أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هل تحمي مرجعية السيستاني نظام حكم المحاصصة الطائفية فعلا؟















المزيد.....

هل تحمي مرجعية السيستاني نظام حكم المحاصصة الطائفية فعلا؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد أن تصريح الوزير السابق عبد الحسين عبطان حول علاقة المرجعية النجفية بنظام الحكم القائم في العراق لا يمكن ان يحكم عليه بخفة لا تحتمل سوى التصديق والتأييد أو التكذيب والنفي. ولكن إذا أردنا ان نفهم مضمون التصريح بعيدا عن أجواء المناكفات التي يحفل بها الموسم الانتخابي بالغ السوء والبذاءة فينبغي أن نضع التصريح وموضوع التصريح أي علاقة المرجعية بنظام الحكم الذي أقيم بعد احتلال العراق وكواحدة من نتائج ذلك الاحتلال في سياقهما السياسي والاجتماعي والتاريخي الحقيقي. فمن هو صاحب التصريح؟ لم يكن السيد عبد الحسين عبطان بعيدا عن تجربة حكم المحاصصة الطائفية التوافقي منذ بداياته وكان من أحد بناته ومسؤوليه فقد تولى منصب نائب محافظ النجف من 2005 إلى 2009، أي بعد سنتين من الاحتلال الأميركي وفي سنة تشكيل حكم المحاصصة الطائفية، ثم أصبح نائبا في البرلمان العراقي عن النجف من 2010 إلى 2014، وبعدها أسند منصب وزير الشباب والرياضة من عام 2014 حتى تشرين الأول 2018. وحين انتهى دوره كوزير وخرج من الحكومة وأسس حزبا أطلق عليه اسم "تجمع اقتدار وطن". أضف إلى كل ما سبق فهو ينتمي لإحدى العوائل النجفية المتنفذة. هذه السيرة الذاتية لهذه الشخص تعطي لكلامه الكثير من الصدقية المضمونية رغم أن الكثيرين سينفونها مستندين إلى الوقائع على الأرض ومنها أن المرجعية النجفية تقاطع – بمعنى لا تلتقي بمسؤولي الحكم أو تسمح لهم بزيارة المرجع وليس بمعنى تقطع الصلة بهم تماما ومن منطلق معارض - ولكننا لا ننفيها تماما ولا نؤكدها تأكيدا جازما بل سنحاول وضعها في سياقها الحقيقي. لنق نظرة أولا على تصريح السيد عبطان:
قال عبطان خلال استضافته في برنامج تلفزيوني "النقطة": إن "النظام السياسي مستند على النجف الأشرف بشكل كبير جدا"، واصفاً المرجعية العليا بـ "التچوة الچبيرة". "التكوة الكبيرة/ بكشكشة ربيعة" أي المتكأ الكبير". وأشار عبطان إلى أن "النظام السياسي في العراق سيسقط خلال ساعات إذا رفعت المرجعية الدينية العليا يدها منه".
وأكد أن "المرجعية العليا تطالب دائما بالحفاظ على المكتسبات والتداول السلمي للسلطة". وبين أن "الانتخابات ستجري في موعدها المحدد دون أي تأخير، كونها الجزء الأساسي من هوية النظام العراقي بعد العام الفين وثلاثة".
تعليقي: معروف تماما أن المرجعية السيستاني لم تعارض الحملة الأميركية لاحتلال العراق سنة 2003 وما سبقها، أو تدعو الشعب العراقي لمواجهته وطرده بل نقل عنها رجال النظام آنذاك إنها اعتبرت المحتلين الأميركيين وحلفاءهم ضيوفاً على العراق ولا ينبغي مواجهتهم بالسلاح - كما قال مستشار الأمن القومي العراقي آنذاك موفق الربيعي - ولم يصدر عن المرجعية ما ينفي هذا الموقف.
مواقف عديدة للمرجعية موثقة بالصورة والوثيقة والمصادر الإعلامية أكدت تدخل المرجعية بقوة في الشأن السياسي ولمصلحة تمكين وترسيخ حكم المحاصصة الطائفية من ذلك مثلا دعوتها العراقيين للتصويت بنعم على الدستور المكوناتي الرجعي الذي كتبته مجموعة من الحزبيين الجهلة وذوي الأجندات المشبوهة وأسماء هؤلاء معروفة. كما أن دور وموقف ممثل المرجع السيستاني أي السيد أحمد الصافي النجفي في لجنة كتابة الدستور كانا معروفين تماما وقد حمله بعض أعضاء اللجنة مسؤولية كبيرة عن كتابة الدستور وإخراج مواده بهذا الشكر.
وكلنا نتذكر تصريحات ضياء الشكرجي بهذا الصدد وتصريحات أعضاء آخرين قالوا أن الطالباني وآخرين أضافوا مواد أخرى لمسودة الدستور. ومن تلك المواد "المادة 140 وما بعدها من مواد حتى المادة 144، وأنها في الحقيقة مواد أضيفت بشكل غير شرعي بعد إجراء الاستفتاء الشعبي على الدستور بمواده المائة وتسعة وثلاثين وكنت قد كتبت عن ذلك مقالة موثقة بفيديو لأحد النواب " النائب يوسف الكلابي" الذي كشف عن هذه الجريمة المسكوت عليها. بل وقد قامت لجنة التعديل البرلمانية التي شكلت ثم أهملت بمناقشتها ومنحتها صفة شرعية ليست لها. وكان الأجدر قانونيا أن تحذف هذه المواد فورا لأنها غير موجودة في نسخة الدستور التي استفتي عليها الشعب. وهذه الجريمة لو حدثت في دولة أخرى تحترم نفسها وشعبها لقلبت النظام وأسقطته وقدمت المجرمين الذين ارتكبوها الى القضاء العادل، ولكن في دولة تطلق رصاص القنص على المتظاهرين العزل وتمارس الخطف كأي عصابة إجرامية فلا يمكن أن ننتظر أكثر من هذه اللجنة لتعديل الدستور/ من مقالة لكاتب هذه السطور سنة 2020".
*إذن ما يقوله عبطان عن أن المرجعية النجفية لو رفعت يديها عن نظام المحاصصة الطائفية لسقط خلال ساعات لا يمكن رفضه بكليته فهو واقع حال ولكن هذا القول في أيمانا قد لا يخلو من المبالغة فحكم أحزاب الفساد لن يتردد عن اعتقال المراجع كلهم لو بلغ به المر درجة رفض النظام وتحريض العراقيين الشيعة خصوصا ضده، وقد ينحاز أهل النظام عندها الى حوزات ومراجع قم في إيران، ولكنهم من ناحية أخرى يستثمرون صمت المرجعية على نظامهم الفاسد ويرضون به وفق قاعدة: أنت ساكت وأنا ساكت وكل واحد يعمل ما بدا له!
أعتقد أن تحييد المرجعيات الدينية وإخراجها من الشأن السياسي العام دستوريا مطلب مهم ومفيد للمرجعية وللشعب معا، وبدونه لا يمكن أن تكون هناك حالة سياسية سليمة ومستقرة تحتكم لمؤسسات ديموقراطية وقضائية محايدة ومن الخطأ التعويل على دور ما للمرجعية سواء من قبل معارضي النظام أم أنصاره وقد شاهدنا ماذا أنتج تدخل المرجعية بالتعاون مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة بلاسخارت وفق خطة "الانتخابات المبكرة"، وكيف أدى ذلك التدخل إلى قتل انتفاضة تشرين المجيدة وتعويم حكم الطائفية السياسية وصعود مجموعة من الانتهازيين المتسلقين باسمها زوراً في حكومة الكاظمي، ثم عادت أحزاب الفساد "الإطار التنسيقي" التي قتلت المئات من المتظاهرين السلميين وأطلقت سراح بعض القتلة المجرمين الذين أدانتهم محاكم النظام بجريمة مجزرة جسر الزيتون في الناصرية ولم تقدم حتى اليوم قوائم بأسماء الشهداء والمفقودين والجرحى خلال الانتفاضة ولم يبدر عن المرجعية كلمة واحدة بهذا الصدد!
لقد أدى تدخل المرجعية صراحةً إلى انقاذ النظام الفاسد وإعادة انتاجه ولهذا تتحمل المرجعية مناصفة مع الأمم المتحدة مسؤولية إهدار دماء المتظاهرين السلميين ومسؤولية إعادة إنتاج المنظومة الحاكمة واستمرارها حتى اليوم.. بهذا المعنى -لا بغيره - يصح كلام عبطان عن أن رفع المرجعية يدها عن النظام سيؤدي إلى سقوطه خلال ساعات، وهي - بهذا المعنى - تتحمل مسؤولية كل ما حدث وما سوف يحدث من كوارث مستقبلا ليس أقلها موت الملايين عطشا بسبب عدم كفاءة وجبن الحكم في بغداد عن مواجهة الحكومتين التركية والإيرانية في ملف المياه ليس إلا!
فهل ستبادر المرجعية النجفية، قبل حدوث الطوفان المدمر القادم، إلى نفض يدها من نظام حكم المحاصصة الطائفية علنا وتترك الشعب يصفي حسابه مع سارقي قوته وقاتلي أبنائه ومضيعي سيادته واستقلاله أم ستواصل لعبة الصمت والترقب عن بعد والتدخل لتنفيس اختناقات المنظومة الحاكمة؟!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات المشهداني حول الحشد والبعث وساسة الطوائف
- أبناء العائلات الدينية والإقطاعية الحليفة للاحتلال كسفراء حت ...
- قانون فرنسي يعيد آثار الدول الأخرى، هل سمع به المسؤولون العر ...
- عركة أبناء العم في السليمانية وتفسخ المنظومة الحاكمة في العر ...
- بغداد تكافئ أردوغان بـ 10 مليارات دولار والمياه لم تصل!
- هل بدأت إبادة العراقيين عطشاً بعد قطع تركيا مياه الرافدين؟!
- من درسدن إلى غزة: الجوهر الفاشي واحد لم يتغير
- نسخة من -خور عبد الله- بين لبنان وقبرص.. لفائدة العراقيين ال ...
- فيديو قديم مسرب لنتنياهو وتصريحه الجديد حول مشروع إسرائيل ال ...
- لحد وحداد يبعثان حيين بهيئة عون وسلام ويحاولان نزع سلاح المق ...
- نماذج من -طفاسة- رؤساء ووزراء حكم الطائفية السياسية في العرا ...
- البعث العراقي: الشبح الحاضر في موسم الانتخابات
- الطائفيون في العراق والتباكي على ضحايا مجازر الطائفيين في سو ...
- انقلاب قضائي أم فوضى عارمة ضيَّعت خور عبدالله؟
- أكذوبة بهاء الأعرجي دفاعا الكويت عبر تشويه المحكمة الاتحادية ...
- تهديد كردي للسوداني بزلزال سياسي والأخير يرد بغضب
- من أجواء الشحن الطائفي: هل يجوز لعن بني أمية بإطلاق القول؟
- أئمة الخيانة بمساجد أوروبية يزورون مجرمي الحرب في الكيان
- أزمة القضاء العراقي الراهنة انعكاس لأزمة نظام حكم دولة المكو ...
- قرار الرئاسات أعاد كرة لهب خور عبد الله إلى مجلس النواب


المزيد.....




- تقرير أممي: جيش ميانمار قتل 7100 من مسلمي الروهينغا منذ انقل ...
- محمد بن سلمان يجدد دعوة السعودية إلى-وقف حرب غزة فورا-.. وإد ...
- ترامب يعلن مقتل 11 -إرهابي مخدرات- بضربة أميركية استهدفت قار ...
- هجوم بسيارة مفخخة يستهدف بوابة معسكر للجيش الليبي في بني ولي ...
- ماكرون: فرنسا والسعودية ستترأسان مؤتمرا لدعم حل الدولتين.. و ...
- طهران تبدي انفتاحها على التفاوض مع واشنطن وترفض أي مساس ببرن ...
- محللون: إسرائيل تسعى لضم الضفة وتهجير سكانها وتصفية قضية فلس ...
- مناقشات إسرائيلية متواصلة لضم الضفة الغربية
- إسرائيل تفرج عن 9 أسرى فلسطينيين من غزة
- ملف غزة يسيطر على النسخة الـ20 من مؤتمر بليد الإستراتيجي


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هل تحمي مرجعية السيستاني نظام حكم المحاصصة الطائفية فعلا؟