أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - جميعنا وسط














المزيد.....

جميعنا وسط


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6357 - 2019 / 9 / 21 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النتائج اثبتت بدون أي شك أن اسرائيل هي وسط واحد كبير، مع اختلاف في الرأي أقل بكثير مما يبدو. جميعنا شعب واحد. وليس مجتمع ذي قطبين، غير ممزق وغير منقسم، مثلما يولولون هنا صبح مساء، بل وحدة واسعة في الرأي وعميقة اكثر مما يوصف. هذه ليست أنباء جيدة بالاساس.

خلف الوحدة يختفي التميز، الخواء الفكري وغياب الشجاعة من اجل اتخاذ مواقف واضحة. ولا نريد القول النضال من اجلها. ليس هناك حرب اهلية تنتظرنا، بل اغنية "جميعنا شعب واحد"، اغنية الجوقة القومية، التي تغني لكل تغيير وتهلل لكل فكرة جديدة. اليمين المتطرف انتهى تماما ويسار يهودي راديكالي لم يوجد لدينا من البداية، ونحن بقينا مع توافق وطني واحد كبير وساحق على معظم الامور.

الوسط مرة اخرى انتصر امس، ربما اكثر من أي وقت مضى، والايديولوجيا ماتت. الفوارق بين الكتلتين صغيرة، وبعين غير ثاقبة يصعب التمييز بينهما. "يمينا" مرة اخرى يتلقى الضرب، وقوة يهودية انتهت كما تستحق، واليسار الصهيوني نجا بجلده بعد أن تطهر جيدا، وميرتس طهر نفسه بايهود باراك وستاف شبير، والعمل طهر نفسه بأورلي ليفي ابوقسيس، الجميع تجمعوا حول الوسط.

يمكن التفكير أنه بين نتنياهو وبين غانتس توجد فجوة فكرية كبيرة. مؤخرا سنحت فرصتين كي ندرك بأن الامر ليس كذلك: نتنياهو اقترح ضم غور الاردن، وغانتس قال إن نتنياهو لن ينفذ وعده، لكنه هو نفسه يؤيد البقاء في الغور الى الأبد. ما الفرق؟ لا يوجد فرق. غانتس الذي يريد حكومة "علمانية" ذهب ليضع ورقة في حائط المبكى بالضبط مثل نتنياهو.

هكذا هي العلمانية الاسرائيلية. نتائج أمس اثبتت أن الاسرائيليين لا يريدون شخص آخر، لا يمين متطرف ولا يسار متطرف، فقط وسط، وسط ووسط. جزء يدعو لوسطه (الليكود) وجزء آخر يدعو لوسطه (أزرق ابيض). أوجدوا الفرق. فقط شخصية نتنياهو تفصل بين المعسكرين، فقط هو، وهذا بالطبع ليس فرق فكري حقيقي.

أمس ايضا ثبت أن للعنصرية المعلنة لا يوجد الكثير من المشترين، الاسرائيليون يريدونها، لكن بمقدار صغير، ودون الشعور بها، من تحت الطاولة، وليس من خشبة القفز. من الامس فصاعدا لا يمكن الادعاء بأن اسرائيل ذهبت نحو اليمين. فهي لم تذهب نحو اليمين، وبالتأكيد لم تذهب نحو اليسار. لقد ذهبت للنوم.

هذا المجتمع يستحق بالطبع حكومة وحدة، الوصفة المجربة جدا للمزيد من سنوات السبات. وعندما لا يكون هناك راديكالية أو تجديد لدى الطرفين، فلا يوجد نقاش. وعندما يكون هناك نقاش يواصلون فقط من نفس الشيء. من نفس الشيء الذي جعل اسرائيل تكون المجتمع القمعي الذي هي عليه. المجتمع الذي يدفن وجهه في وجه مشكلاته الحقيقية ويهرب الى الهامش والى الامور الثانوية. الانتخابات مرة اخرى اثبتت أنه لا يوجد احتمال لنجاح من يقترحون التغيير في اسرائيل. باستثناء نتنياهو، نعم أو لا، الاسرائيليون لا يريدون أي تغيير. مرة اخرى هم راضون عما لديهم، وفي الاساس راضون عما يهربون منه مثلما يهربون من النار. فقط اعطوهم الاجازات والسوبرماركت.

تقريبا ليس مهما أي حكومة ستشكل من هذه الانتخابات. لن يأتي أي تغيير حقيقي من أي حكومة محتملة. لذلك، فكرة حكومة الوحدة هي فكرة مباركة جدا في اسرائيل. فهي تضمن قيلولة اطول. بعد أمس، حكومة الوحدة قريبة جدا من التحقق. بعد أمس المزيد من فصول السبات الشتوي مضمونة للإسرائيليين. وما الذي يريدونه أكثر من ذلك.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فضلك، قُم بالضم
- هل كان الوضع جيد قبل نتنياهو
- محفظة غانتس اللامعة
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا
- متلازمة العيسوية
- شركة الاحتلال للانتاج
- علينا الإصغاء الى مانديلا
- معالجة العنصرية بكل أشكالها
- على قدم واحدة
- -صرخة من غزة-
- أيادي ملطخة بالدماء
- الباستيل سينتظر
- كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!
- العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !
- «البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان
- أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - جميعنا وسط