أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - مات عربي. حسنا














المزيد.....

مات عربي. حسنا


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 09:28
المحور: القضية الفلسطينية
    



(ترجمة: أمين خير الدين)

في ساعات الصباح الباكر.كانت التحضيرات في إسرائيل ليوم السبت على وشك الاكتمال، اشترى المراسلون العسكريون خبز السبت، وخرج الجنود لعطلة نهاية الأسبوع. شاهد رفاقهم عند حاجز يبرود آدميّا، في الواقع لم يروا آدميّا، حسب رؤيتهم رأوا ما هو دون الآدمي، أطلقوا النار عليه كما درّبوهم، وكتب المراسلون العسكريون كما علّموهم: " أطلق مخرب النار على الموقع العسكري فيلبوكس في عوفرا، بدون إصابات، ردّ الجنود بالنار، فقُتِل المخرب" . روتين. "بدون إصابات" و"قُتِل المُخرّب" – ليس ثمّة أي تناقض: المصابون فقط يهود، تعديل: "رأى قائد مَفْرَزة عسكرية مخربا يرمي زجاجة حارقة باتجاه الموقع العسكري فيلبوكس في سلواد فأطلق النار عليه وقتله، "بدون إصابات". تحول الآن من " إطلاق نار" إلى " رمي زجاجة حارقة". وبعد مرور وقت قصير، استدرك قائلا: "كما يبدو أن الشخص مريض نفسانيا، وبعد تفتيشه لم يُعْثَر على شيء معه"، بصريح العبارة: جريمة قتل.
غرّد أول أمس على تويتر المراسل اور هيلر (قنال 10)، وكتب مثله بعض زملائه، منهم ألون بن دافيد. هيلر ليس أسوأ المراسلين العسكريين الذين يرددون بتلقائية مذهلة ما يقوله الناطق بلسان ج.د.ا. الذي يُمْلي عليهم ما سيرددون، دون أن يُنْسب ذلك إلى ج.د.ا. – يتلقّون بتلهُّف وبعيون مُغْلقة كل ما تمْليه عليهم مراجع السلطة. إن مَنْ نشر الأكاذيب عمّا حدث عند حاجز يبرود هو ج.د.ا.. بعد ذلك استدرك ج.د.ا.، ومن بعده استدرك المراسلون أيضا، فكتبوا: "لم يحاول ايذاء قوّاتنا". مساء الخير، وسلام السبت.
في ساعات الصباح الباكر، كان إياد حامد، مواطن من سلواد في طريقه إلى صلاة الجمعة في المسجد، أصيب قبل سنوات برأسه إثر حادث طُرق، ومنذ ذلك الوقت وهو مريض نفسانيّا، كان عمره 38 سنة، وأب لثلاثة أبناء، احدهم رضيع، وبموجب ما يقول شاهد عيان، استجوبه إياد حداد محقق "بتسيلم"، إن حامد ضلّ طريقه، وعندما رأى الجنود عند الحاجز،خاف فجرى لينجو بنفسه، لم يكن مسلحا بشيء، ولا بسكين.
يعتقد المُضمّد يحيى مبارك أنهم أطلقوا النار على ظهره، خرجت الرصاصة من صدره، فتوفي حامد على الفور. أُعيدت جثته بعد وقت قصير. توقفت لمرة واحدة شهوة الجثث لدى إسرائيل. بعد أن اتّضح أن حامد قد قُتِل بلا ذنب.
مات عربي. حسنا. نحن مشغولون بأمور أكثر أهميّة. عندما تسقط قذيفة قسّام واحدة من غزّة، لا تُصيب أحدا، ولا تسبب أضرارا، تخرج إسرائيل بحملة انتقام، قصف جوي ومدفعي، يزرع الدمار والرعب، هذا مسموح لها.
يتحدّى المراسلون المُحْبَطون وزير الأمن "لماذا الممتلكات فقط" ماذا عن حياة إسماعيل هنيّة، كما وعد وزير الأمن. كل شيء مسموح به لإسرائيل، هل يُسْمح للفلسطينيين بالثأر لزميلهم؟ سؤال مُضْحك، هل يُسْمح لهم بردع جنود ج.د.ا. كما تتعامل إسرائيل مع حماس، كي لا يقتلوا أبرياء آخرين؟، وهناك سؤال آخر مُضْحِك أكثر: هل سيُعاقَب أحد على هذه الجريمة؟ سؤال أكثر سخافة، لو قَتَل مخرب فلسطيني كلبا إسرائيليّا، كانت ستهتز إسرائيل أكثر من مقتل حامد. الف مقالة تُكْتب عن مستوطِن يُقْتل، وتثاؤب واسع عن جريمة القتل التي حدثت أوّل أمس. هذا ليس إرهابا ولا عنصرية ولا فصلا عنصريا، ولا عدم إنسانية، هذا فقط قتل ما هو دون الآدميّ.
كنتُ في سلواد قبل تسعة أشهر، عندما قَتَل جنود حرس الحدود مهدية حامد، امرأة في ال- 40 من عمرها، أمّ لأربعة، انتظرها رضيعها، ابن 10 أشهر في البيت ، لتُرْضِعَه، أطلقوا عليها عِدّة رصاصات، اخترقت جسمها. لم يُقَدّم أحد للمُحاكمة، سألني زوجها في حينه بكل براءة: "هل يعرف الإسرائيليّون ما جرى؟ ها أُثير نقاش بعد مقتلها؟"
سكتُّ، من شِدّة الخجل.





(عن هآرتس)



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا
- بقينا مع الهذيان، ومع الكذب
- التمْر والقهوة السّادة للمحزونين على الطفلة التي قُتِلت بهكذ ...
- في سنجل، ابن الخامسة يستقبل المُعَزّين
- شُلّ محمد بنجاح: الآن هو مُصاب برأسه، يتحرك على كرسي مُتحرِّ ...
- الجنازة الثالثة في دوما
- المواطنون الأمريكيون من أصل فلسطيني يُهانون عند دخولهم إلى إ ...
- القائمة المشتركة بصيص ضوء في هذه الانتخابات
- أب وابنه لم يلتقيا ولن يلتقيا
- أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار
- ليس عيبًا: الدم اليهودي يساوي أكثر!
- زوجته وابنه
- يمكن أن نفهم حماس
- السيئون للطيران(*)
- المرحلة القبيحة
- يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع
- انقضى زمان القصف
- رسالة رد من -مساعد ارهاب-
- حقيبة اكاذيب الجيش الاسرائيلي


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - مات عربي. حسنا