|
ج3/ الملحق: شهادة أخرى مضادة: هل كان الحصري والرصافي طائفيين مع الجواهري؟
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهادة أخرى مضادة: هل كان الحصري والرصافي طائفيين مع الجواهري؟ كيف ذلك والرصافي يصف الجواهري بأنه "ربُّ الشعر"، والحصري عيَّن الشيعي مصطفى جواد في وظيفة الجواهري بعد فصله وساعده في الحصول على منحة لدراسة الدكتوراة في فرنسا؟ هل المواطنة درجات حسب الطائفة فعلا؟ أما القول إنَّ: "قانون الجنسية العراقية رقم42 لسنة 1924م عَدّ في فقراته ضمناً "أنَّ حامل شهادة التبعية العثمانية من أبناء السنة مواطن من الدرجة الأولى، وحامل شهادة التبعية الإيرانية الذين هم في الغالب من العرب الشيعة والأكراد الفيليين مواطن من الدرجة الثانية، على الرغم من كونهم مواطنين عراقيين عاشت أصولهم في العراق منذ مئات السنين"، كما يكتب د. نصير كريم كاظم، الباحث في المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف التابع للعتبة العباسية المقدسة، فهو قول فيه الكثير من الشطط والاعتساف. فإذا كان ثمة تفريق بين حملة شهادة التبعية العثمانية وذوي التبعية الإيرانية فهو تفريق إداري بحت بين حملة جنسية الدولة السابقة في العراق أي العثمانية بغض النظر عن طائفتهم وأصلهم القومي والذين سيحملون الجنسية العراقية تلقائيا وبين غيرهم ممن يحملون تبعية دول أخرى وليس بناء على التصنيف الطائفي. ولو افترضنا وجود عثمانيين من الشيعة فهم سيستحقون الجنسية الأساس تلقائيا بموجب القانون وهو قانون دولي وليس عراقي فقط. وهذا الكلام لا يعني قطعا انعدام حالات من التمييز وحتى الاضطهاد الطائفي الذي يمارسه موظفون أفراد هنا وهناك فمجتمع الملائكة لا وجود له على سطح الأرض! وبناء على ما سبق فإن الأسرة الجواهرية يكون قد سرى عليها ما سرى على آلاف الأسر التي كانت تحسب نفسها على التبعية الإيرانية سواء كانت تحمل الجنسية الإيرانية أو لا تحملها والأرجح أنها كانت تحمل الجنسية الإيرانية بديل حيازة عدد من أفراد الأسرة لهذه الجنسية منهم شقيق الشاعر الجواهري الأكبر عبد العزيز الجواهري المولود في النجف والمتوفي في إيران سنة 1976، وما قاله الجواهري في مذكراته عن حصوله على الجنسية العراقية قبل تعيينه في وظيفته كما سيرد ذكره. وفي هذا الصدد، تذكر بعض المصادر إنَّ هناك رسالة من الشاعر الجواهري إلى ساطع الحصري يعرض عليه فيها أو يخبره فيها بتخليه عن جنسيته الإيرانية والحصول على العراقية لضمان قبوله في وظيفة المعلم. ولكنني لم أتوصل الى نسخة من هذه الرسالة التي قيل إنها نشرت في تلك السنوات في مجلة "المعهد العلمي العراقي". ويمكن لهذه الرواية أن تحسم الجدل نهائيا حول موضوع حيازة الجواهري للجنسية الإيرانية من عدمها وبانتظار الحصول على هذا المصدر / الوثيقة سيبقى هذا القول مجرد استنتاجات مبنية على تحليلات ووقائع استعرضناها في الفقرات السالفة. وعموما فلدينا أدلة جديدة ومهمة من مذكرات الجواهري تفيد أنه تحصل فعلا على الجنسية العراقية قبيل تعينه معلما في الكاظمية وأمثلة أخرى تؤكد أنه افتخر بعروبته وعراقيته في أكثر من موضع في تلك المذكرات وسوف نتوقف عندها في موضع آخر من هذا النص. شهادة أخرى مضادة من شاهد آخر: ذكر د. رعد مقبل محمد حسن العبيدي في تعقيب له على مقالتي الأخيرة، بخصوص جنسية الجواهري والأزمة التي حدثت بينه وبين الحصري الآتي، وبحسب المعقب فقد وردت هذه المعلومات بصيغ متقاربة في عدد من مذكرات ذلك العهد ومنها مذكرات طه الهاشمي وجعفر العسكري وغيرهما: "إن الجواهري لم يكن يحمل الجنسية العراقية وإنما الإيرانية. وطلب ساطع الحصري من الجواهري ان يتجنس بالجنسية العراقية ليتمكن من تعيينه معلماً، لأن ساطع الحصري كان مدير المعارف العام. و بعد مجادلة بين الجواهري و الحصري وافق الجواهري على طلب الجنسية العراقية و بعد حصوله عليها بتدخل و الحاح وزير المعارف عبد المهدي المنتفكي عينه الحصري معلماً و لم يمض اسبوع واحد على تعيينه و اذا به ينشر في جريدة الفيحاء بالحلة قصيدة شعوبية واضحة فاحتج مفتش المعارف نوري ثابت ( حبزبوز ) و اشتكى عند الحصري فسأل الحصري الشاعر معروف الرصافي فأكد انها قصيدة شعوبية و تمجد الفرس فطلب الحصري من الجواهري ترك التعليم و الانتقال الى وظيفة أخرى فرفض الجواهري مستندا الى دعم وزير المعارف عبد المهدي المنتفكي و نشأت ازمة بين الحصري و والمنتفكي وانتهت بتدخل الوزير رشيد عالي الكيلاني الذي طلب من الحصري اعادة الجواهري الى الوظيفة على ان يقدم استقالة وبعد تدخل شخصيات دينية شيعية و توسطها لدى الملك فيصل الذي وعد الجواهري بإعادة تعيينه في البلاط الملكي و هذا ما حدث، و انتهت المشكلة و كانت في سنة 1924. و في ستينيات القرن الماضي نشر ساطع الحصري كتابه (مذكراتي في العراق) و جاء على ذكر واقعة تجنس الجواهري و سبب فصله من التعليم فجن جنون الجواهري و نشر قصيدة سب فيها و شتم الحصري و اتهمه بانه طائفي و لم يرد عليه الحصري و انما الذي رد عليه ( الدكتور مصطفى جواد و كذب رواية الجواهري جملة و تفصيلا و قال الحصري كان علمانيا و ما كان طائفيا ابدا بدليل انه عَينني ( انا الشيعي) مكان الجواهري و لم يكتف بذلك بل هو الذي رشحني لمنحة دكتوراه في الادب العربي في فرنسا و لولا الحصري لما حصلت على المنحة و لما درست في فرنسا و كل ما ذكره الحصري عن واقعة تجنس الجواهري صحيح موثق في جلسات مجلس الوزراء سنة 1924 و قد اعاد ذكر تفاصيل ذلك اكثر من وزير في مذكراتهم منهم الهاشمي و العسكري ) و كل ما ذكره د . مصطفى جواد جاء على لسانه في برنامج تلفزيوني كان يظهر فيه د. مصطفى جواد اسبوعياً". إن هذه الشهادة للعبيدي تؤكد ما ذكرناه حول حصول الجواهري على الجنسية العراقية ولكننا لم نحصل بعد على دليل أو شهادة مؤكدة تؤكد أنه كان يحوز الجنسية الإيرانية وإنه تخلى عنها، وقد يفهم أن التخلي قد تم فعلا في سياق الحصول على الجنسية العراقية، وهذا محتمل جدا ولكني لا أجزم به دون دليل. ويخلص العبيدي في تعليقه المنشور على صفحتي إلى القول: "هذه الشهادة تفند اتهامات الجواهري للحصري جملة وتفصيلا وتنسف أقوال من اتهم وما زال يتهم ساطع الحصري بالطائفية ومحاربة الجواهري ولو لم تكن شهادة د. مصطفى صحيحة لرد الجواهري على د. مصطفى جواد ولكنه آثر السكوت ولم ينبس ببنت شفه فلماذا هذه الاتهامات الباطلة للحصري يعاد اجترارها من وقت لآخر"؟ انتهى الاقتباس. حين سألت الدكتور العبيدي عن توثيق ما قاله نقلاً عن مصطفى جواد أجابني: "كان دكتور مصطفى جواد وفؤاد عباس ودكتور حسين أمين يظهرون في برنامج تلفزيوني أسبوعي وفيه يقدمون موضوعا ويردون على أسئلة المشاهدين ولم يكن التلفزيون يصل إلا الى مناطق قريبة من بغداد وكنتُ في الثانوية وكنا نذهب مجموعة اصدقاء الى بغداد لمشاهدة برنامج د. مصطفى وفي يوم آخر نذهب لمشاهدة برنامج د. على الوردي. وفي البرنامج سألنا هم على الزوبعة التي أثارها الجواهري بقصيدة السبِّ والشتم لساطع الحصري وكان رد مصطفى جواد ما ذكرته لك". وتبقى هذه الشهادة معلقة لعدم تمكني من الوصول إلى توثيق ملموس لها كسابقتها في الوقت الحاضر، ولهذا سأضعها جانبا بشكل مؤقت بموجب منهجيتي البحثية. ولكن تبقى تحفظات مصطفى جواد التي نقلها د. العبيدي على اتهام الحصري بالطائفية، وهي الاتهامات التي وجهها له أيضا رفيقي الراحل هادي العلوي، تبقى هذه التحفظات ذات قيمة نقدية بينة وأهمية واضحة لناحية صحتها الفعلية أي الوقائعية في التاريخ؛ فمصطفى جواد نفسه هو فعلا عراقي شيعي "تركماني"، وإنه عين في التعليم في عهد الحصري وإنه أرسل لمنحة دكتوراة في الأدب العربي في فرنسا، وهذا ما يمنح هذا الجزء من شهادته صحة واضحة في الواقع التأريخي المعاش. ومثلها وصلتني شهادة أخرى من شخص قانوني عراقي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب تخصه وأتفهمها وأخبرني أنه تدخل قبل سنوات في نزاع بين أسرة الجواهري وأسرة نجفية أخرى على عقار في مدينة النجف. وخلال متابعته للموضوع واطلاعه على الوثائق الرسمية الخاصة بالملف وجد أن أسرة الجواهري تحمل الجنسية الإيرانية فعلا، ومثلها كانت أسر نجفية أخرى منها أسرة الحكيم تحمل هذه الجنسية، ولكن هذه الأسر النجفية الإيرانية الجنسية تبقى أقل كثيرا من الأسر المثيلة الكربلائية بسبب كثافة الوجود العشائري العربي في النجف. وللأسف، هذه الشهادة لا يمكنني أن آخذها على محمل البحث المنهجي الدقيق لافتقارها للدليل الملموس أولا، ولأن الشاهد رفض إعلان شهادته على الرأي العام ثانيا. ولكني أوردتها على سبيل العلم بها والرد عليها مع الاحترام والتقدير لمن قدمها. في الجزء القادم نستعرض "عروبيات الجواهري" في شعره، وما ذكره هو عن أصله العربي في نثره في مذكراته وهل كان الحصري فعلا قوميا على الطريقة النازية أم تلك كانت افتراءات وشنشنة هجائية انتجها غضب الجواهري ومحبيه فإلى اللقاء وشكرا لمن تابعنا وعلَّق أو ترك بصمته.
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ج2 / ملحق: الجواهري في رسائل وشهادات:
-
رواية -في قرى الجن- للخليلي تصف عراق اليوم قبل ثلاثة أرباع ا
...
-
ج1/ رسائل ووثائق من أحد أقارب الجواهري وشهادات أخرى من آخرين
-
حلف المتنكرين وحكم العراق بالوكالة عن الاحتلال الأميركي
-
ج2/الجواهري شاعر العراق والعربية الأكبر أيا كانت جذوره القوم
...
-
ج4/ خور عبد الله: مهزلة لجنة زيباري برئاسة -العبقري زيد عز ا
...
-
ج1/هل تنفي فارسية الجواهري - إنْ صحت -عراقيته وشعريته؟
-
عن النسخ العراقية والعربية من زاهي حواس
-
ج3/ لماذا حُرِفَ طريق التنمية من الفاو نحو سفوان فعادت الحيا
...
-
ج2/ السوداني يعطي عقد تشغيل ميناء الفاو إلى شركة إماراتية إس
...
-
أخطر أسرار الفساد والتآمر في ملف خور عبد الله وميناء الفاو
-
تصريحات المالكي حول خور عبد الله، ما الجديد؟
-
عن اتهام أنصار ترامب للبابا الجديد بالماركسية!
-
مؤرخ يهودي يرصد -الغباء الأخلاقي- لأصدقاء إسرائيل
-
نتنياهو، صهيوني أم داعشي؟ ولماذا يستلهم جدعون التوراتي؟
-
مقايضات قمة بغداد: خور عبد الله وميناء الفاو وحضور الشرع وأش
...
-
جولة في كتاب -الأدب الشعبي العراقي- لماجد شبر
-
ردا على المقولة المتهافتة -فوز مرشح ترامب- لباباوية الفاتيكا
...
-
التأثيل الإتمولوجي لكلمات شروگية وشراگوة شرگاوي
-
هل وصف المشهداني المرجعية السيستانية بخنجر أبو گشرة؟ ولماذا؟
المزيد.....
-
إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
-
إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
-
وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني
...
-
مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل
...
-
شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
-
-التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل
...
-
خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن
...
-
الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ
...
-
خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية
...
-
وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت
...
المزيد.....
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|