أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تحفظات على رسالة -لقاء البصرة- المفتوحة إلى المرجع السيستاني














المزيد.....

تحفظات على رسالة -لقاء البصرة- المفتوحة إلى المرجع السيستاني


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفشل في مواجهة قانون أحوال شخصية طائفي رجعي كالقانون الجعفري لا ينبغي أن يتحول إلى محاولة انتهازية لتملق مرجعية دينية طائفية هي أم النظام وتحريضها ضد هذا القانون!
نشرت مجموعة تطلق على نفسها "لقاء البصرة"، والتي تقول إنها تضم "نخباً وأكاديميين ومثقفين ووزراء سابقين ومقربين من غرف صناعة القرار في العراق"، رسالة مفتوحة موجهة إلى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني "لمطالبته بالتدخل ووقف استغلال اسمه في تنفيذ قانون الأحوال الجعفري".
قفزت رسالة "لقاء البصرة" المفتوحة من الأضرار المأساوية لهذا القانون على المجتمع العراقي وأخطار تفكيكه طائفيا مع تسارع محاولات إصدار قوانين أحوال شخصية لكل طائفة أو أقلية دينية قانونها الخاص، لتجعل همها الأول هو منع المساس بما سموه "جوهر الرمزية العالية التي حظيت بها النجف ومرجعية السيستاني على مرّ الأزمات والتحديات السابقة ابتداءً من كتابة الدستور والانتخابات وحتى فتوى الحشد الشعبي" أي أن قلب محرري الرسالة ليس على سلامة المجتمع العراقي بل على سمعة المرجعية السيستانية. إن أقل ما يقال عن هذا الكلام إنه تملقي ومعيب وينطوي على عدة مغالطات وأكاذيب؛ فالمرجع السيستاني لم يفتِ بتشكيل الحشد الشعبي، بل أفتى بضرورة تطوع القادرين في تشكيلات القوات العسكرية والأمنية العراقية الحكومية القائمة، ولكن السياق العام ومخططات الفصائل المسلحة الشيعية القائمة منذ الحرب العراقية الإيرانية انتهت إلى قيام تشكيل الحشد الشعبي كجسم مسلح تمت دسترته لاحقا.
وثانيا فدور المرجعية في كتابة الدستور العراقي في سنوات الاحتلال الأولى وتحت ظلاله كان كارثيا ولا ديموقراطيا وسلبيا جدا باعتراف بعض أعضاء لجنة كتابة الدستور (تصريحات عضو اللجنة ضياء الشكرجي للتلفزيون الحكومي مثلا عن الدور السلبي الذي قام به ممثل المرجعية في اللجنة السيد أحمد الصافي النجفي) وأدى كل ذلك إلى ولادة الدستور المكوناتي الملغوم بالعديد من الألغام. أما دور المرجعية السيستانية في سنوات الاحتلال الأولى وفي الانتخابات اللاحقة لها فلا يمكن الدفاع عنه بأي شكل من الأشكال فقد كان منحازا لأحزاب وشخصيات الفساد والطائفية السياسية.
إن من حق جماعة "لقاء البصرة" أن يمتدحوا أي جهة دينية أو سياسية ويصطفوا إلى جانبها، ولكن ليس من حقهم تضليل الناس وطرح قضايا تهم الشأن العام وهي خلافية ولا اتفاق عليها بل ويكذبها الواقع من قبيل قولهم إن "مسار المرجعية العليا في النجف، وخاصة في عهد الإمام السيستاني، مرّ بأطوار عبر التاريخ وصولاً إلى بلورة مواقف وطنية حظيت بالتقدير المحلي والدولي، وجعلت النجف عاصمة روحية عابرة للهويات والجغرافيا"، فالمرجعية السيستاني كانت وستبقى مرجعية دينية لجزء من طائفة المسلمين الشيعة من العراقيين وليس كلهم - بموجب مبدأ التقليد" الاقتداء" الفقهي - وليست مرجعية وطنية سياسية عابرة لهويات والجغرافيا كما تقول رسالة "لقاء البصرة" فهذا محض تخليط وتلفيق وتملق لا معنى له.
لقد فشلت جهود من يسمون أنفسهم "مدنيين" وخصوصا من المعولين على دولة الاحتلال الأميركي وسفارتها ويرتبطون بها إعلاميا وسياسيا في مواجهة هذا القانون الرجعي الظلامي وإجهاضه بالطريقة التقليدية حتى الآن، ومن الواجب مواصلة المحاولات السلمية والجماهيرية واسعة النطاق حتى إلغائه والتخلي عنه دستوريا. ونعلم أن هذا ليس هدفاً أمراً سهلاً مع بقاء نظام المحاصصة والطائفية السياسية والتبعية للاحتلال الأميركي والنفوذ الإيراني ولكن محاولات الاستمرار في هذا الطريق حتى وإن بدت محدودة اليوم تبقى أفضل وأكثر نزاهة وطنيا من تملق جهات وشخصيات هي جزء من هذا النظام بل هي عمود راسخ من أعمدته ولا يختلف في شيء من حيث الجوهر على التعويل على السفارة الأميركية في تحقيق هذا الهدف. إن من أول متطلبات قيام برنامج وطني بديل للخراب القائم اليوم هو عزل وفضح منظومة حكم الطائفية السياسية جماهيريا والمطالبة بإعادة كتابة دستورها وإلغاء كافة قوانينها الرجعية ومنها قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بكل طائفة دينية على حساب قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959، وسن قانون يمنع تدخل الهيئات والمؤسسات الدينية والعشائرية من التدخل في الشأن العام، السياسي والقضائي والأمني واعتبار هذا النوع من التدخلات موجها ضد الدولة وتصادما معها.
إن هذه الرسالة المفتوحة تمثل من وجهة نظري الشخصية وصمة سلبية وانتهازية جدا في صفحة هذه المجموعة "لقاء البصرة" ومثال واضح على التملق السياسي ولن ينفع شعبنا في شيء، ولن ينتج عنه سوى إطالة أمد مأساته التي سببها وجود هذه المنظومة الحاكمة على أساس المحاصصة الطائفية السياسية ودستور المكونات ومن باركها وأيدها وتدخل مرارا لإنقاذها من أزماتها واختناقاتها وأخطرها أزمتها إبان انتفاضة تشرين 2019 الشهيدة، تلك الانتفاضة التي اغتيلت بموجب خطة "الانتخابات المبكرة" التي رعتها المرجعية وممثلة الأمم المتحدة جانين بلاسخارت كما هو معلوم!
*لا لقوانين الأحوال الشخصية الطائفية المتعددةُ،
*لا للتعويل على جهات دينية طائفية أو سفارات أجنبية في معالجة الشأن الوطني العام.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرم حرب يعبث بعلوم التاريخ والآثار: نقش سلوان مجددا!
- هل تحمي مرجعية السيستاني نظام حكم المحاصصة الطائفية فعلا؟
- تصريحات المشهداني حول الحشد والبعث وساسة الطوائف
- أبناء العائلات الدينية والإقطاعية الحليفة للاحتلال كسفراء حت ...
- قانون فرنسي يعيد آثار الدول الأخرى، هل سمع به المسؤولون العر ...
- عركة أبناء العم في السليمانية وتفسخ المنظومة الحاكمة في العر ...
- بغداد تكافئ أردوغان بـ 10 مليارات دولار والمياه لم تصل!
- هل بدأت إبادة العراقيين عطشاً بعد قطع تركيا مياه الرافدين؟!
- من درسدن إلى غزة: الجوهر الفاشي واحد لم يتغير
- نسخة من -خور عبد الله- بين لبنان وقبرص.. لفائدة العراقيين ال ...
- فيديو قديم مسرب لنتنياهو وتصريحه الجديد حول مشروع إسرائيل ال ...
- لحد وحداد يبعثان حيين بهيئة عون وسلام ويحاولان نزع سلاح المق ...
- نماذج من -طفاسة- رؤساء ووزراء حكم الطائفية السياسية في العرا ...
- البعث العراقي: الشبح الحاضر في موسم الانتخابات
- الطائفيون في العراق والتباكي على ضحايا مجازر الطائفيين في سو ...
- انقلاب قضائي أم فوضى عارمة ضيَّعت خور عبدالله؟
- أكذوبة بهاء الأعرجي دفاعا الكويت عبر تشويه المحكمة الاتحادية ...
- تهديد كردي للسوداني بزلزال سياسي والأخير يرد بغضب
- من أجواء الشحن الطائفي: هل يجوز لعن بني أمية بإطلاق القول؟
- أئمة الخيانة بمساجد أوروبية يزورون مجرمي الحرب في الكيان


المزيد.....




- الأمين العام لحلف الناتو لـCNN: تسلل الطائرات المسيرة فوق أج ...
- ترامب يتحدث عن -قُرب- توصل إسرائيل و-حماس- لاتفاق بشأن غزة
- ترامب: أردوغان كان مسؤولا عن المساعدة بإزاحة نظام الأسد في س ...
- ترامب يطلق ممشى المشاهير الرئاسي في البيت الأبيض ويستبدل باي ...
- روسيا دب وليست نمر من ورق .. الكرملين يرد على تصريحات ترامب ...
- بزفّة طبول عراقية وبصحبة سبايدرمان مصري… كيف شجع آباء أطفاله ...
- -خطة ترامب- لإنهاء الحرب في غزة: صمت رسمي إسرائيلي وردود فعل ...
- واشنطن بوست: هيغسيث يجمع 800 من كبار مسؤولي البنتاغون بشكل ...
- سلوفينيا تمنع نتنياهو من دخول أراضيها وتعتبره شخصاً غير مرغو ...
- تنامي شعور الاغتراب لدى المسلمين الشباب في ألمانيا بفعل تجار ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تحفظات على رسالة -لقاء البصرة- المفتوحة إلى المرجع السيستاني