية؟
- التمسك بالحشد وتخليصه من هيمنة أحزاب الفساد مهمة واحدة
- توراتيون متعصبون يجهلون التوراة: ترامب وماست مثلاً!
- أحمد منصور والتحريض على القتل في سوريا


المزيد.....




- الهند: موجات الحر الشديدة تهدد ثلاثة أرباع سكان البلاد
- السلطة الفلسطينية تتهم القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على و ...
- هل أصبحت أوروبا مهددة بوباء حمى الضنك وشيكونغونيا بسبب الاحت ...
- الموت المفاجئ يطارد لاعبي كمال الأجسام المحترفين
- لماذا أعاد الأردن 17 طفلا فلسطينيا لقطاع غزة؟
- -يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة-- الإندب ...
- لأول مرة في العالم: جراحون أمريكيون ينجحون في زرع مثانة بشري ...
- إنقاذ مئات الأشخاص بسبب الفيضانات التي ضربت مقاطعة نيو ساوث ...
- عون يلتقي عباس وسلاح المخيمات على بساط البحث: لن يكون لبنان ...
- برشلونة يركز اهتمامه على زميل محمد صلاح!


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - عن اتهام أنصار ترامب للبابا الجديد بالماركسية!