أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية














المزيد.....

هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 00:24
المحور: القضية الفلسطينية
    



عندما يكون قضاة منارة العدل راضين ويبررون عار الاعتقال بدون محاكمة، عندها لن يكون هناك مكان يمكن لإسرائيل أن تعتبر ديمقراطية فيه

وزير الاعلام يوعز هندل هو شخص حساس ومليء بالشفقة. في الاسبوع الماضي زار قسم الكورونا في مستشفى سوروكا ووصف في تويتر ما شاهده هناك: "شاب بجيلي، أب لأربعة اولاد، ينام في قسم العناية المكثفة وموضوع على التنفس الاصطناعي وهو بين الحياة والموت. عائلته لم تكن تستطيع الالتقاء به، وكل ما بقي هو أن نصلي من اجله".

قبل يوم من ذلك شاهد وزير الشفقة والانسانية صورة مريض آخر بجيله. هو ايضا يراوح بين الحياة والموت وعائلته ايضا لا يمكنها زيارتها وكل ما بقي لها هو أن تصلي من اجل سلامته. هذه المرة اصيب الوزير بالصدفة بدرجة أقل بكثير. والحقيقة هي أنه لم يصدم أبدا. مصير هذا الشخص الذي يتوجه نحو الموت لم يمس قلبه، وربما حتى كان سعيدا بمعاناته.



الى جانب سرير المضرب عن الطعام، ماهر الاخرس، وقف عضو الكنيست عوفر كسيف، الذي جاء هو وصديقه في القائمة يوسف جبارين لزيارته ودعمه. وقد غرد هندل: "هذا هو السبب الذي من اجله لا يوجد أي احتمال في أن اوافق على شراكة مع القائمة المشتركة. أنا صهيوني واؤيد دمج كامل لعرب اسرائيل، وليس دمج من يؤيد اعداءها. وهذا تذكير لمن ضل الطريق".

وهاكم تذكير لهندل، الشخص الذي يعرف من تجربته الشخصية شيئا أو اثنين عمن ضلوا الطريق. الاخرس هو الشخص الاكثر شجاعة في اسرائيل في هذه الاثناء، فهو محارب من اجل الحرية ومستعد للتضحية بحياته. ونجاح نضاله سيفيد الديمقراطية الاسرائيلية، بالتأكيد أكثر من اسلوب الخداع السياسي لهندل وعنصريته.

هندل لا ينسى عنصريته للحظة، حتى ولو ازاء صورة من يحتضر: الانسانية والرحمة اللتان غمرتاه ازاء المريض الاسرائيلي، اختفت وكأنها لم تكن عندما كان الحديث يدور عن الشخص الفلسطيني المحتضر. ولكن خلافا لهندل، الفلسطيني المحتضر هو شخص صاحب مبادئ.



الاخرس يضرب عن الطعام منذ تسعين يوما تقريبا. والمحكمة العليا رفضت طلبه لإطلاق سراحه. القضاة كثيري الطيبة علقوا، أي أوقفوا، اعتقاله الى أن يستطيع الوقوف على رجليه، لكنهم لم يوافقوا على اعطائه وعد بأن لا يتم اعتقاله مجددا. الاخرس رفض هذا العرض بشجاعة.

قاضيا المحكمة العليا، يتسحاق عميت وعوفر غروسكوف، كتبا بأنهما راضيين عن الاعتقال الذي يوجد له مبرر تام. وعندما يكون قضاة منارة العدل راضون ويبررون فظاعة الاعتقال بدون محاكمة، عندها ينتهي المكان الذي يمكن لإسرائيل أن تعتبر فيه ديمقراطية. كل ذلك بالطبع هو أكبر من مقاس هندل، الديمقراطي المصنوع من البلاستيك.

نحو 350 شخصا يقبعون في الاعتقال الاداري بدون محاكمة في السجون الاسرائيلية، من بينهم ايضا قاصران. وقد كانت هناك فترة وصل فيها عددهم الى ألف معتقل. المحكمة كانت راضية في حينه ايضا، والضمير الميت لهندل لم يستيقظ في أي يوم ليسأل ما هي هذه الدولة التي تقوم باختطاف عشرات آلاف الاشخاص وارسالهم الى السجن بدون محاكمة بأعداد كان يجب أن تدهش كل صاحب ضمير.



الاخرس كان يراوح في نهاية الاسبوع بين الحياة والموت. مصيره فطر قلوب عدد قليل. اسرائيل تسميه "ارهابي" دون أن يكون لأي شخص فكرة عما هي جريمته، ولا يوجد أي دليل عرض امامه. الدليل الذي تم عرضه كان نكتة: فيلم قصير فيه حسب الادعاء يتفاخر بكونه عضو في الجهاد الاسلامي.

كشفت هجار شيزاف في "هآرتس" في 6/10 بأنه حسب تفريغ كلمات الفيلم فانه لم يقل ذلك على الاطلاق. في نهاية الاسبوع توفي اسحق ايلان، الذي كان نائب رئيس الشاباك ورئيس قسم التحقيقات في الجهاز، والذي عرف بقسوته الشديدة. اسرائيل اقامت الحداد عليه. وزير الأمن بيني غانتس كتب بأنه كان "أحد الاشخاص الجيدين جدا الذين عرفهم"، قال واضاف "لقد جلب الكثير من النور وأنقذ حياة الكثيرين".

من الصعب معرفة كم شخص أنقذه ايلان وكم من النور جلب، ومن الاكثر سهولة احصاء كم شخص قتل وكم من التعذيب القاسي كان مسؤولا عنه. دماء الاخرس وآلاف الفلسطينيين الآخرين على أيدي هذه الشرطة السرية، الشباك، الذي حصل فيه ايلان على المجد. من المشكوك فيه أن تكون هناك دولة ديمقراطية اخرى فيها هذا العمل يعتبر أمر ممجد.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة
- إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا
- متى سيحطمون عندنا النصب التذكارية؟
- في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء
- معارضو النظام هم وطنيون
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني
- عيد ميلاد حزين
- موسم قطف الزيتون الاخير في الولجة
- فتاتنا
- جميعنا وسط


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية