أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين














المزيد.....

بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 7814 - 2023 / 12 / 3 - 22:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



إن عودة إسرائيل إلى الحرب هي أكبر خطأ ارتكبته منذ 7 أكتوبر. فالحرب "المثقلة بالأيام، المثقلة بالدماء"، على حد التعبير الرائع لموشيه ديان عن حرب أخرى، أصبحت قبل يومين مثقلة أكثر بالأيام والدماء، مع ابتعاد أهدافها. وتراكم جرائمها. العودة مرة أخرى إلى الصور الفظيعة من غزة - في اليومين الأولين من استئناف القتال كانت الصور فظيعة - تعني العودة إلى فقدان صورة الانسان. عاد الأطفال ثانيةً الى الاحتضار على الأرضيات القذرة في مستشفيات غزة فيما آباؤهم ينحنون فوقهم وصرخاتهم تمزق القلب. تم سحب مصابين برؤوسهم المغبرة من تحت الأنقاض إلى العيادات حيث لم يكن ممكنًا إنقاذهم. ولم تعد غزة قادرة على ذلك، وبعد الهدنة أصبح تحمل المعاناة الإنسانية أصعب. الآن يجب تبليغ العائلة التي فرت وأنقذت حياتها، والتي وجدت بالفعل ربع مأوى، في خيمة صغيرة، أن تتحرك جنوبًا مرة أخرى، فيما يتم قصف الجنوب بشكل عشوائي تقريبًا مثل الشمال. حتى خريطة الهروب التفاعلية، فخر تكنولوجيا الجيش الإسرائيلي وأخلاقه، التي وزعها في نهاية الأسبوع، لم تعد قادرة على إنقاذ روح واحدة في غزة، وأشكك انها أصلًا قصدت ذلك.

إسرائيل ليست مهتمة بمعاقبة غزة، بل فقط بتحقيق أهدافها. وبإعادة الحرب إلى غزة، اعترفت إسرائيل بأنها تفضل هدفاً على الآخر. انتهى الحديث عن تحرير المختطفين بأي ثمن، وقبل أي شيء آخر، لقد اتخذ القرار ولا مجال لإخفائه. ومن الواضح أن إسرائيل فضلت سحق حماس، مهما كان معنى "السحق"، على إنقاذ المختطفين. لا مجال للتورية هنا، هذه هي الحقيقة المجردة. وبتجدد الحرب، لا تعرض إسرائيل حياة المختطفين للخطر فحسب، بل تحبط أيضًا محاولات تحريرهم. وكل هذا فيما كانت عملية تبادل المختطفين والأسرى في أوجها، وسارت بشكل أفضل من المتوقع.

وبعد أيام طويلة من احتفالات الافراج والمشاعر الجياشة في الاستوديوهات والصحف تحطمت المفاوضات وأسطورة الافراج عن الأسرى بكل ثمن. وبحسب التقارير، أرادت حماس المضي قدمًا في إطلاق سراح الرجال، الذين كان ثمنهم أعلى، فيما أرادت إسرائيل الانتهاء أولاً من الإفراج عن النساء. إن تفجير المفاوضات حول هذه المسألة، والعودة إلى حرب شاملة هو تصريح واضح بشأن أولويات إسرائيل التي شابها منذ البداية الاشتباه بأنها تفضل الحرب على إطلاق سراح المختطفين.

لقد حانت لحظة الحقيقة بالنسبة لإسرائيل، وقد تم الحسم بين الخيارين، وهو أمر يثير الغضب. لا يمكن أن يكون لإسرائيل هدف أهم من إطلاق سراح المختطفين، ولا شيء أسوأ من قطع العهد غير المكتوب بين المواطن (والجندي) ودولته، وترك المخطوف لمصيره. من الآن فصاعدا لم يعد من الممكن أن نقول الإفراج بأي ثمن. تؤيد إسرائيل إطلاق سراح المختطفين بالطبع، ولكن ليس بأي ثمن. لديها أشياء أكثر أهمية في الاعتبار. ولن توافق على صفقة شاملة، الكل مقابل الكل بما في ذلك وقف دائم لإطلاق النار، لإنقاذ 136 إسرائيليًا.

في استوديوهات "الكيتش" والموت حاولوا إخفاء الاختيار. فقط بعض أهالي المختطفين، وليس جميعهم، تجرأوا على الخروج ضد تجدد الحرب، فيما ظلت جيوش المعلقين والمراسلين تردد شعارات فارغة لصالح الحرب، حرب لا شك في عدالتها، ولكن هناك أسئلة ثقيلة جدًا لا يثيرها أحد حول وسائلها المروعة. لقد شرعت إسرائيل في حرب عادلة بوسائل غير عادلة بشكل واضح. حتى في الحرب العادلة، ليس كل شيء جائز، بالتأكيد لا يجوز قتل 15 ألف إنسان ثم الاستمرار في المزيد، بلا نهاية فقط لتحقيق أهداف مشكوك في إمكانية تحقيقها، وحتى لو تحققت - لن يتم حل أي شيء. لكن لنترك لحظة عدالة الحرب ووسائلها. يجب إعادة المختطفين أولاً. ولا يزال ذلك ممكنا بشرط أن تتوقف الحرب



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن على شفا كارثة تاريخية، تشمل إسرائيل أيضًا
- الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل
- في المعسكرين لا توجد ديمقراطية حقيقية
- الشرطة التي تعتدي على جنازة بطلة شعبية مثل شيرين أبو عاقلة ه ...
- المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان
- ليس -ابرتهايد في المناطق-، بل ابرتهايد
- بيبي أو غيدي: أفول اليسار
- قتلوا نور وأجبروا عائلته على تقليص جنازته
- هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة
- إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا
- متى سيحطمون عندنا النصب التذكارية؟
- في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء
- معارضو النظام هم وطنيون


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين