|
الصبر السِّجادي الإيراني في مواجهة هستيريا الكاوبوي الصهيوني
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 13:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نبدأ بخبر خارج تغطية العدوان الصهيوني على إيران، وهو حول مجزرة جديدة ارتكبها العدو ضد المدنيين المجوَّعين في غزة يوم أمس. ففي جريمة جديدة تعكس حجم الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين في قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة دامية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث أفاد مصدر في مجمع ناصر الطبي بأن القصف الذي استهدف الم¨دنيين المحاصرين والمجوعين أسفر عن استشهاد أكثر من 95 فلسطينياً وإصابة ما يزيد على 200 آخرين، معظمهم في حالات حرجة في يوم واحد حيث تجري حرب الإبادة الجماعية بتصاعد وحشي وإهمال أكثر وحشية من قبل العالم أجمع وخاصة الغرب الحليف للكيان الإجرامي. *قلت في الحلقة السابقة إن على القيادة الإيرانية أن تضع احتمال أن يدخل ترامب - رغم إنه جعجاع وظاهرة صوتية ولكنه غدّار ونرجسي مهوس بصورته الشخصية- الحرب إلى جانب الكيان على الطاولة العملياتية خصوصا مع تزايد خسائر الكيان واختناقه من المواجهة وبسببها. لنحاول أن نلقي نظرة على هذا الاحتمال الذي بدأ بالصعود في الساعات الأخيرة عن قرب: من المؤكد أن موازين القوى مختلة وبقوة لمصلحة تحالف العدوان الأميركوصهيوني على صعيد الطيران الحديث فهو سيد الأجواء فقط أما على الأرض والمياه فلن يجرؤ على مواجهة الإيرانيين وهذا يعني عمليا أن الإيرانيين إذا نجحوا في احتواء الضربة وواصلوا ضرب الكيان بما لديهم من احتياطي صاروخي سيكونون قد قلبوا انتصار المعتدين الى هزيمة مدوية وسيهجر المستوطنين هذه الـ 22 ألف كم مربع التي تشكل مساحة الكيان كلها. أعتقد أن من ضمن الاحتمالات الواردة أن يجرب الأميركيون أو الصهاينة أو الصهاينة بدعم أميركي القيام بعملية كوماندوز لتفجير مفاعلات فوردو وللإيرانيين تجربة ناجحة في تدمير قوات الكوماندوز الأميركية في صحراء طبس/ لوط في 25 إبريل 1980 ضمن عملية مخالب النسر، لكنها باءت بالفشل وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أمريكيين. *ومع ذلك، أرجح أن لا تخرج مشاركة ترامب في حرب نتنياهو عن توجيه ضربة تدميرية بسلاح لا يمتلكه الكيان وهو طائرة بي 2 الشبحية والقادرة على حمل رؤوس ثقيلة خارقة للتحصينات لضرب لب منشأة فوردو وليس بواسطة بي 52 بطيئة الحركة والقابلة للإسقاط بالمضادات العادية إذا لم تتوفر لها الحماية الجوية المرادفة. علماُ أن الُّلب النووي يقع في بطن جبل جنوب طهران وعلى عمق يصل إلى 90 متراً وتحت صخور صلبة. وبتدمير هذه المنشأة يكون ترامب قد قام بواجبه وسيحاول حينها أن يقصقص أجنحة نتنياهو ويعيده إلى الحظيرة مرغما. هنا يأتي دور الرد الإيراني لجر العدو إلى حرب استنزاف وتفريغ الكيان من مستوطنيه، فبما أن العدو الأميركوصهيوني لا يجرؤ على المواجهة البرية، حتى لو سيطر على الأجواء والمياه، يمكن لإيران أن تستمر بالمقاومة وتواصل ضرب الكيان بالصواريخ والمسيرات لفترة أطول إن كان بحوزتها خزين جيد من الأسلحة وإرادة قتالية لا شك فيها. *قال أمير موسوي وهو دبلوماسي سابق وصحافي إيراني في مقابلة مع قناة الرابعة العراقية: إن الخطة الإسرائيلية التي نفذت في اليوم الأول من العنوان وكشفتها إيران كانت تهدف إلى اغتيال أكثر من 400 شخصية قيادية سياسية وعسكرية في مقدمتها المرشد ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وتم كشف الخطة التي تشبه انقلابا عسكريا في مراحل تنفيذها الأولى ولكن بعض الخيوط أفلتت منا وتمكنوا من ضرب بعض القادة الذين استشهدوا. *في لقاء تلفزيوني معه قال الكاتب الإسرائيلي المناهض للصهيونية جدعون ليفي: الحالة النفسية والتعبوية للجمهور الإسرائيلي تتغير "نحو الأسوأ" ولكن ببطء فبعد الإنجازات التي حققها جيمس بوند "يقصد نتنياهو" في اليوم الأول من الحرب والنشوة التي جاءت بعدها بدأ هذا الشعور يتلاشى لأن سعر تلك الإنجازات بدأ يرتفع وسيرتفع أكثر والمجتمع الإسرائيلي ليس متعودا على ذلك فالحياة متوقفة وكل شيء مشلول ومعطَّل، ولا اعتقد أن المجتمع الإسرائيلي يمكن أن يصمد لعدة أسابيع. انا لست خبيرا نوويا ولكن كل الخبراء الذين استمعت إليهم او شاهدتهم اتفقوا على أن إسرائيل يمكن أن تؤخر البرنامج النووي الإيراني وتؤجله ولكنها غير قادرة على القضاء عليه وإنهائه وعلى العكس من ذلك فإن هجمات إسرائيل على إيران والأهداف المدنية قد يسرع حصول إيران على القنبلة النووية للدفاع عن نفسها ونظامها. *أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الثلاثاء، استهداف مركزين مهمين للاستخبارات العسكرية للجيش الإسرائيلي تدعى "آمان" ومركز آخر للتخطيط لعمليات الاغتيال في الموساد بصاروخ جديد لم يستعمل من قبل ولم تتمكن الطبقات الدفاعية من اعتراضه وأصاب هدفه بقوة. وقال بيان للحرس الثوري: "في الساعات الأولى من اليوم، قام مقاتلو القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، من خلال عملية مؤثرة، ورغم وجود أنظمة دفاع جوي متطورة للغاية، باستهداف مركز الاستخبارات العسكرية لجيش الكيان الصهيوني المعروف بـ “أمان”، وكذلك مركز تخطيط عمليات الاغتيال والشرور التابع لـ “الموساد” في تل أبيب". *تأكد استعمال إيران لسلاح صاروخي جديد لا يمكن للمنظومات الدفاعية في الكيان رصده واعتراضه بطبقات الدفاع الست. فقد فشل العدو في صد غالبية صواريخ الرشقة الجديدة والتي بلغ عددها بين خمسة وعشرة صواريخ عصر اليوم. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية قد أعلن الاتي: "استخدمنا أحد صواريخنا للمرة الأولى في هجوم قواتنا المسلحة اليوم. الصهاينة لم يتمكنوا من رصد أو اعتراض الصواريخ وسيشهدون مزيدا من هذه المفاجآت". ولكنه لم يكشف عن نوع واسم هذا الصاروخ وقد استعمل الكيان منظومة ثاد الأميركية المتطورة والتي فشلت كما قلنا في اعتراض غالبية الصواريخ. *الضربة التي وجهتها الطائرات الحربية الإسرائيلية لحقل غاز بارس في جنوب إيران كانت رسالة موجهة لقطر الطرف المستثمر في هذا الحقل. * قام الطيران الإسرائيلي بقصف نقاط تفتيش في أحد شوارع مدينة كاشان في أصفهان فقتل 3 جنود كانوا يديرون النقطة و إصابة 4. وقد علق الإعلام الإيراني الرسمي على هذا النوع من الاستهدافات بالقول "يأتي لخدمة الجواسيس على الأرض حيث باتت حركتهم صعبة بعد وضع نقاط التفتيش" وفي السياق أعلنت السلطات عن اعتقال عملاء للموساد من الإيرانيين والأفغان وحكمت بالإعدام على أحدهم ونفذ الحكم. *وسائل إعلام إيرانية تحدثت عن هجوم إلكتروني عطل بنك صباح الإيراني. ملف الاختراق الأمني في إيران يكان ينتهي الآن، بعد سلسلة من الاعتقالات للجواسيس في طهران وأصفهان الآن وسيتلاشى تأثيره اي اختراق بشري. أما العنصر السيبراني الإلكتروني فقد تم تفعيله في اختراق البنوك الإيرانية، والعكس صحيح بالنسبة لإيران حيث قام السلاح السيبراني الإيراني اختراق هواتف الإعلام الصهيوني على يد القوات الإيرانية. واخترق السلاح السيبراني الداخل الإسرائيلي ووجه آلاف الرسائل النصية الهاتفية تطلب من المستوطنين عدم الذهاب الى الملاجئ لأنها ستستهدف بالقصف الإيراني أو بالتحذير من أن شركة سونار لوقود السيارات ستتوقف عن العمل خلال ساعات ما أحدث ذعرا وهلعا شديدين بين المستوطنين. *خلاصة: نتنياهو لا يستطيع تدمير المشروع النووي الإيراني بمفرده وربما ينجح في تأخيره وفي خفض الضربات الصاروخية. جيشه يقول إن بنك الأهداف في إيران ينفد وينتهي بعد أسبوع، وهنا ستنشأ معادلة جديدة: عجز إسرائيلي عن تحقيق هدف الحرب ومقاومة إيرانية مستمرة بقصف داخل الكيان وهنا قد يحدث خفض للتصعيد والاشتباك مالم يتدخل ترامب ويقصف جبل منشأة فوردو. فما هي الاحتمالات /السيناريوهات الممكنة: 1-السيناريو الذي يريده نتنياهو ويلوح به ترامب احتمال جر إيران إلى مفاوضات استسلام تحت سقف منخفض وتحت التهديد الأميركي لتبدأ حلقات هزيمة إيران وتقسيمها كبلد وإضعافها كنظام تمهيدا لإسقاطه وهذا احتمال بعيد من وجهة نظر وغير واقعي في ضوء الأداء الإيراني الجيد حتى الآن. 2-السيناريو الذي تريده إيران وشعوب المنطقة: ترفض إيران مفاوضات الاستسلام للحفاظ على ما تبقى بعد أن خسرت جزءا كبيرا من مشروعها النووي وتبدأ بجعل الكيان الإسرائيلي والقواعد الأميركية في الخليج العربي والمناطق القريبة رهينة بيدها فتواصل قصفها حتى تفريغ الكيان من السكان وتكبيد الأميركيين خسائر ملموسة وإلحاق هزيمة ثقيلة بها وبالكيان معا. والمتابع لروح العناد والصبر السجادي لدى الإيرانيين يمكن أن يرجح السير في هذا الاتجاه، اتجاه الصمود والنصر وإلا فسيبدأ عصر الظلام والعبودية الأميركوصهيونية على شعوب المنطقة لفترة قد تمتد لنصف قرن ولن يسلم من شرور هذا العصر أي شعب من شعوب المنطقة، عصر قد يعيدنا الى الحروب الصليبية بنسخة جديدة وأسلحة فتاكة هي نسخة حرب الإبادة المطبقة حاليا في غزة أمام أنظار العالم!
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حرب نتنياهو: يوميات المواجهة بين الكيان وإيران
-
ج5/متابعات للمواجهة بين إيران والكيان: رسالة إيرانية بالنار
...
-
خلاصات حول المواجهة بين الكيان الصهيوني وإيران
-
هل تحولت حكومة السيسي إلى حرس حدود لحماية الكيان؟
-
ج3/ الملحق: شهادة أخرى مضادة: هل كان الحصري والرصافي طائفيين
...
-
ج2 / ملحق: الجواهري في رسائل وشهادات:
-
رواية -في قرى الجن- للخليلي تصف عراق اليوم قبل ثلاثة أرباع ا
...
-
ج1/ رسائل ووثائق من أحد أقارب الجواهري وشهادات أخرى من آخرين
-
حلف المتنكرين وحكم العراق بالوكالة عن الاحتلال الأميركي
-
ج2/الجواهري شاعر العراق والعربية الأكبر أيا كانت جذوره القوم
...
-
ج4/ خور عبد الله: مهزلة لجنة زيباري برئاسة -العبقري زيد عز ا
...
-
ج1/هل تنفي فارسية الجواهري - إنْ صحت -عراقيته وشعريته؟
-
عن النسخ العراقية والعربية من زاهي حواس
-
ج3/ لماذا حُرِفَ طريق التنمية من الفاو نحو سفوان فعادت الحيا
...
-
ج2/ السوداني يعطي عقد تشغيل ميناء الفاو إلى شركة إماراتية إس
...
-
أخطر أسرار الفساد والتآمر في ملف خور عبد الله وميناء الفاو
-
تصريحات المالكي حول خور عبد الله، ما الجديد؟
-
عن اتهام أنصار ترامب للبابا الجديد بالماركسية!
-
مؤرخ يهودي يرصد -الغباء الأخلاقي- لأصدقاء إسرائيل
-
نتنياهو، صهيوني أم داعشي؟ ولماذا يستلهم جدعون التوراتي؟
المزيد.....
-
هل تتدخل أمريكا عسكريًا في إيران بشكل مباشر؟ المتحدثة باسم ا
...
-
حرب إسرائيل وإيران.. من يتكبد خسائر أكبر؟
-
لبحث تطورات الشرق الأوسط.. قائد الجيش الباكستاني يلتقي ترامب
...
-
مشاركة أمريكا في نزاع إيران وإسرائيل.. ترامب سيقرر في أسبوعي
...
-
وصول دفعة ثانية من الألمان العالقين في إسرائيل.. والألمان في
...
-
البيت الأبيض: ترامب لا يخشى استخدام القوة ضد إيران إذا لزم ا
...
-
لقطات جديدة توثق دمارا هائلا لحق بمعهد -وايزمان- إثر صاروخ إ
...
-
نفاد الحليب في غزة يهدد حياة الرضع
-
-نيويورك تايمز-: إيران قد تشل حركة البحرية الأمريكية إذا أغل
...
-
الحرس الثوري يعلن استهداف إسرائيل بطائرات مسيرة قتالية تطلق
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|