أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار















المزيد.....

أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 11:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


// ترجمة: أمين خير الدين

خرج أحمد حسونة من بيته في بيتونيا ليرمي النفايات، أُطلقت عليه أربع رصاصات من مسافة قصيرة فأصابته، لم يقبض عليه، وربما بحث الجنود عن شخص آخر،ولم يكلف أحد نفسه ليعتذر.
قبل الفجر بساعتين غادر آخر الضيوف، نزل أحمد حسونة على درجات بيته ليغلق بوابة البيت، قبل ذلك نقل بسيارته بعض الضيوف إلى منازلهم في مخيم الأمعري برام الله، احتفلت العائلة ذاك المساء بعيد ميلاد ابن اخ احمد، نزلت أخته نغم على أثره تحمل أكياس النفايات بأيديها، طلبت منه قبل أن يقفل الباب ويذهب للنوم، أن يفتح لها الباب الصغير لترمي النفايات في الحاوية الموضوعة في الشارع، نزلت نغم على الدرجات، وانتظرها أحمد في الشارع بجانب الحاوية، الساعة الثانية ليلا في بيتونيا على أبواب رام الله.
رشة الرصاصات المفاجئة كانت قصيرة، يقول حسونة انه لم ير الجنود الذين اختبأوا خلف حاوية النفايات في الشارع، ولم يسمع إنذارا، يبدو أنهم أطلقوا عليه أربع رصاصات من مسافة ثلاثة أو أربعة أمتار، ثلاث منها أصابته، واحدة برجله اليمنى، وأخرى برجلة اليسرى، والثالثة بخاصرته، الرصاصة التي أصابته في خاصرته وصلت عموده الفقري وفتكت به، ومن حينه يرقد في المستشفى مشلولا برجليه الاثنتين، ومن الممكن أن يبقى مشلولا طيلة حياته.
يعمل حسونة ابن الـ 20 في مصلحة عائلية لقطع غيارات السيارات، مع أبيه تصريح دائم بدخول إسرائيل كتاجر، لم يتعاطَ السياسة أو المقاومة، عاش لاجئو اللد عشرات السنين في مخيم الأمعري، قبل سنوات قليلة انتقلوا الى بيتونيا الصامدة نسبيا، فانقلبت حياتهم الهادئة نسبيا مرة واحدة قبل أسبوعين، في12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ليلا.
يرقد حسونة الآن في قسم الجراحة في مستشفى هداسا عين كارم، السلطة الفلسطينية تدفع نفقات علاجه، أجريت له عدة عمليات جراحية، لكن الطريق لعلاجه طويل، أمه وأخته لا تفارقان سريره، ليلا ونهارا، تتقاسمان سريرا واحدا بجانب سريره، أحيانا يأتي والده، لا يسمح لإخوته بزيارته، عند باب غرفته يجب أن تلبس مريولا وقفازات تستعمل لمرة واحدة، يعاني حسونة من تلوُّث، وهو في حالة انفراد، لا يستطيع النزول عن السرير، ويبدو ضَعفه من خلال كلامه الواهن، يزوَّد بالأكسجين بواسطة أنبوب عن طريق الأنف.
حسب أقوال العائلة انه في الوقت الذي أُطلقت النار على حسونة، اقتحمت قوة أخرى المنزل عن طريق البوابة الأمامية، وصعدت إلى الطابق العلوي، حيث يسكن فادي أخو حسونة، وعمّه مرسي، وأفراد العائلة، يقول حسونة انه عندما وقف في الشارع خلف البيت لم يسمع الجنود الذين اقتحموا البيت.
بعد أن أُطلقت النار عليه، سقط في الشارع، لم يفقد وعيه على الفور، يقول ان أربعة جنود هاجموه من خلف حاوية النفايات، يذكر أنهم صوّبوا نحوه أشعة ليزر حمراء، سألوه عن اسمه، وطلبوا بطاقة هويته ومحموله، سمعت أخته الطلقات الأربع فخافت، نزل والداه مرعوبين، حسب أقوالهم في البداية لم يسمح لهم بالاقتراب منه، يقول أفراد العائلة انه مضت 40 دقيقة قبل أن يصل الممرض العسكري ليقدم له الإسعاف الطبي، ولم يُسمح لسيارة الإسعاف الفلسطينية أن تقترب من المكان.
ويضيف حسونة انه في مرحلة ما فقد وعيه، ويقول والده عزام انه حاول أن يتكلم مع الجنود بالعبرية، ويقول انه في نفس الوقت تجمّع في البيت عشرات الجنود، كا يقول أبناء العائلة، انه حسب حديث الجنود وقع خطأ في العنوان، بحث الجنود عن شخص اسمه سامر، وانه ليس في بيتهم أيّ سامر، وحسب أقوالهم وصلت مجموعة أخرى من الجنود ومعهم فلسطيني مكبل، قُبِض عليه في بيت آخر، ربما هو سامر. أخطأوا يخطئون، خطأ.
تقول أمه صباح، انه بعد إطلاق النار على ابنها، فكك الجنود قرص كاميرات الأمان المثبتة في مدخل المنزل، وأخذوه، إنها مقتنعة بأنهم أرادوا إخفاء الدليل على خطئهم بإطلاق النار على ابنها، يبدوا أنه عندما ثبت لهم أنهم أخطأوا، سمحوا لسيارة الإسعاف الفلسطينية التي كانت تنتظر في الشارع، أن تنقل حسونة إلى المستشفى الحكومي في رام الله، لم يُقْبض عليه أو على أي من أفراد عائلته في يوم ما.
أُجْريت له في رام الله عملية جراحية لإيقاف النزيف في جسمه، ونقل بعد يومين إلى مستشفى هداسا عين كارم، وبعد أن ضغطت العائلة على السلطة الفلسطينية لتدفع تكاليف العلاج، منذئذ هو هناك مع أخته وأمه وعمته، يقول أبناء العائلة ان في أروقة المستشفى كان هناك من خاف أول الأمر من جريح فلسطيني من الأراضي الفلسطينية، لكنهم بعد أن تبين لهم أنه لا حارس عليه، عرفوا أن الجريح ليس أسيرا جريحا، إنما هو ضحية.
يقول دكتور جوش شرودر الذي يعالج حسونة في هداسا عين كارم لهآرتس ، ان "إصابته في العمود الفقري خطيرة" وقد أجريت له حسب أقواله عملية جراحية معقدة، قام بها طبيبان كبيران، وحالته مستقرة لكنه "بحاجة إلى تأهيل وعلاج طبيعي قد يستمر سنة" حتى الآن ليس واضحا إذا كان الضرر الذي أصاب حسونة قابلا للتغيير، وإذا كان بالإمكان أن يقف على رجليه.
وصرح مصدر عسكري أن الشرطة تحقق في الحادث، لكن "شرطة يهودا والسامرة" لم ترد على توجهات هآرتس.
وصرح الناطق بلسان ج.د.ا. كرد " أنه خلال العملية التنفيذية التي قامت بها وحدة خاصة في بيتونيا للقبض على إرهابي، شوهد المشتبه به يهرب من العمارة التي يتواجد فيها الهدف، وقد نفذت القوة العسكرية "نظام توقيف المشتبه به" وجرى في نهاية العملية إطلاق نار باتجاه القسم السفلي من جسمه، وقد أصيب إصابات متوسطة، وتلقى العلاج الطبي فورا من المسعف، وبعد ذلك تقرر نقله بواسطة الهلال الأحمر، وبعد أيام، وعند الإطلاع على حالته، صودق على نقله لمتابعة علاجه في إسرائيل.
لم يتصل أحد من ج.د.ا. مع أبناء العائلة للاعتذار أو للتوضيح، وحتى للتحقيق بالحادث.
تقول قريبة العائلة مها حسونة من اللد، سكرتيرة الجبهة في الكنيست، انها منذهلة من أن أحدا لم يتحمل المسؤولية عن إطلاق النار، وإنها تساعد العائلة باتصالاتها مع السلطات، يطالبون أن يُعالج حسونة في إسرائيل، وأن تتحمل دولة إسرائيل نفقات علاجه، أبناء العائلة مقتنعون أن أحمد حسونة يستحق، على الأقل، هذا. حاليا يرقد في سريره شاحبا وضعيفا، حتى ان البسمة الخائرة لا تلوح على شفتيه.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس عيبًا: الدم اليهودي يساوي أكثر!
- زوجته وابنه
- يمكن أن نفهم حماس
- السيئون للطيران(*)
- المرحلة القبيحة
- يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع
- انقضى زمان القصف
- رسالة رد من -مساعد ارهاب-
- حقيبة اكاذيب الجيش الاسرائيلي
- اسرائيل 2011: ليس من الشرعي الدفاع عن حقوق الانسان
- دولة ال لا - لا
- إزاء هذه العنصرية كلها
- استفتاء شعبي غير أخلاقي
- من هو الضحية الحقيقي
- جُبْن صفدي عفِن
- زمن فك الارتباط
- أيها العرب انصرفوا
- يحل لنا فقط
- في الطريق اليك؟
- الفزاعة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار