أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبات














المزيد.....

الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبات


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 01:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية يُعتبر بمثابة مكافأة لإسرائيل. كان ينبغي على إسرائيل أن تشكر كل دولة تعترف بها، إذ إن هذا الاعتراف جاء كبديل مخادع للخطوة الحقيقية التي كان لا بد من اتخاذها الآن — العقوبات. فالاعتراف مجرد بديل شكلي للمقاطعات والعقوبات التي يجب أن تُفرض على دولة ترتكب إبادة جماعية. إنه مجرد كلام اجوف تتبناه حكومات أوروبا المترددة والضعيفة، لتُظهِر لجماهيرها الغاضبة أنها ليست صامتة. لكن الاعتراف بدولة فلسطينية غير موجودة، والتي على الأرجح لن تقوم في القريب العاجل، وربما لن تقوم أبداً، هو في جوهره صمت قاتل يعمّق الجرح. في غزة يعاني الناس من الجوع، وأوروبا تعترف بدولة فلسطين. هل سينقذ هذا جياع غزة؟ يمكن لإسرائيل أن تتجاهل هذه التصريحات طالما أن الولايات المتحدة تقف إلى جانبها. هذا يشبه الحديث عن "تسونامي" مع العلم أنه لن يغمر شواطئ إسرائيل، طالما أن الاعتراف لا يصاحبه تحميل ثمن جريمة الإبادة الجماعية.

ذهب رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر، إلى أبعد حدّ، فكان من أوائل من أطلقوا الاعتراف بدولة فلسطينية في الموجة الأخيرة، بعد رئيس فرنسا الذي سرعان ما حاول تغليف هذه الخطوة كـ"عقوبة موقوفة التنفيذ" لإسرائيل، ليفلت من مسؤوليته الظاهرة. ووعد ستارمر بأنه إذا "تصرفت إسرائيل بشكل جيد"، فسيسحب تهديد العقوبات.
كيف يكون هذا عقابًا، أيها السيد رئيس الوزراء؟ إذا كان الاعتراف بدولة فلسطينية خطوة نحو حل وفق رؤيتك، فلماذا تحاول تصويره كعقوبة؟ وإذا كنت تصفه عقوبة، فأين هي؟ هذه هي الحقيقة المرّة: أوروبا مشلولة برعبها من دونالد ترامب، وخائفة من عواقب فرض عقوبات على إسرائيل. العالم يختار حتى الآن الصمت الكلامي فقط، ويلجأ إلى العقوبات فقط ضد الغزوات الروسية، لا ضد الجرائم الإسرائيلية.

خطوة ستارمر حفزت دولًا عديدة أخرى على التحرك، وما يُعرض في إسرائيل على أنه انهيار سياسي أو تسونامي سياسي، لن يوقف الإبادة الجماعية. هذا الأمر لن يتحقق بدون اتخاذ إجراءات دولية فعلية وعاجلة، خصوصًا مع استمرار القتل والجوع بوتيرة متصاعدة في غزة. الاعتراف بدولة فلسطينية لن يُفضي إلى قيام دولة فعلية. كما قالت دانييلا فايس بعد موجة سابقة من الاعترافات: "أفتح نافذة بيتي ولا أرى دولة فلسطينية"، وعلى الأرجح لن تراها في المستقبل القريب.

على المدى القصير، تستفيد إسرائيل من موجة الاعتراف الدولية بدولة فلسطينية، حيث يُنظر إليها كبديل للعقوبات التي تستحقها. أما على المدى البعيد، فقد يحمل الاعتراف بدولة وهمية بعض الفائدة، إذ يسلط الضوء على ضرورة إيجاد حل سياسي، لكن التفاؤل والسذاجة مطلوبان بشدة لمن يعتقدون أن هذا الاعتراف ذا جدوى فعلية، خاصة في ظل توقيت يعاني من أسوأ الظروف. الاعتراف الحالي لا يعدو كونه صوتًا صامتًا في الظلام.

الفلسطينيون يفتقدون القيادة الفاعلة، بينما لدى الإسرائيليين قيادة متماسكة نجحت في إحباط قيام الدولة الفلسطينية. وفي الوقت الذي يعبر فيه مسؤولو داونينغ ستريت عن دعمهم لدولة فلسطينية، تظل القدس ويتسهار رافضة، وواشنطن تقدم دعماً أعمى لإسرائيل، ما يجعل قيام الدولة الفلسطينية مستحيلاً. مع تربع اليمين الإسرائيلي على سدة الحكم، وتصويت الوسط في الكنيست لصالح الضم ومعارضة إقامة الدولة، وسيطرة حماس على الجانب الفلسطيني، وتفوق المستوطنين وأعوانهم سياسيًا داخل إسرائيل، يطرح السؤال: أي دولة فلسطينية يتحدثون عنها وأين ستكون؟

هذه عاصفة في فنجان. حكومات العالم تشعر بالإكتفاء من هذه الخطوة، بينما تواصل إسرائيل التدمير، والتجويع، والقتل، وتنفذ خطة التطهير العرقي التي وضعتها حكومتها، بدءًا من غزة. لا يمكن تصور ظروف أسوأ من هذه لصياغة أحلام دولة. أين ستُقام؟ في نفق يُحفر بين يتسهار وأيتامار؟ هل هناك قوة ستقوم يومًا بإخلاء مئات الآلاف من المستوطنين؟ من سيكون ذلك؟ وهل يوجد معسكر سيقاتل من أجل ذلك؟ من الأفضل اتخاذ خطوات عقابية فعلية أولاً لإجبار إسرائيل على وقف الحرب — وأوروبا تمتلك الوسائل لذلك — ثم إعادة طرح الحل الوحيد المتبقي على الطاولة: ديمقراطية بين البحر والأردن؛ صوت واحد لكل إنسان. الفصل العنصري أم الديمقراطية، وللأسف الشديد، لا خيار ثالث بينهما.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...
- في الوقت الذي كانت فيه جنين تدفن موتاها، أطلق الجنود النار ع ...
- كيف سيتصرف رجل حماس مع مختطفينا عندما يسمع عن تنكيلنا بأسراه ...
- أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي
- صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟
- بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين
- نحن على شفا كارثة تاريخية، تشمل إسرائيل أيضًا
- الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل
- في المعسكرين لا توجد ديمقراطية حقيقية


المزيد.....




- من أجل تجاوز مغرب بسرعتين: مغرب الرأسماليين ومغرب الكادحين- ...
- إجلاء موظفي سفارة کيان الاحتلال في اليونان بسبب الاحتجاجات ا ...
- بعد «الربيع العربي»… صيف الاحترار الأقصى
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يدعو إلى تصعيد وتوحيد النضال لم ...
- «الديمقراطية» تحذر من خطورة قرار اجتياح كل القطاع وإحتلاله ع ...
- -أوديسة- كريستوفر نولان تُغضب البوليساريو بعد التصوير في الد ...
- تسقط حكومة قطع الأرزاق.. متضامنون مع هشام البنا
- تجويع غزة.. حين يتساوى الميسورون والفقراء
- قانون طرد المستأجرين: لا بديل عن التنظيم الشعبي للدفاع عن ال ...
- عمال “المتحدة” يحتجون على عدم صرف رواتبهم للشهر الثاني


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبات