أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - السيئون للطيران(*)














المزيد.....

السيئون للطيران(*)


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان كل ذلك فعل يديك يا أيها الطيار الصالح.

كان "الهدف" قائد شرطة غزة تيسير البطش وكانت النتيجة 21 قتيلا منهم 18 من ابناء عائلته فيهم 6 اولاد و4 نساء. أود ان الاقي الطيار أو مستعمل الطائرة بلا طيار الذي ضغط زر الموت. كيف تنام الليل ايها الطيار؟ هل رأيت صور القتل والدمار الذي احدثته – في التلفاز لا بالمنظار فقط؟ وهل رأيت الجثث المهشمة والجرحى النازفين والاولاد المذعورين والنساء المرعوبات والدمار الفظيع الذي زرعته من طائرتك المتطورة؟ ان كل ذلك فعل يديك يا أيها الطيار الصالح.



انهم اكثر الجنود ذكاء واناقة ونفاذا. وهم يدرسون في افضل الجامعات أثناء خدمتهم، ويأتون من أفضل البيوت وأفضل المدارس الثانوية؛ وهم يُعدون مدة سنين لعملهم بدراسة الالكترونيات والاستراتيجية والتكتيك والطيران بالطبع. فهم افضل الشباب الاسرائيليين المُعدين للعظائم. وهم الافضلون حقا يا أخي – فهم الصالحون للطيران وهم افضل الطيارين وهم يفعلون الآن اسوأ الافعال واكثرها قسوة وقبحا.

انهم يجلسون في غرف الطيارين ويضغطون ازرارا كأنهم في لعبة حرب فيحسمون امور الحياة والموت، ويرون من مكانهم العالي في السماء فقط نقاط سوداء تجري في ذعر تحاول الفرار، وربما يرون ايضا اولئك الذين يرفعون ايديهم في رعب فظيع على اسطح المنازل؛ وما أن يوجه السهم الاسود الى الهدف حتى يرتفع دخان اسود على صورة فطر – وتكون رجة طفيفة في جناح الطائرة واصابة "جيدة"، ليعودوا بعد ذلك الى الطلعة التالية.

انهم لم يروا قط في مواجهتهم طائرة عدو فقد وقعت آخر معركة جوية لسلاح الجو قبل أن يولد اكثرهم. ولم يروا قط بؤبؤ العيون ودم ضحاياهم الاحمر. فهم ابطال على ضعفاء، على الاضعف، وعلى العاجزين الذين لا يملكون لا سلاحا جويا ولا دفاعا جويا بل لا يكادون يملكون طائرة ورقية. وهم يعتبرون الابطال واعظم الرجال الذين سيصلون الى البعيد ايضا في حياتهم المهنية. وهم يتزوجون افضل الفتيات الصالحات للطيارين ويسكنون في بلدة جماهيرية ويصبحون قباطنة في "ال عال" أو يشتغلون بالهاي تيك أو يصبحون رجال اعمال، ويصوتون ليئير لبيد ولميرتس ويربون اولادهم ليصبحوا مواطنين نزيهين.

وينسون ما فعلوه في خدمتهم العسكرية. هل ينسون؟ انهم لم يعلموا قط. فهم لا يرون الكثير من طائراتهم اف 16. وهم ينسوا رجال حرس الحدود الذين يطاردون الاولاد ويضربونهم وينكلون بهم في الازقة. وهم ليسوا من لواء غولاني الذين يداهمون البيوت في الظلام في عمليات بحث وخطف، وليسوا جنود "كفير"، الذين يقفون في الحواجز ولا "دفدفان" المستعربين ولا “دوخيفت” المنقضين، وهم ايضا لا يتكلمون بالكلام الفاحش ولا يذلون غيرهم، فكلامهم بريء من الفحش. فهم الطيارون، طيارو جلالة الملك الذي هو الجيش الاكثر اخلاقا في العالم.



قتلوا نحوا من 200 انسان وجرحوا نحوا من 1000 اكثرهم مدنيون. وفي ليلة أول أمس قتلوا 18 من ابناء عائلة البطش. وكان "الهدف" قائد شرطة غزة تيسير البطش وكانت النتيجة 21 قتيلا منهم 18 من ابناء عائلته فيهم 6 اولاد و4 نساء. فهي عائلة فنيت. أود ان الاقي الطيار أو مستعمل الطائرة بلا طيار الذي ضغط زر الموت. كيف تنام الليل ايها الطيار؟ هل رأيت صور القتل والدمار الذي احدثته – في التلفاز لا بالمنظار فقط؟ وهل رأيت الجثث المهشمة والجرحى النازفين والاولاد المذعورين والنساء المرعوبات والدمار الفظيع الذي زرعته من طائرتك المتطورة؟ ان كل ذلك فعل يديك يا أيها الطيار الصالح.

اجل ليس الذنب ذنبهم (فقط). فهم يطيعون الاوامر العسكرية. وقد قال احد قادتهم السابقين اللواء رون غورين في يوم السبت انهم اخلاقيون بل هم اكثرهم اخلاقا. لكن هل هم رجال آليون في الحقيقة؟ وهل يدركون ما يفعلون؟ وهل يعلمون اصلا؟ أفليس غسل ادمغتهم بالكراهية والخوف اصعب، أوليس اصعب ان يجوز عليهم ان غزة كلها حيوانات بشرية. ومع ذلك كله يطيعون بصورة آلية وفي عمى يجمد الدم ويضغطون الزر الصحيح في الوقت الصحيح، ويا لمبلغ دقتهم. فهل يؤمنون جميعا حقا بأنهم يخدمون الدولة وامنها بالف طلعة جوية والف طن متفجرات اسقطوها على غزة البائسة؟ لم ينهض احد منهم الى الان كما نعلم. في 2003 فعل 27 من رفاقهم فعلا اشجع كثيرا من كل طلعاتهم "الحربية"، فقد كتبوا رسالة رفض لكن ذلك لم يحدث هذه المرة. فلا يوجد حتى يونتان شبيرا أو يفتاح سبكتور واحد في الطب ينهض ويسأل: هل هذه هي الطريقة؟ ولا احد ينقذ كرامتهم. ولا احد يرفض ان يشارك في طلعات الموت الجوية هذه، لا احد.


(هآرتس)

*العنوان يحاكي مقولة اسرائيلية عسكرية شهيرة مفادها "الجيدون للطيران



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة القبيحة
- يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع
- انقضى زمان القصف
- رسالة رد من -مساعد ارهاب-
- حقيبة اكاذيب الجيش الاسرائيلي
- اسرائيل 2011: ليس من الشرعي الدفاع عن حقوق الانسان
- دولة ال لا - لا
- إزاء هذه العنصرية كلها
- استفتاء شعبي غير أخلاقي
- من هو الضحية الحقيقي
- جُبْن صفدي عفِن
- زمن فك الارتباط
- أيها العرب انصرفوا
- يحل لنا فقط
- في الطريق اليك؟
- الفزاعة
- نتنياهو أعمى يقود طائفة من العميان
- الديمقراطية الوحيدة
- لو كنت عنات كام
- التجار من القدس


المزيد.....




- شاهد.. رجال إطفاء يكافحون لاحتواء حرائق الغابات في كندا
- عودة -كاسر العظام-.. قصة إنقاذ النسر الملتحي المهدد بالانقرا ...
- الخاتم الماسي يسرق الأضواء.. والمجوهرات الفخمة لا تغيب أبدا ...
- بسترات واقية من الرصاص.. عملاء FBI وإدارة مكافحة المخدرات يق ...
- هل يستعين بوتين بترامب للإطاحة بزيلينسكي؟- مقال رأي في التاي ...
- الترويكا الأوروبية تهدد بفرض عقوبات على إيران إذا لم تعد للم ...
- عقد بقيمة 1.6 مليار دولار بين دولة أوروبية وشركة -إلبيت سيست ...
- لاريجاني من بيروت: لا ننظر لأصدقائنا كأداة.. وعون يرى أن لغة ...
- تحذير لقسد؟.. توقيع مذكرة تفاهم دفاعية بين أنقرة ودمشق
- مباشر: زيلينسكي وقادة أوروبيون يسعون لإقناع ترامب بالدفاع عن ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - السيئون للطيران(*)