أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي للاحتفال الخطب والتجمعات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية أظهرت تجاهلاً كاملاً للألم والمعاناة في غزة، وللدمار الذي خلّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي هناك.














المزيد.....

سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي للاحتفال الخطب والتجمعات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية أظهرت تجاهلاً كاملاً للألم والمعاناة في غزة، وللدمار الذي خلّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي هناك.


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 09:55
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كل ما حدث لإسرائيل خلال العامين الماضيين تجمّع في ليلة عيد العُرش (سوكوت) في حفلة "نهاية الحرب" في الكنيست. كانت حفلة من النفاق، وحب الذات، والتفاخر الفارغ، والإنكار.
باستثناء الفرح الكبير بإطلاق سراح الرهائن، لم يُفتح أي باب نحو فصل جديد، بل المزيد من الشيء نفسه: "انظروا إلينا – كم نحن عظماء، ولا نرى أحداً سوانا". لقد اختلطت نشوة الإفراج بفيضٍ من التزيين الذاتي والتباهي: "كم نحن الإسرائيليون جميلون!"
كتب الصحافي "أوري ميسغاف"، صوت التنوير في صحيفة هآرتس، على منصة "إكس" بكلمات شاعرية:
"انتصار الروح على اليأس، والنور على الظلام، والخير على الشر."
لا أقل من ذلك. وبينما كان ميسغاف يكتب كلماته الحالمة، كان مئات الآلاف من الفلسطينيين يشقّون طريقهم عبر أنقاض وطنهم، حاملين ما تبقّى من متاعهم، عائدين إلى "اللا-منازل" التي دمّرتها الحرب.
في غزة، سار مئات الفلسطينيين بجانب أنقاض المباني المدمّرة وسط وقفٍ لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
كما أُفرج عن مئات الأسرى من السجون الإسرائيلية، لكنهم أيضاً لم يجدوا صدى في الإعلام الإسرائيلي، الذي واصل تغطيته الدعائية: إخفاء غزة في الحرب كما في السلام.
تم الإفراج عن عشرين شخصاً فقط – أما الباقون فليسوا بشراً، لا عائلات محبة تبكيهم، ولا صور تظهر الأسير الذي يعود إلى غزة ليجد أن زوجته وأطفاله قُتلوا تحت القصف. هذه الصورة لم تُعرض.
وقف "الفيل الكبير" في القاعة، ولم يجرؤ أحد على النظر إليه مباشرة. رئيس الكنيست أمير أوحانا، وبنيامين نتنياهو، وبالطبع "مايسترو" هذا النوع من الأداء، يائير لبيد، كانوا منشغلين بتمجيد أنفسهم وسيدهم الإقطاعي.
حتى في هذه اللحظات، لم يكن هناك معارضة حقيقية سوى ممثلي القائمة المشتركة اليهودية-العربية، الذين طُردوا طبعاً من القاعة.
نُظّمت الاحتفالات وكان هناك ما يُحتفل به، لكن كان ينبغي أن تكون تلك اللحظة مناسبة لأن يتحلى أحدهم بالشجاعة ليقول الحقيقة: كلمة واحدة عن الضحايا الحقيقيين للحرب التي يُحتفل بانتهائها.
كان على نتنياهو، أو ترامب، أو حتى لبيد "رئيس المعارضة المزعوم"، أن يتحدثوا عمّا تتركه إسرائيل وراءها: أن يبدوا الندم، أو يعتذروا، أو يتحمّلوا المسؤولية، أو يعترفوا بالذنب، أو يعترفوا بالألم، أو يعدوا بالتغيير، أو التعويض، أو إعادة الإعمار، أو الشفاء. أيّ شيء.
لكن بدلاً من ذلك، رأينا لبيد يصطف إلى يمين نتنياهو وأوحانا، يتنافس على من سيتملّق ترامب أكثر، قائلاً:
"لم يكن هناك إبادة جماعية. ولم تكن هناك نية لتجويع الفلسطينيين(!)."
لم تكن هناك نية لتجويعهم، يا لبيد؟ كيف تجرؤ؟ وعلى أي أساس؟
على تصريحات قادة البلاد الذين وعدوا بتجويع الغزيين ونفّذوا وعدهم؟
ففي بداية الحرب قال وزير الدفاع السابق يوآف غالانت:
"شعب غزة بلا كهرباء، بلا طعام، بلا ماء، وبلا وقود... نحن نحارب وحوشاً على هيئة بشر، ونتصرف على هذا الأساس."
لكن لبيد أصرّ على روايته:
"إسرائيل دولة وجيش يحاربان إرهابيين يرسلون أبناءهم للموت من أجل صورة."
نسخة إسرائيلية من دوغلاس موراي، أو نسخة ناطقة بالإنجليزية من المتعاون يوسف حداد.
فأي معنى لإسقاط الحكومة بوجود معارضة كهذه؟
كان ينبغي أن تكون الأمور مختلفة.
حفلة نهاية الحرب بلا حقيقة هي حدث مقزّز.
ساعات من التبجّح في الكنيست، وتصريحات مكررة في وسائل الإعلام، من دون أن ينحني أحد مرة واحدة احتراماً لما اقترفته إسرائيل؟
يا لها من قوة كانت ستمتلكها إسرائيل لو تصرّفت بشكل مختلف، لو اعترفت بجرائمها، أو ذكرت ألم غزة، أو تحمّلت جزءاً يسيراً من المسؤولية عن مصيرها، بدلاً من التباهي بتعجرف لبيدي معتاد:
"إرهابيون يرسلون أبناءهم" – وكأن يحيى السنوار هو من جلس في مقصورة الطائرات التي ذبحت أطفال غزة بدمٍ بارد.
تبدّد الأمل في ليلة "فرح التوراة" (سمحات توراه).
رفض نتنياهو الذهاب إلى قمة ترامب للسلام في شرم الشيخ، واستمر الكنيست في التستّر على جرائم إسرائيل.
وهكذا لا يُفتح فصل جديد.
ومع ذلك، فهي لحظة أمل.
في مقابلة أجرتها راديو فرنسا يوم الثلاثاء مع صحافي في مخيم النصيرات للاجئين في غزة، سُمع فجأة صياح ديك.
للمرة الأولى، غلب صوت الديك ضجيج القصف.
وذلك وحده سبب كافٍ للاحتفال – نافذة صغيرة للأمل.
ديك في النصيرات – أمر يدعو للاحتفال أكثر من كل تلك الخطب الكاذبة مجتمعة.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...


المزيد.....




- هل نقلت حماس أسرى الاحتلال بين المتظاهرين ضدها في غزة خلال ا ...
- هل نقلت حماس أسرى الاحتلال بين المتظاهرين ضدها في غزة خلال ا ...
- تونس: -نريد أن نتنفس-... آلاف المتظاهرين في قابس للمطالبة بت ...
- قانون المنع العملي للإضراب: خسارة بلا معركة
- هل يعيد جيل Z تعريف معنى الثورات؟
- طلاب الجامعة الأمريكية ينتفضون ضد التطبيع
- اشتباكات بين الشرطة البلجيكية والمتظاهرين وسط غضب بسبب التقش ...
- مهرجان التملّق في الكنيست وشرم الشيخ
- اشتباك بين متظاهرين ومسؤولين فيدراليين في شيكاغو بموقع حادث. ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي للاحتفال الخطب والتجمعات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية أظهرت تجاهلاً كاملاً للألم والمعاناة في غزة، وللدمار الذي خلّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي هناك.