أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!














المزيد.....

هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5848 - 2018 / 4 / 17 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





يمكن أن نهاجم رئيس الحكومة بقدر ما نريد، فهو يستحق ذلك. ولكن في نهاية المطاف يجب علينا أن نقول: هذا ليس بنيامين نتنياهو، هذا هو الشعب. على الاقل غالبيتنا. كل مظاهر الشر في الايام الاخيرة وكل المهرجانات هدفت إلى إشباع الشهوات الدونية والمشاعر الظلامية لدى الإسرائيليين. الإسرائيليون أرادوا أكبر قدر من الدماء في غزة، واجراء طرد في تل ابيب، بقدر ما يمكن. لا توجد أي وسيلة لتجميل ذلك، من المحظور إخفاء ذلك. نتنياهو المترهل والمتملق والقابل للاستهزاء والشرير والمتهكم، يتم تحريكه بواسطة طموح واحد وهو أن يظهر جميلاً في أعين الإسرائيليين وأن يشبع رغباتهم. هم أرادوا دماء وطرداً.
ليت أن المشكلة كانت تكمن في نتنياهو وحكومته، حينها بعد جولة انتخابات أخرى وربما جولتين وينتهي الامر. ويصعد إلى الحكم الاخيار. غزة وطالبو اللجوء سيخرجون إلى إجازة، التحريض الفاشي سيهدأ، مكانة المحكمة ستكون مضمونة وإسرائيل ستكون في المكان الذي نتفاخر فيه. هذا سحر زائد. لذلك، حتى لو أن الحرب ضد نتنياهو مهمة فهي في كل الاحوال ليست مصيرية. الحرب الحقيقية أكثر بؤساً وحدودها أوسع بكثير: هي حرب على الشعب، وحتى أحياناً ضده.
من ينتقدون نتنياهو أيضاً لا يعترفون بأنه يعرف تشخيص رغبة الشعب. فنتنياهو شخّص أن غالبية الشعب تريد تطهيراً عرقياً في تل أبيب ووطنية وعنصرية وقسوة. أقل سوءاً من مؤيديه، حاول نتنياهو للحظة طريقة أخرى، أكثر انسانية ومنطقية. ولكن عندما اكتوى وأدرك أنه أضاع معرفة ارادة الشعب، استيقظ بسرعة قياسية وعاد إلى نفسه: القاعدة الجماهيرية والناخب والغالبية يريدون الشر، وهذا الطلب وفره لهم، وهذا لن تغيره الانتخابات. نتنياهو ليس الكارثة الحقيقية، بل حقيقة أنه في إسرائيل كل اظهار للانسانية هو مثابة انتحار سياسي.
هناك خط مستقيم من الشر والعنصرية يمر بين حدود قطاع غزة وجنوب تل ابيب. ففيهما غالبية الإسرائيليين لا يرون بشراً مثلهم يقفون أمامهم. الغزي والاريتيري هم أقل من مستوى البشر، ليست لهم أحلام، ليست لهم حقوق، وحياتهم لا تساوي أي شيء. في غزة قام جنود الجيش الإسرائيلي بقنص المتظاهرين غير المسلحين وكأنهم في حقل رماية. على اصداء صرخات الفرح من الجمهور ووسائل الاعلام. وفي جنوب تل أبيب يعودون إلى الاعتقال والطرد. هذا يتم أيضاً في ظل صرخات الفرح. هذا ما يريده الشعب. وهذا ما سيحصل عليه الشعب. حتى لو قتل الجنود مئات المتظاهرين في غزة فإن إسرائيل لن يرف لها جفن. وسبب ذلك هو الشر وكراهية العرب. غزة لم تعتبر في أي وقت كما هي: مكان يعيش فيه بشر، سجن كبير مخيف، مكان كبير لاجراء التجارب على بني البشر، غالبية الإسرائيليين الذين لم يتحدثوا في أي مرة مع أحد الغزيين، تماما مثل رئيس حكومتهم، فقط يعرفون أن القطاع هو وكر للمخربين. لذلك من الجيد إطلاق النار عليهم. هذا شيء مروع، نعم، لكنه صحيح.
جنوب تل ابيب مثل القطاع أيضاً. عندما يتحدثون عن «سكان جنوب تل ابيب» فهم يتحدثون فقط عن اليهود العنصريين الموجودين في أوساطهم. السود في جنوب تل أبيب لا يتم احتسابهم كسكان، مثلما هي الفئران ليست من سكانها. إن مستوى الشر الذي يتأجج تجاههم كان يمكن لمسه في الردود على التسوية التي قدمها نتنياهو: لماذا نطرد إلى اوروبا وكندا؟ لماذا ليس إلى افريقيا؟ ولماذا لا يتم الطرد بالقوة؟ هذه شهوة الشر التي يصعب فهمها. نتنياهو فقط ركب على موجة هذه المشاعر المرفوضة وقام باشعالها. هو لم يخلقها. من الواضح أن زعيماً كبيراً كان سيحاربهم، لكن زعيماً كهذا لم يبدأ في الظهور في الأفق في إسرائيل. أيضاً تغيير الشعب لا يبدو في الوضع الراهن خياراً حقيقياً.
أمام كل هذا الشر هناك أيضاً، بالطبع، إسرائيليون آخرون. ليس هناك ما يدعو إلى عدم تسميتهم باسمهم الصحيح: أفضل، انسانيون، رحماء، أصحاب ضمائر، أخلاقيون ويساريون. هم حقا اقلية كبيرة نسبيا، لكن الحرب التي منعتهم الغالبية وحكومتها من شأنها أن تصيبهم بالشلل. إذا كان كوبي ميدان قد اعتذر لأنه تجرأ على الخجل، فإن هذا دليل على أنهم ما زالوا يتعرضون للضرب. إذا كانت المذبحة في غزة وطرد سكان جنوب تل أبيب لا تخرجهم بغضب إلى الشوارع، على الاقل مثلما في مذبحة صبرا وشاتيلا، حينها سيكونون جنساً آخذاً في التراجع والاختفاء، وسنبقى مع الغالبية.

هآرتس



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه
- أمريكا وأسرائيل ضدّ كل العالم
- فجأة ينادون بالمساواة
- مُعْجزةٌ تحدث في نابلس: حكاية مستشفى النجاح تحطّم كلّ القوال ...
- إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين
- 15 رصاصة على ابن 15 سنة
- تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن
- أقتلوهم ، دمهم مهدور
- مُتْعةٌ أن تكون عربيًا
- لا يوجد شريك
- مات عربي. حسنا
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا
- بقينا مع الهذيان، ومع الكذب
- التمْر والقهوة السّادة للمحزونين على الطفلة التي قُتِلت بهكذ ...
- في سنجل، ابن الخامسة يستقبل المُعَزّين
- شُلّ محمد بنجاح: الآن هو مُصاب برأسه، يتحرك على كرسي مُتحرِّ ...
- الجنازة الثالثة في دوما
- المواطنون الأمريكيون من أصل فلسطيني يُهانون عند دخولهم إلى إ ...


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!